عكس التيار
بقلم / رامي فؤاد
لو انت بتعوم عكس اتجاه الموج هتحس بصعوبه و هتعافر بلا جدوي وهتتعب ، لو ماشي عكسي بعربيتك بتبقي خايف من العربيات اللي جايه و بتبقي واخد جنب خالص وعمال تقلب نور ، لو ماشي في الشارع و في عاصفة رياح جايه في وشك هتحس بصعوبه في الحركه ومش هتكون متوازن .
كذلك بردو لو مشيت عكس التيار بتاع قلبك اللي ربنا فَطَرك عليه ، التيار اللي هو عامل زي المُغذي الاول لكل حاجه إيجابيه في حياتك .
انت اصلاً مُصمم فيزيائياً بالشكل ده و الوظائف النفسيه دي و ده ال software بتاعك .
هو انت ينفع تدوس بنزين قبل ما تدور العربيه وتبقي عاوزها تمشي ؟؟؟!!!
مفيش مجال لإنك تخرج عن المألوف وتعيش راضي .
ده مش هيحصل ابداً .
إحنا في علاقه بيننا و بين ربنا اقوي واهم من علاقة الحبل السري لان علاقة الحبل السري مدتها ٩ شهور بس
لكن إحنا علاقتنا بربنا اسمها علاقة " حبل الوريد " .
و دي علاقه مفيهاش إنفصال طول ما احنا عايشين ابداً .
لو بس فكرنا هنلاقي انه شئ بديهي جدا نحس بشقاء و انعدام للسكينه و تعب قلب لو احنا مش قريبين من ربنا بأفعالنا و مشاعرنا و اخلاقنا في التعامل و ده لاننا ماشيين عكس التيار ، طب هيحصل إيه لو مشينا في الإتجاه الصح ؟
هنوصل ' هنوصل للسعاده ، الراحه النفسيه ، الإستقامه ، الإيجابيه ' الرضا .
هننجح ، هننجح في شغلنا ، في علاقاتنا ، في الوصول لاهدافنا .
هنلاقي مفعول المُسكِّن بيسبق مفعول الوجع ومفيش اي حاجه ممكن تقهرنا ، هنلاقي العنايه الإلهيه محاوطانا من كل الإتجاهات و ده كفيل جدا يحسسنا بالراحه اللامتناهيه .
هنحس " بالإكتفاء " و دي تحتها الف خط لإن الاكتفاء شعور ليه فلسفة البركه سبحان الله ، يعني بيخلينا نحس بالزياده في القُليل ، يعني مثلا فلوس قليله نسبياً نلاقي نفسنا عملنا بيها حاجات كتير ، اكل قليل نلاقيه شبعنا وقت طويل ، ونقيس علي كده بقي .
كمان لو عندنا متطلبات ضروريه ميعادها قرب و امكانياتنا مش بتسمح بإننا نوفر ما يوفيها فنلاقي سبحان الله الذي تعمل يده في الخفاء و من غير اي مقدمات حل ظهرلنا برزق جالنا من باب بعيد عننا في سكه ولا عمرنا عرفناها اصلا ،
يعني " من حيث لا ندري " ، و هو ده التدبير الإلهي بقي .
إحنا كلنا حلوين قوي بس في حبة حاجات تايهه مننا و إن شاء الله هنلاقيها ، بس احنا ننوي مش اكتر و هنلاقي ربنا بيساعدنا و يقربلنا اكتر ما بنسعي إحنا للقرب منه
" ده ربنا رحيم "


















