محسن طاحون يكتب : وقولوا للناس حسنًا
كتب : محسن طاحون
"وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا "وللحسن وجوه متعدد نذكر منها :
ـ من لانت كلمته، وجبت محبته.
ـ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ.
ـ مهما أمكن التوصل إلى المطلوب بلطف فإنه لا يحسن سوا. ه
ـ فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا.
ـ حق القرابات متأكد ثابت.
ـ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ.
ـ التلطف مع طلبة العلم.
ـ التلطف مع الصغار.
ـ التلطف مع الزوجة.
ـ التلطف مع أصحاب الحاجات.
ـ التلطف مع الموظف.
ـ التلطف مع الزملاء.
وقد قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: "من لانت كلمته، وجبت محبته"وهذا شيء مشاهد، فالناس يحبون، ويميلون إلى من يتلطف بهم بالقول، وينفرون غاية النفور ممن يخاشنهم في الكلام، ويزجرهم في المخاطبة.
وحتى مع الأعداء فإن التلطف في القول يطفئ نار العداوة، ويكسر حدّتها، أو على الأقل يوقف تطور الشر، والله يقول: "وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ" [الإسراء: 53] فإذا تكلم العبد بكلمة قد تُنتقد، وتُعاب فإن الشيطان قد يتخذ ذلك مدخلاً لإثارة الضغائن، وإثارة النفوس فيحصل من الشر، والعداوات ما لا يقادر قدره.
والأمر في هذه الآيه أمراً عاماً: "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن".. إذاً فنحن أمام أوامر محكمة، ولا يستثنى منها شيء ، و أعتقد أن الكثير منا قد لا يعرف ذلك وهـذا أمر آخـر من الله عز و جل :"وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا "والأصل أن الأمر للوجوب، فقضية إحسان القول، والملاطفة بالقول ليست قضية اختيارية إن شاء الإنسان تخلق بها، وإن شاء تخلى عنها، بل هي شيء لازم، واجب ، وعلينا أن نراعي ذلك في تصرفاتنا وسلوكياتنا تجاه بعضنا البعض.
لذا علينا أن نلتزم هذه الاوامر القرآنية ، خاصةً وأننا ـ في حياتنا ـ نتعامل مع أصناف مختلفة من البشر، فيهم المسلم وفيهم غير المسلم ، وفيهم الصالح والطالح، وفيهم الصغير والكبير، بل ونحتاجها للتعامل مع أخص الناس بنا: الوالدان، والزوج والزوجة والأولاد، بل ونحتاجها للتعامل بها مع من تحت أيدينا من الخدم ومن في حكمهم.
وتطبيق هذه الاوامر الربانية حتما سيجعل الحياة أكثر سعادة وأكثر هدوءً وأكثر راحة فليسعد كل منا إلى تطبيقها وهي ليست بالأمر الصعب و لا تكلف شيء فقط عزيمة للإمتثال لأمر الله والإحسان لبعضنا البعض.
وعلينا إتباع مثلنا الأعلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلم يكن فظاً غليظاً، بل كان سهلاً سمحاً، ليناً، دائم البشر، يواجه الناس بابتسامة حلوة، ويبادرهم بالسلام والتحية والمصافحة وحسن المحادثة، علَّمنا أدب التخاطب وعفة اللسان فقال صـلَّ الله عليه وسلم: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء" رواه ابن الحاكم في المستدرك على الصحيحين.
ومن صور الحُسن من القول : أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ، ونحلم ، ونعفو ، ونصفح ، ونقول للناس حسنًا كما قال الله ، وهو كل خلق حسن رضيه الله، ونذكر بأن الكلمة الطيبة شعبة من شعب الإيمان؛ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صـلَّ الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" متفق عليه.
وعلماً بأن "الكلمة الطيبة صدقة" كما قال نبيُّنا صلَّ الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه، وأنها تحجب المؤمن من النار ففي حديث عمر بن حاتم رضي الله عنه: قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: "اتّقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة" رواه أحمد في مسنده.
قد أحسن الشاعر حين قال :
من يغرس الإحسان يجنِ محبة
دون المسيء المبعد المصروم
أقل العثار تفز، ولا تحسد،
ولا تحقد، فليس المرء بالمعصوم.


















