عودة أبوكرتونه..... بقلم رشا لاشين
ما أكثر النماذج المتشابهه لشخصية "أبو كرتونة"!... الشخصية العشوائية في الاجتماعيات والطموح والحصول علي المال والمنصب .. ليس فقط علي المستوي السياسي والإعلامي وإنما أيضًا علي المستوي الفني والغنائي.
ومع انتشار وتطور التكنولوجيا الحديثة وتنوع وسائل التواصل الاجتماعي بداية من الفيسبوك وحتي التيك توك .. تنتشر المأساة بشكل واسع وغريب .. وأشبه هذه الشخصية بالباراشوت الذي يقتحم أي مجال ليكتم أنفاس الجميع ويفرض وجودة إجباريًا مما أدى إلى تشوية كافة المجالات والمجتمعات أيضًا وكأن الثورة جاءت بمخلفاتها للوي ذراع المصريين الأصلاء وفرض الأذواق الخليعة المنفرة لمن يقدرون الجيد.
هناك أفلامًا سينمائية عرضت هذه النماذج بحق وكأن الزمن يدور لتأتي كما جاءت تمامًا في مشاهد هذه الأفلام بنفس النمط بل وأكثر بشكل مأساوي فكاهي مثل المطرب الذي لا يعرف ما شكل " الألف " أصلًا وينطق الأسماء بطريقة ساخرة تظهر للجمهور علي أنها تلقائية وطبيعية بينما هو يمارس جهله بذكاء لجمع أكبر عدد من المشاهدات وهذه الشخصية ظهر ما يماثلها في فيلم الكيف .. " مزاجنجي " التي كان يلعب دورها الفنان العظيم الراحل " محمود عبد العزيز" وانتشار نماذج مثل المطرب الموهوب الذي ارتضى لنفسة أن يسير مع التيار ويؤدي الأغاني الهابطة بل ويختار كلمات غريبه على عالم الأغنية والناس السميعة ، والمشكلة أن هذه الأغاني تنتشر في الأفراح وأعياد الميلاد والشوارع ويغنيها الأطفال والشباب في فترات الاستراحة في المدارس والجامعات وحفلاتهم التي يقيمونها وتعرض علي شاشات التليفزيون بشكل عادي وطبيعي وكأن وجودهم أصبح فرضًا وشيء معتاد للجميع..بل أصبحوا أبطالًا ونجومًا يقومون بإحياء المناسبات القومية في المحافل الكبري والتي لا تناسب لونهم ولا ذكرى الاحتفال .
" أبو كرتونة" .. تاجر السموم الاجتماعية الذي دخل كل بيت يهدده أخلاقيًا ومنه ينحدر كل شيء إلى الأسفل ولا نتوقع أن يعتدل السهم ليصير إلى أعلى وبالذات التعليم والصحة والإعلام .. الثلاثي المسكين الذي هجمت عليه هذه الشخصية الكوميدية الشريرة بلا رحمة وبشكل سريع ومتوالي حيث أن كل شيء وبدون تطهير من الشراذم هذه لن يتقدم أبدًا .. والدليل علي هذا أن تنظروا لمستوى الحياة في مصر في الستينات وما قبلها من الخمسينات لم يكن لأبوكرتونة مكانًا لا في شارع ولا في حارة ولا مدرسة ولا راديو أو تليفزيون .. كانت الحياة راقية مليئة بالناس الذواقه الموهوبة القديرة .. كان كل شيء يأخذ حقة وكان العالم يتعلم مننا، فمصر خلقت أولًا ثم خلق العالم .
تاريخ مصر لن يكتب في طيات صفحاتة أي شيء يشينه بل إن هذه الظواهر لابد أن تسير في ركب الانقراض لأنه لو وصفنا أبوكرتونه بأنه فقاعة هوائية سنخطىء في الوصف .. هو شخصية مثل الجراد تشبثت واستماتت حتي وصلت إلر هذه المكانه عند الناس.
ندائي لإخواني بالخارج ابعدوا عن أغاني المهرجانات وأعيدوا الاستماع لأغاني التراث أم كلثوم وعبد الحليم وفريد والمشرفين من المطربين علي الساحة حاليًا أنغام وعمرو دياب وصابر الرباعي وأصالة وراغب علامة هؤلاء اعطوا للفن حقه لأنهم موهوبين وقديرين .. لابد أن تتطهر مصر من هذه الجراثيم ومن أحفاد أبوكرتونه وإخوانه.
رشا لاشين
