×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

مذكرات مهاجر مجهول (2)

مذكرات مهاجر مجهول (2)
مذكرات مهاجر مجهول (2)

د.أشرف يعقوب

في الليلة التاسعة بعد المائة حكت شهرزاد لشهريار قصة السقاء المصري الذي هرب، بسبب كثرة الديون عليه،
من مصر لبغداد.
وفي بغداد عمل سقاءا أيضًا، وأصبح السقاء الشخصي لأحمد الدنف مقدم الديوان ومقدم بغداد وصاحب درك البر حتى وفر ألف دينار و،عندها ذهب للدنف واستأذنه في العودة لمصر وأنشده هذين البيتين:

إقامات الغريب بكل أرض
كبنيان القصور على الرياح
هبوب الريح يهدم ما بناه
لقد عزم الغريب على الرواح

الحقيقة عكس هذا فمعظم من هاجروا حققوا نجاحا وبنوا ما بنوا ولم تهب عليهم أي ريح هدامة ومعظمهم لم يعزم على الرواح كبطل قصة ألف ليلة وليلة، ومن خبرتي رغم صعوبة الغربة إلا إنها في النهاية مفيدة لمن تغرب ولأهله ولبلده.

أول شيء لازم تفهمه في الغربة أن الإنسان هو الإنسان في كل مكان و زمان، الناس في المعدن واحد في كل بلد، الاختلافات هي قشور وشكليات ومظاهر وتقاليد محلية، لكن جوهر البشر متشابه.
الحب والوفاء والأمانة والصدق والعطف والخجل والطهارة والعفاف هم قيم إنسانية مشتركة بين الناس. كما أن الكره والحسد والكذب والسماجة والنفاق والشماتة هي مشاعر مكروهه في كل نواحي المعمورة.

حب النظافة والجمال والنظام موجود في قلوب كل البشر ولكن مستوى الإحساس به يختلف حسب الثقافات والمستويات الاجتماعية.

مثلًا الشعب الإيطالي يهتم جدًا بالنظافة والجمال، ولا يهمه النظام بنفس القدر. بينما شعوب شمال أوروبا تهتم بعملية الأشياء وليس جمالها، يعشقون النظام لكن مستوى النظافة ليس مرتفعًا عندهم إلا فيما يتعلق بالمجالات الصحية. فالسويدي مثلًا لا يكوي قميصه بينما الإيطالية تكوي الفوط والملابس الداخلية وحتى الشربات، والمرأة فقط هي التي تكوي في المنزل، والرجل يفعل ذلك نادرًا ومضطرًا.
والإنجليزي يكتم عطسته لانها مقززة، بينما في صقلية من المعتاد والمحبب أن الضيوف يتكرعوا بصوت عالي أثناء الوجبة المدعون لها كعلامة تقدير لطعامة الأكل المقدم لهم.

عدم فهم هذا بالطبع قد يؤدي لمواقف محرجة، سأحكي بعضها بعد ذلك.سافرت من القاهرة على آخر طائرة لإيطاليا قبل غلق المجال الجوي المصري بسبب حرب الخليج الأولى . كنا سبعة مسافرين على الطائرة العملاقة ، يعني كنا أقل من طاقم الطائرة. وكان الكل في توتر ملحوظ وكأن صاروخا سيصيبنا بين الحين والآخر . قدموا الشاي البارد المخلوط بعصير أو نكهة الخوخ. عجبني جدًا وأصبح هو مشروبي المفضل بعد ذلك. وتعجبت لماذا في مصر لا نشرب الشاي باردًا ونشربه دائما ساخنًا حتى في الحر الشديد. ولماذا لم يفكر أحد في مصر في شرب الشاي مثلجًا بنكهات مختلفة في صيفنا قائظ الحرارة؟ وتعجبت فيما بعد من أشياء مشابهة كثيرة فمثلًا نحن لا نستعمل الريحان و لا إكليل الجبل (الروزماري) في الطبخ وهما موجودان في مصر وبرحيق ومذاق أحسن من أي بلد في العالم. ونحن في مصر لا نأكل جذور المرارية والشمر رغم فوائدهما ورغم أن مصر من أكبر منتجي العالم لهما.
وصلت لميلانو في منتصف ديسمبر١٩٩٠ و درجة الحرارة كانت ٥ تحت الصفر وكانت المدينة مغطاة بالثلوج.

ولنا لقاء آخر مع الذكريات في الهجرة.

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 06:20 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17