متى يتحقق النجاح السياسي في المؤسسة الديمقراطية
بقلم : د.محمد حجازي
تعلمنا في أدبيات علم السياسة أن الديموقراطية تعني حكم الشعب بالشعب وللشعب. وتعلمنا أيضًا أن الشعب هو المكون الأول من مكونات الدولة الثلاثة ( شعب + إقليم + سلطة سياسية).
وفي الممارسة الديموقراطية أدركنا حقيقة أن الديموقراطية الحقيقية تحتاح إلي وجود نخب سياسية حاكمة منتخبة من الشعب ، وإلي وجود شعوب حية منظمة تسعي إلى المشاركة السياسية الفاعلة.
وتضمنت الدساتير المكتوبة التأكيد علي مبدأ سيادة الشعب ، باعتبار الشعب مصدرًا لكل سلطات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائيةفيما يطلق عليها المؤسسات الديموقراطية.
ترتكز المؤسسة الديموقراطية إلى الركائز التالية :
1- وجود دستور علي قمة النظام القانوني للدولة .
2 - التعددية السياسية الحقيقية.
3 - التوازن بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
4 - ضمانة استقلال القضاء.
5 - كفالة الحقوق والحريات العامة.
غير أنه عندما تم إختطاف المؤسسة الديمقراطية من الشعب وتحويلها إلى كيان سياسي تم تحويل جميع مؤسسات الدولة تباعاً إلى كيانات سياسية يمارس من خلالها شراء الولاءات وتمرير المصالح عندئذ حادت مؤسسات الدولة عن أهدافها الحقيقية في تطوير الدولة والإرتقاء بالخدمات والانتقال من مرحلة التحول الديموقراطي إلى مرحلة البناء الديموقراطي السليم.
إن القضية الأساسية التي يجب أن يولي الشعب إهتمامه بها هي إصلاح المؤسسة الديمقراطية بعد أن تم تزوير مخرجاتها والقفز على دستورها وتحريف قوانينها والعبث في آليتها.
إصلاح هذه المؤسسة كفيل بإصلاح كل مؤسسات الدولة...إن لم تكن هذه أولوية الشعب فلن ينصلح حال الوطن فلا يشغلونكم بغيرها.
وختامًا نقول إن عودة المؤسسة الديمقراطية إلى الشعب هي البداية الحقيقية للإصلاح و محاربة الفساد ... فلا يمكن أن يكون هناك إصلاح و محاربة فساد حكومي في ظل وجود مؤسسة ديمقراطية مختطفة حكوميًا .النجاح السياسي لا يكون بخلق طبقة سياسية مطبلة وتلك آفة مجتمعاتنا.


















