كيف كان عمر بن عبد العزيز في خلافته ؟!
كتب :عبد الموجود دسوقي
لاشك أن معرفة سيرة السلف الصالح أمر حسنٌ مندوب إليه وخاصة الحقبة الأولى من القرون المفضلة الذين كانوا مثالاً عالياً في كل الصفات مما دافع للمسلم للاقتداء بهم والتأسي بأفعالهم وأخلاقهم ومآثرهم خاصة في مثل هذا الوقت الذي أصبحت فيه القدوة والأسوة للساقط من الناس ، من الممثلين والمغنيين وأشباههم
فعصرُ عمر بن عبد العزيز كان عصراً مميَّزاً عن العصور التي بعده , وكانت سيرته أشبه بسيرة الخلفاء الراشدين ، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى عصره , وأثنى عليه ، فعَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : ( لاَ يَزَالُ الإِسْلاَمُ عَزِيزاً إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً ) ثُمَّ قَالَ كَلِمَةً لَمْ أَفْهَمْهَا ، فَقُلْتُ لأَبِي : مَا قَالَ ؟ فَقَالَ : كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ
أما سيرته رحمه الله تعالى : فقد كانت مثالاً عظيماً ، ومضرباً للمثل ، في عدله ، وزهده ، وحُسن خلقه , وهذه مقتطفات من سيرته نختارها
ففي عهد عمر بن عبد العزيز يتجول المنادي في الشوارع وهو ينادي
ويقول: من يريد الزواج .. زوجناه
من يريد أن يبني بيتا .. بنيناه له
من عليه دين قضيناه له
من يريد أن يذهب إلى الحج أو يعتمر أخذناه
الذي أمر بها أن تقال هو : الخليفة الذي مات وعمره 40 عاما فقط
إنه الخليفه الأموي : عمر بن عبد العزيز رحمه الله جاؤوا إليه بأموال الزكاة ..
فقال : أنفقوها على الفقراء
فقالوا : لم يعد في أمة الإسلام فقراء
قال لهم : جهزوا بها الجيوش .
قالوا : جيوش الإسلام تجوب الدنيا
قال لهم : زوجوا بها الشباب .
فقالوا : من كان يريد الزواج زُوِجناه ، و بقي مال
فقال لهم : اقضوا الديون عن المدينين
فقالوا : قضيناها وبقي مال
فقال لهم : انظروا إلى ( النصارى واليهود ) من كان عليه دين فسددوا عنه .. ففعلوا وبقي مال
فقال لهم : أعطوا أهل العلم .. فأعطوهم وبقي مال
فقال لهم : اشتروا قمحاً وانثروه على رؤوس الجبال حتى لا يقال : جاع طير في بلاد المسلمين


















