الجفاف العاطفي.... والمشاكل الأسرية بقلم محسن طاحون
من واقع الكثير من المشاكل الأسرية التي تصلني وجدت من الواجب أن أطرح هذا الموضوع رغم أنني على يقين أنه قُتل بحثاً من قبل ولكن التذكير شيء مهم ورب كلمة حقنت دماء ومشاكل .. ورب كلمة سالت معها دماء وتفجرت عنها مشاكل لا حصر لها ومع الخوض في تحليل بعض المشاكل الأسرية وجدت أن هناك عامل مشترك في الكثير من الحالات رغم وجود عوامل أخرى إلا إنه أهمها والكثير منا يغفله ترتب عليه حالة من الصيام العاطفي داخل البيوت وفي أشد حالاته وصلت الامور الى الطلاق ..
إنه الجفاف العاطفي .. حيث تنعدم الكلمات الطيبة ولمسات التقدير والفاعليات الرومانسية البسيطة والإهتمام ولغة التفاهم والتواصل اللينة المشجعة والمحفزة على استمرار العطاء وطيب الحياة بين الزوجين وتقوي النفوس على احتمال نكبات الزمن وعثراته وتحصنهما من الانزلاق لأي هفوات خارجية.
والجفاف العاطفي هو أكبر تهديد للسعادة بين الزوجين إذ يصبح حاجزاً يحول بين الزوجين، يمنع الحوار بينهما، ويجعل حياتهما جافة بلا عواطف، ما ينتج عنه حالة عدم ثقة في الآخر والتي تترتب عليها مشكلات زوجية كثيرة قد تؤدي إلى الانفصال العاطفي، فالجسدي، ثم الطلاق. وهو أشدّ درجات البخل قسوةً لكونه يتنافى مع القاعدة الأساسية التي يقوم عليها الزواج..
فأصل الزواج المودة والرحمة، ونقيضه حالة من انعدام الحب والتعاطف التي يعيش فيها الزوجان منفردين رغم وجودهما في منزل واحد.. ويعيشان في انعزال عاطفي تام، ولكلٍ منهما عالمه الخاص البعيد عن الطرف الآخر، حتى يصبح حضور أوغياب أحدهما عن البيت لا يعني للآخر الكثير، وربما يصل في مرحلة متقدمة إلى شعور بالراحة والاطمئنان عند الغياب أوالسفر، والأسباب لهذه الظاهرة المتكررة متعددة ومختلفة باختلاف نماذج الحياة من حولنا.
ويعود الجفاف العاطفي لعدة عوامل منها ..
عدم قدرة الزوجين على تجديد أنفسهما وإهمالهما للجانب العاطفي بينهما، والانغماس بشكل كبير في الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والمهنية على حساب الطرف الثاني، أوالاهتمام بالأطفال على حساب شريك الحياة ، وعدم تكيف كل طرف مع حاجات ورغبات الآخر.
وللجفاف العاطفي أنماط كثيرة منها الخرس الزوجي وغياب الحوار بين الزوجين.. والبخل في تبادل الزوجين لمشاعر الحب والاهتمام من خلال كلام الحب والغزل حتى لوكان لمجرد المجاملة.
ويغيب عن البعض أن المرأة مهما كانت قوية تحتاج لإهتمام .. وسماع كلمة حلوه .. وبعض الغزل .. وحماية .. وأمانا .. ولعطف الرجل لتشعر بأنوثتها وأنها ما زالت مرغوبة لديه...وكذلك الرجل، فقد تكون الزوجة مقصِّرة في حق زوجها عاطفياً فلا تظهر اشتياقها لزوجها بعد عودته من العمل .. وتهتم فقط بتأدية أعمالها المنزلية ومتابعة الأطفال ظناً منها أنّها أشبعت رغبات زوجها..
متناسية أهمية الجانب النفسي كأن تستقبله بابتسامة رقيقة أوتسمعه كلمات يشتاق إليها حتى يذوب الجليد العاطفي بينهما، وتشتعل العاطفة من جديد.. والبعض قد يقول في نفسه ابتسامات إيه وكلمات إيه وإحنا مطحونين طول النهار ..وهذا هو الخطأ الذي يقعوا فيه .. فالحياة مستمرة والضغوط والمشاكل متجددة .. ولكن الالتزام بالجانب العاطفي يغير الكثيرمما يمرون به..
تذكروا أن العلاقة الزوجية ليست كتلك الموجودة في الروايات والأفلام .. بل هي علاقة عاطفية يعتيريها الملل والندم في أحيان شأنها شأن باقي العلاقات الإنسانية.. فلا تتعجلوا في ردود أفعالكم ..خذوا حذركم من النصائح التي كثيراً ما تقال لكم من الغير مثل الأصدقاء أوالصديقات والأمهات إذ ليست جميعها في محلها.
دلّلوا ذاتكم بسفر أورحلة أوبحلـوى أوهـدايا أولفتات جميلة... وهناك أساليب وطرق كثيرة تتناسب وحالة كل زوجين وهم أدرى من غيرهم.. بما يحقق السعادة لهما المهم أن يجتهدوا في تنمية الجانب العاطفي ودرأ الملل الذي قد يدب في الحياة بينهما.
إنّ الجفاف العاطفي يعجّل في وضع كتابة السطر الأخير لحضور الأسرة، فاحذروا تجميد عواطفكم فهي بمنزلة المياه التي تبرّد القلوب! وتذكروا أن الجفاف العاطفي.. سببٌ كافٍ لنهاية الأسرة!
محسن طاحون


















