رسالة إلي السيد الرئيس .. استغاثة صيدلي في المواجهة
بقلم : خاطر الشافعي
سيادة الرئيس ..
مقدمه لسيادتكم جندي مرابط علي جبهة المرض، و قد أوشكت ذخيرته علي النفاذ ، وقد طرق كل الأبواب ، بيد أن كل محاولات الطرق أوصدت دونها الأبواب ، وليس من الوطنية والإنتماء ياسيادة الرئيس أن أنسحب من الجبهة دونما عرض الأمر عليك ، فأنت رب البيت ، وعهدك بي أنني مافررت يوما من المعركة ، وما علا صوتي يوما بحثا عن مصلحة، ولكنه طرق المضطر إذ كيف لي أن أحارب المرض وأنا بلا سلاح ؟!
سيادة الرئيس ..
تداهمني ألوية الشركات مشهرةً رأسماليتها سلاحًا جبارًا، وأنا بالكاد ألهث لأسدد لها رميها ، وما نالني منها _والله_ غير فتات يسد رمقي و من أعول و من يقف معي علي الجبهة ، ناهيك عن معاملتي معاملة التاجر في إنارتي ومائي وضرائبي ، فما أنقصت يومًا لبلادي ما تطلبه ، رغم قصر ذات اليد ، وعدم وفاء الشركات بقرار وزاري صدر منذ العام 2012 ، متضمنا حدا كريما يمكنني من الصمود علي الجبهة ، وسط غول الغلاء من كل حدب وصوب ، ومع ذلك داومت مرابضا علي الجبهة ، ورضيت بالقليل ، طالما في السلاح ذخيرة !
سيادة الرئيس ...
تخيل كم كان تحملي ، وأنا أقف مرابطاً صيفاً وشتاءا ، ونهاراً وليلاً، ثم يمر الوقت مسرعا وأنا أري رأس مالي يتآكل ، والشركات ترفض إسترجاع ذخيرتها الفاسدة ، لترتد رصاصات غدرها في صدري ، وتطيش غالب الرصاصات لتسكن بطون المصريين ، بفعل معدومي الضمير ، الذين يعيدون تدويرها ، بعدما يلبسونها ثوبا غير الثوب ، ويستخرجون لها شهادة ميلاد جديدة ، رغم أنها في الأصل لقيطة !
سيادة الرئيس ...
تخيل أنهم منذ أعوام وعدوا أبناءك علي الجبهة ، أنهم سيستردون الرصاصات الفاسدة ، ومافعلوا !
سيادة الرئيس ...
تخيل أنني علي الجبهة ، يحميني دستور بلادي ، وقوانين بلادي ، وألهث وأنا المختص بالدواء وشؤونه ،ولا أجده !
سيادة الرئيس ...
تخيل أن بعضهم لايبيع لي الدواء كي أحارب به المرض ، وأنا المنفذ الشرعي للمريض ، ونفاجأ بأن الدواء متوفر في أماكن بعينها ، ليس من حقها بيع الدواء ، ولكنها المافيا المسعورة التي ترسم هذه الدائرة الجهنمية ، و أيادي الشر التي توسع الخرق علي الراقع !
سيادة الرئيس ...
تخيل أنني أتعرض الآن لمزايدات علي وطنيتي وانتمائي ؟! ، وأنا خط الدفاع الأول علي الجبهة ، الذي أراه أوشك علي الإنهيار ، إن لم تتوفر له الذخيرة ، وهو ثابت القدمين ، لاتدوسه بعنف شاحنة الأسعار المستعرة ، وهو يري في الأفق تحاملا من الجميع للزج به في أتون مواجهة مع االجشع والاستقطاب بدلا من المرض !
سيادة الرئيس ...
قدرك أن تكون الباب الأخير الذي نطرقه قبل أن نوصد أبوابنا مجبرين !
سيادة الرئيس ...
الشركة المصرية تضرب بالقانون عرض الحائط ' وتعقد اتفاقات غير شرعية مع فئات بعينها لاستقطابها ببيع الدواء بغير سعره الرسمي ، وهو ما يخالف القانون ويضرب اقتصاديات الصيدليات في مقتل وكأن الطين تنقصه بله !
سيادة الرئيس ..
هي صرخة جندي يحارب حتي آخر رمق ، أملا في وصول مدد ، وإن لم يكن مدد فلتكن رصاصة الرحمة !
سيادة الرئيس ...
الهم بالأوطان هم بالوجود و جدواه ...
وصيادلة مصر _والله_ بالوطن مهمومين !
سيادة الرئيس ...
فشل المسؤولون عن ملف الدواء ، ولابد من تدخلك !
حفظ الله مصر ... والسلام ختام .


















