عملة الوعي
بقلم / رامي فؤاد
إتساع الافق لا يجدي نفعاً في بعض الأوقات ،
إن الإدراك يقود بنا إلي طريق لن نجد به رفيقاً سوي العزله يا أعزائي .
الوجه الآخر من عملة الوعي هو سرطان الشقاء
بمعني أنك كلما ازددت وعياً كلما حظيت بتعاسة بنفس المقدار ،
يا له من تناقض مؤسف حقاً ...
إنها لعنة نذهب إليها بكامل إرادتنا ، طريق نقرر أن نسير به و تُهلكنا خطواتنا فنخطو أكثر ، تلعننا عقولنا لما اصابها من اورام الوعي الخبيثه فنزيدها من جرعات الوعي اكثر ، أصبحنا لا نستطيع إيقاف تلك الجرعات فقد تحولت من تعاطي إلي إدمان شرس لا نريد التعافي منه ، أتعلمون يا أصدقائي أن أعراض إنسحاب الوعي لا تقدر عليها إرادة بشر ولا عقاقير طبيه و لا توجد ابحاث طبيه نجحت في إكتشاف طريقه للتعافي من الوعي .
لا داعي ان تبتسمون تعجباً او حتي إعجاباً يا هؤلاء ذوي العقول الواعيه ، انتم بائسون بما تحملوه في عقولكم في وسط هذا المجتمع الهزلي .
انه لمن العبث الاستمرار في وسط هذه الجماجم الخاويه !!!
كيف ستمارسون معيشتكم إذن مع هؤلاء ذوي الرؤوس الفارغه ؟!
هل ستتحدثون إلي هيكل يأخذ فقط شكل رأس الإنسان بينما هو فارغ من محتواها ؟!
باسماً اقول لكم انتم تُرهِصون ايها العُقلاء ؟!
فليأخذ كل منكم جانباً يجد فيه سلامه الذهني و ينأي بعيداً بعقله ويتناول جرعته من الوعي فربما يجد في عزلته مُسكِّن ومَسكنْ بعيدا عن هؤلاء الحمقي .


















