ميسون نجم تكشف عن : مُـطـاردةٌ ، وواقِـعٌ .. لاَ يَـشـتـهـي مُـحـاسـبةٌ !!
كتبت : ميسون نجم
ثِمة تساؤلاتٍ عَن ( الواقِع ) !! ..
أهو وجـهٌ أخرٌ لِما هو واقِعٌ ..؟ أَم أَنّ للواقِع عِدَّة وجوهٍ .. ؟
كُل يَومٍ أريّ فيه الشمسُ ساطِعةٌ ، أَنظرُ لها علّها تَدُق أَبوابيِ .. وتشملني فيِ ذاكَ اليومِ - وكُل مَن يَستجدون مِنها - دِفء الحّياه !
لا شيء يلوح فيِ الأُفق ، وما مِن شيء يَكسر صَمت هّذا الصباح سِوي صراخاتٍ مُتواليةٍ أشبه بِدق طبول الحربِ مع أُناسٍ لَم يشملهُم يوماً .. السلام !
لا نهارٌ جديدٌ يأتيِ علينا ! مِن بعدِ الصراخ المُتواليِ .. لكن الليلُ كانَ فائِضٌ - منّا وعلينا !
كُل ما أحسسنا بهِ هو خفقان حواسُّنا البطيء .. السلام الذيِ لا يسبقهُ مَعرفةٍ ! تَنفسنا بِعمقٍ شَديِدٍ رَغبةٌ مِنّا فيِ ذوبان المصاعِب !
.. ولدنا مُحملين بِذكرياتٍ لا نعرفها ، ومعبأين بِصعوباتٍ لَم نُعاصِرها ! وأصعب ما في الأمر إِننا لَم نفعلها .. ليس لنا قرارٌ حرٌ فيِ اتّخاذ القرارات التيِ تخصنا ، وكأننا وُلدنا مِن أجلِ تنفيذ قراراتٍ ماضية !!
إِننا فيِ هّذا الواقِع لانفعل شَيئاً سِوي ارتداء ابتسامات زائِفةٌ ، وعابِسةٌ مِن أجلِ أن يُوقِّع لنا الواقِع عليّ الاستمرارية ، والفوزِ بِ البقاء !!
شعورٍ بِنفاقٍ وضياعٍ ، معَ فُقدٍ وافتقاد دائِمٍ ، يَجعلنا شارِدين ومُترنّحين .. تِبعاً لتقلّبات مَزاج الواقِع !
فَـ الصدأ يَعلو فيِ صوتهِ ، والدخان يفوح مِن أنفاسهِ ، صامِتٌ عَن الحديِث معنا ، وعُباراته مُختَصِرةٌ لاَ تَحمِل نُقطةٌ ثابِتةٌ لِبدايةٌ ، ولا تحتاج إلي نِهاية !
وفيِ صدي الواقِع ؛ كُل شيء مُعقدٌ مُتشابِكٌ .. فَجميع مَن فيِ الواقِع مُتداخِلٌ ، مَشهد في مَشهد أخر .. !
ارتطام صوتٌ بشبيهٌ لهُ ! .. وعُقولِنا باتت مُتناثِرةٌ إلي أجزاءٌ .. إلي مقطوعاتٍ مُوسيِقية مُفرقة ، ولا يُمكِن للواقِع أَن يجعلها أُوركسترا مُوحدّة !
الليلُ والنهار يَختلِطان ، ونَحنُ نَتناغَمُ مَعهُما فيِ السقوط ، ولاَ ندري أَنحنُ حقاً فيِ بِداية فَجرٌ جديِدٌ .. أَم فيِ غَطاء وعتمة الليلُ المُريِب .. !؟
.. لَقد كان الواقِع بِالفِعل رائِعاً حينَ يقوم بِـ اصطياد شبابٌ لا يريدون شَيئاً سِوي نِسيان ذَاكِرةٌ مُحملة بالهموم ، ليدخلهم فيِ سّعادة تامة - زائفة - بِـ انجذابهم لِشراء المُخدرات ! .. هّذا ما كانَ مُفاجِئاً لَهُم حِينَ أَرادوا تَكسيِر هلوسات الواقِع .. فما كانَ مِن الواقِع إِلاَ أن يُثبت لَهُم كسرهِم وتَفوقهُ عليهم ! فَمن سَينقش هّذا السر العَظيِم ، ويوشم بهِ الواقِع حتي يَقرأ الجميع بِـ أُسطورتهِ القاسِية .. ؟
- نَحنُ فيِ سِباقٍ دائِمٍ معَ الًواقِع ، فَهو يُفرض علينا التَقديِم فيِ المُسابقة ، ونَحنُ نَلتزِم بِالإِجراءات ، شاعرين بِحُمَّي القلق .. فاقِدين حماس المُنافسة ، مُتّجهين معهُ نَحو مَجهولٍ بِلاَ أبعادٍ !!
.. لقد حظينا فيِ واقعنا بِتمييز بَعضنا البَعض .. فَكُنا نَحنُ ( وجهه ) وكان بِدورهِ ساحِرنا ، وأُسطورتنا السِرية .. لقد أَظهر لنا ضعفنا وبُؤسنا ، فليسَ ثِمة مَن يُحاسبهُ أو يُمطرهُ بِفتاوىَ تُعيد الطابِع البشري الذيِ فقد رونقهُ ! .. أو فتوّةٍ تُحي الأَمل مِن جديِدٍ !
.. لَقد كنتُ فيِ واقعيِ لاَ أُريِدُ سِوي أن أُبصقُ قلبيِ ! فأنا لا شيء أنتظِرهُ إِلا رحيلهُ عنّي .. كَقتلهِ بِكُل سلام فيِ داخلي ، فلا شهود عيانٍ سيشهدون ضدّي ! فَهو لا يدري حَجم الدمار الذيِ سبّبهُ لنا دونَ استئذان منّا ، وبِلا مُقدماتٍ ! .. حينَ انفصل عنّا ولَم يتصِل ويتواصل بنا .. إِنهُ لَم يعرف للحُب لوناً وطعماً .
لا شيء مِن مفرداته سِوي التَخلّي ! .. جبّارٌ حينّ يكون انتقائياً لِمن يَرغب بهِ فيِ إِطار حياتهِ !.. لاَ يفعل شَيئاً معنا سِوي استنزاف مشاعرنا ، وطاقتنا .. لا يعرف دروب الرحمة ، ويسحب مِنّا أحلامنا ، ورُخصة العثور عليّ الحّياه .
لا أدريِ هل نَحنُ وجوهٍ لِعلةٍ ما - أو لَعنةٍ تَرنّمت علينا مِن وجهٍ لوجوه الواقِع .. ؟
.. بتُ لا أعرِف للواقِع حقيقةٌ !!


















