×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

إياك والظلم... فإنه ظلمات

إياك والظلم... فإنه ظلمات
إياك والظلم... فإنه ظلمات

​​​​​​كتب : التميمي الحبال 

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرًا

فالظلم تعود عقباه للندم

تنام وعين المظلوم ساهرة

تدع عليك وعين الله لا تنم

حرم الله الظلم على نفسه، وجعله بيننا محرمًا كما جاء بالحديث القدسى (يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا وكونوا عباد الله إخوانًا)وجعل الله الظلم من أقبح الصفات ومن أرزل صفات البشرية، والله لا يحب الظالمين.

وقد أعد الله للظالمين من العذاب ما لو رأوه لأقلعوا عن ما هم فيه. (ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتنى اتخذت مع الرسول سبيلًا*ياويلتي ليتني لم أتخذ فلانًا خليلًا *لقد أضلنى عن الذكر بعد إذ جاءنى وكان الشيطان للإنسان خذولًا) الفرقان.

هذه هى حال الظالمين يوم القيامة، وهذه هى لغتهم، وذلك هو تندمهم، إنها لحالة بائسة مخزية، ولغة ضعيفة مستكينة، وتندم موجع أليم،حق لهم أن يكونوا كذلك، لأنهم بين يدى قاهر الجبابرة ومذل الملوك، القائم على كل نفس بما كسبت، والله لا يحب الظالمين.

وهذا هو القرآن الكريم يعرض علينا موقف الظالمين من الله، لنكون على بينة من الأمر، ولنأخذ لذلك اليوم عدته، حتى لا نذوق مرارة الندم، وحرارة العذاب، يقول تعالي فى سورة الأنعام ( ولو ترى إذ الظالمون فى غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق كنتم عن آياته تستكبرون).

هذه صورة مصغرة، ونموذج أولى من عذاب الله للظالمين، أولئك هجموا على الضعفاء من عباد الله، فسلبوهم حقوقهم، واغتصبوا أموالهم واستباحوا لأنفسهم من حرماتهم ما يغضب الله، ناسين أنهم شركاؤهم فى الإنسانية، وأن أدهم فى العبودية، وجيرانهم فى الوطن، وإخوانهم فى الدين، (ألا بعدًا للقوم الظالمين) لقد اغتر الظالم بدنياه الكاذبة، وأطاع نفسه الخسيسة، فأهان الضعيف، وانتهك حرمته، معتمدا على سلطته الباطلة، ومنصبه المزيف، وقوته المزعومة،وماله الخئون، وما علم أنها أعراض سوف تزول، (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم) الشعراء.

قاتل الله الظالم ما أحمقه!!! نسى أصله الأول ،وأنه من ماء مهين، وغفل عن حاضره البائس، وأنه آلة متحركة،وتجاهل مصيره الأخير، وأنه رماد تدوسه النعال،ِ ولست أدرى : كيف يأمن الإنسان على الدنيا وقد قضت على غيره أمام عينيه - بل وكيف يركن إليها وقد أهلكت قبله أمه وأباه،خفف الوطأ فما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد.

أيها الظالم مهلًا على نفسك، فسفينة الحياة أتت قبلك بشحنة وتركتهم، ثم حملتهم أمواتا فألقت بهم على شاطئ الحساب، ولا ندرى أهم في النعيم؟ أم فى الجحيم؟

سبقنا إلى الدنيا فلو عاش غيرنا

منعنا بها من جيئة وذهاب

تملكها الآن تملك سالب

وفارقها الباقى فراق سليب

هذا هو حال الدنيا، وهذا ما أخبرنا الله به أكثر من مرة، بل وأيده الواقع كثيرا، لو تعقل الظالمون - شأن الدنيا وحالها- لعلموا أنها أقل من أن يعصى الله فيها، وأحقر من أن يظلم فيها أى إنسان،

ولكن : ماذا نفعل بأولئك الطغاة، وقد أعمتهم شهواته عن طريق الحق، وفتنتهم أهواؤهم عن جادة العدالة والصواب، وأضلهم الشيطان عن سواء السبيل، وزين لهم إخوان السوء ما كانوا يعملون، فراحوا يظلمون الناس من غير سبب، ويستحلون أموالهم وممتلكاتهم بدون وجه حق، ويرتكبون معهم من الفواحش والفظائع والمنكرات ما تقشعر منه الأبدان والجلود،.فمنهم من حكمه الله دماء المسلمين، ليحمى ضعيفه من قويهم، فأعمل السيوف فى رقابهم، وأطلق النار فى قلوبهم، واستخدم السلاسل والأغلال فى أجسامهم، وسامهم من الذل والخسف ما لم تعرفه فصائل الحيوانات، كل ذلك بغير حق.

ومنهم من حكمه الله فى تموين عباده ليأخذوا بأيدى الضعفاء، فى وقت ضيق وظرف عصيب، حتى ينقذوا الضعفاء من ويلات الحروب، وقسوة الغلاء..كانت النتيجة احتكارهم للسلع ومنعوا الناس حقوقهم التى وفرتها الحكومة لهم، لبيعها بأثمان باهظة للصوص الإنسانية، وجزارى البشر، وتجار المروءة ليبتزوا بها أموال المسلمين، ويمتصوا دماء الفقراء.حتى يملأوا خزائن الأغنياء، وبنوك الخواجات.ومنهم من ولاه الله مصلحة من مصالح المؤمنين ليقضى حوائجهم وليخفف عنهم بؤس العيش، وأثقال الحياة، فكانت النتيجة أن تنكر لهم، وتحجب عنهم، وانقلب فى لحظة من إنسان رحيم، إلى ذئب متنمر، يستنطقونه فلا ينطق، ويسترشدونه فلا يرشد، ويسألون فلا يجيب، يصعر خده إذا تكلم، ويثنى عطفه إذا تحرك، ويلوى رأسه إذا أشار، وكأنه ورث كرسى منصبه.

وليت مصيبة المسلمين قاصرة على ذلك، بل إنه يستغل منصبه فى السلب والنهب، يبيع فى منافعها ويشترى ويتاجر ويربح ويقسو ولا يرحم، لا ينفع معه إلا الرشوة، حتى وإن كانت من مال الأرامل والأيام، ولا يشفع عنده إلا النساء، ولا يحترم عنده إلا المجرمون من سفلة الناس وأشرارهم،...

يا ظالمًا جار فيمن لا نصير له

إلا المهيمن لا تغتر للمهل

غدًا تموت ويقضى الله بينكم

بحكمه الحق لا بالزيع والملل

لا تظن أيها الظالم أنك مبرأ من الظلم.

فلاتحسبوا الظلم قاصر على الوظائف والمناصب، وأرباب الحكم والسلطان، حيث أن كلا منا رب بيت وزعيم أسرة، وفى الأسرة الصغير والكبير، والقوى والضعيف، والذكر والأنثى، والخدم والأجير، ولكل من هؤلاء حقوق فى أعناقنا، وسوف نسأل عنها. (اتقوا دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب ولا ترجمان، يرفعها الله إلى عنان السماء ويقول :وعزتى وجلالى لأنصرنك ولو بعد حين)

جاء رجل إلى سفيان الثورى وقال له : إنى أخيط ملابس الظلمة فهل أنا من أعوانهم؟ فقال له سفيان : بل أنت من الظلمة أنفسهم، وإنما أعوان الظلمة من يبيعون الإبر والخيط، وورد فى الحديث القدسى (وعزتى وجلالى لأنتقمن من الظالم فى عاجله وآجله، ولأنتقمن ممن رأى مظلوما فقدر أن ينصره فلم يفعل). 

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 10:33 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17