الكونستابل الذي أنقذ سمعة مصر في 1944
كتب : سامح طلعت
في ٧ نوفمبر عام ١٩٤٤م استطاع رجلان ينتميان إلى منظمة شتيرن الصهيونية الإرهابية "إلياهو حكيم و إلياهو ميتسورى" اغتيال اللورد موين الوزير البريطانى لــ شئون الشرق الأوسط أمام منزله بالزمالك وصار هذا الحادث الرهيب الذي ارتكبة عملاء اليهود فى مصـــر حديث الناس والعالم ، وظهر اسم الكونستابل الأمين عبد الله افندى المنتدب فى منطقة الزمالك بدلا من زميل له، والذى ألقى قبض على القاتلين أحياء بعد مطاردتهما ..
شجاعة الأمين أنقذت سمعة مصر حيث كانت تسعى المنظمه الارهابيه لخلق حاله من الفوضى والفلتان الأمنى بمصر.. تلك الواقعة البطوليه نال بسببها نوط الجداره الفضى من الملك فاروق ورقى من رتبة كونستابل (شاويش) إلى ملازم.
وعن تفاصيل الحادث تقول شقيقته الملازم إبتسامات - أول امرأة تحصل على رتبة ملازم في الجيش المصري، وهى أول سيدة تحصل على نوط الجدارة والاستحقاق - في إحدى الحوارات الصحفية لها:
أنه وعند مروره بالقرب من فيلا اللورد سمع صوت اطلاق الرصاص وتعالت الاصوات بخبر مقتل اللورد بواسطة اثنين قالو انهم يعملون بــ مصلحة التليفونات تحرك الأمين عبدالله للبحث عن منفذي الحادث وبالفعل رأى شخص يقود دراجة عليها لافتة مصلحة التليفونات ظهر عليه علامات الارتباك انقض عليه الأمين وقيده بالحبال وسلمه لعسكرى الدوريه وذهب للبحث عن من كان معه وبالفعل قبض علي القاتل الثاني ولكن بعد مطاردته له حيث أطلق علي الأمين عبدالله الأعيرة النارية والتي كادت أن تودى بحياته.
وعندما كتبت الصحف عن الأمين عبدالله وشجاعته قرر الملك فاروق ان يقوم بتكريمه وطلبت الملكة اليزابيث شخصيآ حضوره الي انجلترا لتكريمه في مجلس العموم البريطاني ولكن الملك فاروق قابل طلبها بالرفض خوفآ من أن يتم اغتياله وقال وقتها أنه سيكون صيدآ سهل للجماعات البريطانيه اليهوديه للانتقام منه.
تناول الفيلم المصرى «جريمة فى الحى الهادئ» إنتاج 1967 هذه الواقعة ، ومن الطريف أن مخرج العمل استعان بالامين عبدالله نفسه للقيام بدوره الحقيقي في الفيلم.
توفى فى ١١ مارس عام ٢٠٠٢ عن عمر يناهز التسعين عاما.


















