الخلاف بين الزوجين وسلبياته علي الأبناء
كتبت : ساره أسامه
هناك حالات كثيرة ومتعددة وبمتابعة لخلافات زوجية وقضايا مستمرة بين الأسر نجد ان أول المتضررين هم الأبناء بشكل عام والأطفال بشكل خاص والذين يعيشون حالة من الاحتقان والضغط النفسي والحقدالدفين الموجه لاطراف الأسرة والمجتمع العام نتيجة الصراع المستمر والنزاعات بين الابوين ونادرا ما نلاحظ ان طرفي النزاع يحاولون عدم إظهار مشاكلهم امام الابناء ومشاهد الصراع بل ونجدهم آحيانا يستنجدون بأطفالهم لتعزيز موقفهم وانزال الهزيمة بالطرف المقابل واخضاعه بكل الطرق والاساليب والوسائل غير آبهين لمستقبل اطفالهم حينما يشاهدون مسرح العنف الأسري،
بل ويشاركونهم رغما عنهم في فض النزاع القائم، لينموا فيهم غريزة الانتقام والتعدي.
والادهى من ذالك ان يتركون هؤلاء الابناء بلا راع بعد ان تنفصل الاسرة وتتشتت ليواجهوا قدرهم بانفسهم .
الصراع والنزاع يؤدي حتماً الي آثار سلبيه واضحة
فإن الصراع والنزاع الآسري له الآثار السلبية الواضحة على البناء المجتمعي بحيث نجد اشخاصا لديهم الغريزة الانتقامية والنظرة السوداوية للفضيلة الاجتماعية والمنظومة الاخلاقية المبنية على حب الغير والتسامح والمحبة والاخوة .
ان تجنيب الابناء النزاع الدائر _وهو امر ممكن، ولو جزئيا وعدم اشراكهم في الصراع واختيار التوقيت الملائم لإدارة النزاع يساهم الى حد ما في عدم تأثرهم سلباً وبالتالي عدم انزلاقهم نحو العنف كما ان التجاذب المستمر بعد الطلاق حول الآبناء ، نجد انه وبدلا من ان تستقر الأمور ويتم التعاون معاً لتربيه ابناءهم او استضافتهم او حضانتهم والامتثال للقرارات المتفق عليها حول هذه القضايا نجد ان النزاع يتركز حول الابناء ليكونوا هم وقود النزاع ، كل منهم يحاول اخضاع خصمه بحرمانه من اطفاله ليعيش الاخر الحسرة والم الفراق واللوعة لفقدانه فلذات اكباده وكل طرف يظن انه بحرمان الطرف الاخر قد اشفى غليله وانتقم من خصمه وهو لا يدري أنه زرع شوكا ولن يحصد منه الخير ، وإنما سيتجرع مرارة الألم بعد أن يرى هؤلاء الأبناء وقد اشتد عودهم وهم بعيدون عن أعين آبائهم ليجدوا أنفسهم في أحضان الأقنعة المميتة يسيرون بهم نحو هاوية العنف وما ينتج عنه ويتفرع منه ،
وهنا لا بد قبل كل شيء ان يضع طرفي الاسرة مصلحة الابناء نصب اعينهم والتنازل والعفو عن الزلات والعثرات وما أجمل قول الله سبحانه وتعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} وقول النبي صلى الله عليه وسلم «لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ» فهل نعي ونتدارك الأمر أم نسير نحو المجهول ونغلب المصلحة الذاتية والأنانية .


















