×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

مقال سابق كاشف : قراءة مختلفة..... هل تمهد تركيا لقبول المبادرة المصرية؟

مقال سابق كاشف : قراءة مختلفة..... هل تمهد تركيا لقبول المبادرة المصرية؟
مقال سابق كاشف : قراءة مختلفة..... هل تمهد تركيا لقبول المبادرة المصرية؟

بقلم : بهجت العبيدي 

منذ عدة سنوات وأنا أحرص على الوفاء لقرائي ومتابعيني الأعزاء الذين ينتظرون مقالي الأسبوعي "مقال الأربعاء" على صفحات صحيفة صدى البلد التي أعتز بها، ومنذ أن لبيت دعوة الصديق فوزي بدوي المشرف العام لصحيفة المصريين بالخارج وذلك للمساهمة بمقال أسبوعي، اخترنا له يوم الاحد من كل أسبوع وأنا أحرص كذلك على التواصل مع القراء الأعزاء عبر هذا الموقع الذي أتوقع له مزيدًا من التقدم، لأسباب متعددة، ربما نفرد لها مقالًا قادمًا، تلك الأسباب التي نتمنى أن يحافظ على توافرها.

في مقالاتي، التي أتبع فيها أسلوب التناغم بين موضوعاتها، والتكامل بين بعضها البعض، والاستمرار في عرض الأفكار المتشابهة، أفترض دوما أن القارئ الذي نستهدفه، ينظم أفكارنا وقضايانا التي نشرحها ونفصلها في تسلسل، كلما دعت الحاجة، ينظمها في عقد واحد، حتى تلك التي نكمل بعضها البعض في وسائل إعلامية مختلفة، ومن هنا فيمكنني أن أنشر، على سبيل المثال، مقالا في باب مقالاتنا صدى البلد، أكمل فكرته في قسم مقالاتنا في صحيفة المصريين في الخارج، وأعزز فكرته في مساهمتنا في صحيفة سوشيال برس، وأزيد من إلقاء الضوء عليه في جريدة الجمهورية، وأخاطب متابعيني في جوانب من الموضوع في صحيفة الوفد، وأؤكده في البوابة نيوز، وغير ذلك من صحف نعتز بالكتابة فيها ولها، وهكذا يتناغم تناولنا بأساليب مختلفة لترسم صورة نسعى فيها للكمال، الذي لا يمكن أن نصل إليه، فهو المستحيل عينه.

بعد هذا الشرح يسعدني أن نعيد هنا مقالًا تم نشره سابقًا منذ أكثر من شهر في صحيفة صدى البلد، كان الجميع يقرع طبول الحرب في ليبيا، وكان لنا رؤية مغايرة، تلك الرؤية التي نعتمد فيها، ليس فقط على الإصغاء للصوت، بل نذهب بعيدا للإنصات لصداه، لنتوقف عند المعطيات، ونحلل الأحداث، وندقق في التصريحات، وننظر فيما بين السطور من معانٍ، لنستخلص النتائج، ونقدم رأيا، نظن صوابه، نضعه بين يدي قارئنا العزيز، وأمام أعين صانع القرار.

والآن إلى نص المقال الذي نشرناه في الرابع عشر من يوليو الماضي والذي جاء تحت عنوان : قراءة مختلفة...... هل تمهد تركيا لقبول المبادرة المصرية؟ 

أكثر من ثلاثة أسابيع انقضت منذ أن حدد الرئيس عبد الفتاح السيسي الخط الأحمر غير المسموح به لأية قوات في ليبيا، مهما كانت جنسيتها، تخطيه حيث أعلن سيادته في السبت العشرين من يونيه الماضي بوضوح: "لنتوقف عند الخط الذي وصل إليه طرفي المنطقة الغربية والشرقية ونبدأ وقف إطلاق النار.. خط سرت والجفرة، وهذا خط أحمر بالنسبة لمصر وأمنها القومي".

جاءت كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي حازمة وحاسمة وقاطعة، في ذات الوقت الذي خفتت فيه الأصوات الصادرة من الجانب التركي المَعْنِيّ والمقصود الأول من التحذيرات التي صدرت عن الرئيس السيسي وهو بين قواته العسكرية على الحدود الشرقية.

ولم يكن صمت تركيا إلا لدراسة متأنية للتحذيرات المصرية، وإن حاولت أن تختبرها مرة بتصريحات تخرج عن دائرة الحكم، ومرة أخرى بإظهار استعدادات عسكرية كمقدمة للزحف نحو "سيرت"، ومرة ثالثة بزيارة لوزير الدفاع التركي وفي صحبته رئيس الأركان، وفي مرة رابعة بإقامة منظومة دفاع جوي، تلك التي جاء الرد عليها سريعا وحاسما حينما تم تدميرها بضربات جوية لطائرات تصفها تركيا بالمجهولة.

