الصورة المعجزة في نصر أكتوبر
كتب : سامح طلعت
صورة معجزة.. عبقرية.. كانت كفيلة بمحو أجزاء كبيرة من هزيمة حرب يونيو 1967، بمفردها غسلت ما حاق بالأذهان جراء الدعاية الصهيونية التى طالما أشبعت الجندى المصرى سخرية بعد حرب 67 التى دفع فيها ثمن اخطاء كارثية لقيادته دون أن تتاح له فرصة حقيقية للتعبير عن نفسه كمقاتل صعب الهزيمة.
في هذه الصورة بقف فيها ضباط إسرائيليون أمام ضابط مصرى فى هزيمة واستسلام.. يؤدون التحية له بيد.. ويقدمون علم غطرسة كيانهم الغاصب بالأخرى.
نحو 46 عامًا مرت على هذه اللقطة العبقرية.. التى اصطادها الفنان المبدع مكرم جاد الكريم، مصور «الأخبار» ولا يخلو منها كتاب مدرسى أو فيلم وثائقى يتناول حرب أكتوبر أو أحد أبطالها.. كل منا عندما ينظر إليها يشعر بحميمة كبيرة تجاه ذلك الضابط المصرى، الذى أحبه المصريون والعرب دون أن يعرفوا حتى اسمه.. لكنهم حبوا فيه انتصاره وكبرياء التى أعادت لهم كرامتهم الجريحة فى هذا التوقيت.
بطل الصورة سيادة اللواء اح زغلول فتحى الذى أصر أن يكون الاستسلام بتقديم العلم الإسرائيلي، البطل زغلول فتحي لمن لا يعرفة بحرب أكتوبر برتبة «رائد»، قائد الكتيبة 43 صاعقة، التى كانت تعمل ضمن تشكيل المجموعة 127 صاعقة، التى كانت تعمل فى نطاق الجيش الثالث الميدانى، إبان هذه الحرب، قصة هذه الصورة، التى التقطت بعد أن استسلم ضباط وجنود واحد من أكثر الحصون قوة ومناعة على الجبهة، وهو حصن «لسان بورتوفيق».
في يناير 1973 تم تعين الرائد زغلول فتحي رئيسًا لعمليات الكتيبة 43 صاعقة و فى فبراير من نفس العام صدرت الأوامر بأن يكون تدريب الكتيبة على مهمة محددة وهى«الاستيلاء على حصن لسان بورتوفيق»، لحرمان العدو من أهميته الاستراتيجية الكبيرة. لم تمض أشهر معدودة حتى أصبح قائدًا لهذه الكتيبة.


















