ظلال الثورة الفرنسية في أدب فيكتور هوجو
بقلم العالم الموسوعي د محمد حسن كامل
لكل حدث له أبعاد
أبعاد في الزمان والمكان والوجدان والعمق والإنفعال , الشعور
قبيل أن نتحدث عن أديب فرنسا الكبير فيكتور هوجو
علينا أن نقفز من نافذة التاريخ التي تلقي لنا بصورة واضحة المعالم ترصد مشاعر شعب وأمة وسطور تاريخية تجسد الواقع .
كانت فرنسا مع القدر
حينما وُلِدَ أديبها الكبير فيكتور هوجو في 26 فبراير 1802 في مدينة بيزنسون
هوجو يُعتبر رائد المدرسة الرومانسية في فرنسا
لقد قدم هوجو شهادة على العصر ولاسيما وهو يُعتبر الابن الشرعي للثورة الفرنسية التي إندلعت شرارتها من العام 1789 واستمرت لمدة عشر سنوات حتى عام 1799
الثورة الفرنسية ثورة إنسانية , الإنسان هو محورها الأساسي بلا منازع
تلك الثورة التي انتقلت لكل أوروبا .
انتهت بسيطرة البورجوازية خلال التحالف مع نابليون وانتهت بتصدير الأزمة من خلال الاستعمار بالتوسع اللاحق للإمبراطورية الفرنسية، انتهت بإنتصارالبورجوازية التي كانت متحالفة مع طبقة العمال مع إحقاق مجموعة من الحقوق والحريات للطبقة العاملة والمتوسطة للشعب الفرنسي. أسقطت الملكية وأسست الجمهورية وشهدت فترات عنيفة من الاضطراب السياسي، وتوجت أخيرا في دكتاتورية نابليون الذي جاء سريعا بكثير من مبادئها إلى أوروبا الغربية وخارجها. استوحت الثورة الفرنسية أفكارا ليبرالية وراديكالية،غيرت بشكل عميق مسار التاريخ الحديث، وأطلقت الانحدار العالمي للملكيات المطلق واستبدالها بالجمهوريات. أطلقت الثورة من خلال حروب الثورة الفرنسية صراعات عالمية مسلحة امتدت من البحر الكاريبي إلى الشرق الأوسط. المؤرخين على نطاق واسع يعتبرون الثورة الفرنسية واحدة من أهم الأحداث في تاريخ البشرية .
في وسط هذا الوعاء التاريخي الزخم وُلِدَ فيكتور هوجو لينقل لنا تفاصيل تلك الحقبة الثرية من تاريخ فرنسا والعالم ولاسيما والعالم يقترب رويداً رويداً من عصر التنوير في مطلع القرن الثامن عشر , هذا العصر الذي توج العقل على منصة الفكر .
فيكتورهوجو استخدم ببراعة فرشاة حروفه في الشعر والرواية والقصة .
حينما يعبر الأدب السدود والحدود قد يجود بما يجود .
لم أنس تلك اللحظات التي جلست فيها على مقعد من الرخام الأبيض في حدائق لوكسمبورج في قلب باريس , حيث كتب هوجو مشاهد من روايته العالمية " البؤساء " ولم تمحُ الذاكرة فنجان قهوتي على مقهى فيكتور هوجو في ساحة فيكتور هوجو القريبة من منزلي .
فيكتور هوجو غاص في المحلية الفرنسية الدقيقة ليصل إلى العالمية من خلال أشهر أعماله الأدبية " البؤساء , احدب نوتردام , عمال البحر , الحمار .....وغيرها من الأعمال الفريدة التي اثرت الأدب الفرنسي والادب العالمي .
فيكتور هوجو اول من طالب بإلغاء حكم الإعدام في فرنسا .
توفي هوجو عن عمر يناهز 83 عام ودُفِن في مقبرة العظماء بباريس .
السؤال المطروح على زميلتي الأستاذة راغده شفيق محمود هو :
الإلتقاء بين فيكتور هوجو وطه حسين حالة وجدانية نادرة الحدوث بين الأدب العربي والغربي .....كيف تفسرين تلك الحالة الوجدانية من خلال تلك العلاقة النادرة ؟
وللحديث بقية
دكتور / محمد حسن كامل
رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب


