هذه الضربة التي كانت بمثابة رسالة قاسية وواضحة، بأن التواجد التركي في ليبيا لن يكتب له البقاء، وأن الخسائر المترتبة على هذه المغامرة الأردوغانية غير المحسوبة ستكون باهظة.

إذاً ظهر جليا صمود الخط الأحمر الذي حددته القاهرة، هذا الذي وضع أنصار الخليفة العثمانلي المزعوم في موقف ضعيف، بعدما سعوا سعيا حثيثا لتصوير تركيا وكأنها قوة عظمى: اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، تستطيع أن تفرض سطوتها على المنطقة، وقادرة على السيطرة على الأقليم، فإذا بها أمام تحذيرات السيسي لا تستطيع أن تفعل شيئا، حتى اللغة الخطابية الاستعراضية لم تخرج هذه المرة من أردوغان أو أحد من حكومته، بل على العكس وجدنا غزلا على استحياء يصدر عن وزير خارجيته مولود جاويش أوغلو حينما قال اليوم الاثنين بمقر وزارة الخارجية التركية، بأنقرة، إن هناك مصالح مشتركة بين مصر وتركيا، مؤكدا بحسب ما ذكرته قناة "تي آر تي" العربية، أن المصالح المشتركة بين القاهرة وأنقرة متعددة، وأن كلا الدولتين يتبادلان وجهات النظر السياسية فيما يتعلق بليبيا وإيقاف العناصر الإرهابية وفقا لما نشره موقع "تركيا الآن". وهو هنا في موقف مفاجئ، ليس للمراقبين المحايدين، يعلن عن تبادل لوجهات النظر مع مصر التي حددت الخط الأحمر، والتي وجهت ضربات قاصمة للمشروع التركي الإخواني، ليس في مصر فحسب، بل في المنطقة كلها، هذا الذي، رغم ما ذكره جاويش أوغلو، من أنه لابد أن يسيطر السراج على سرت والجفر، بعدها يمكن الجلوس على مائدة التفاوض بين السراج الذي رهن قرار ليبيا بيد تركيا، وبين المشير خليفة بن جاسم حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي.

وفي محاولة قراءة لما قاله وزير الخارجية التركي، يمكننا أن نصل إلى عدة نتائج:

أولا: يظهر بوضوح ويبرهن على كل ما كنا قد أعلنا عنه سابقا من أن تركيا الغازية هي التي تتحدث باسم حكومة الوفاق الوطني الليبية بقيادة فايز السراج، والي أردوغان على ليبيا، وأنه ليس أكثر من منفذ للتعليمات والأوامر التي تصدر له من أنقرة.

ثانيا: أن التحذيرات الحاسمة والحازمة التي صدرت عن الرئيس السيسي هي موضع التزام من الجانب التركي، يؤكد ذلك صمود هذه الخطوط الحمراء.

ثالثا: أن التحذيرات المصرية الجادة، دفعت الأتراك لفتح خطوط، بطريقة أو بأخرى، مع مصر لتبادل وجهات النظر السياسية فيما يتعلق بليبيا وإيقاف العناصر الإرهابية، كما ذكر الوزير التركي، هذا الذي يمكن أن يعزز قراءتنا باستمرار الوضع على ما هو عليه، بالتزام نفس الخطوط التي ذكرها الرئيس السيسي.

رابعا: أن ما قاله جاويش أوغلو من وجود استعدادات عسكرية للوصول إلى سيرت والجفرة، ما هو إلا تصريح سياسي لحفظ ماء الوجه، لحين الوصول لصيغة تفاهم، عن طريق تلك الخطوط التي تم فتحها مع القاهرة.

خامسا: تمهيد تركيا لأنصارها في المنطقة لقبول المبادرة المصرية كحل للأزمة الليبية، وذلك بتصدير فكرة المصالح التي تجمع البلدين خاصة في الشأن الليبي حينما ذكر جاويش أوغلو اليوم أن هناك مصالح مشتركة بين مصر وتركيا. هذا الذي إن وضعناه جنب إلى جنب لما ذكره نفس الوزير في مناسبة سابقة حينما قال: مصر دولة مهمة للشرق الأوسط والعالم الإسلامي، وأن العالم الإسلامي يحتاج أن تكون مصر قوية ومستقرة. يمكننا أن نقرأ فيه وسيلة لإقناع الأنصار، مستقبلا، أن مكانة مصر في الشرق الأوسط ومكانتها على وجه التحديد في العالم الإسلامي، هذا الجانب الذي يبرع فيه الخطاب الأردوغاني المدغدغ للشعور الديني، ثم المصالح المشتركة، هي التي غَلّبَتْ، عند تركيا، قبول المبادرة المصرية لحل الأزمة الليبية.

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 09:41 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17