«تنسيقية شباب الأحزاب»... بقلم رامى علم الدين
الصالون السياسي لتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين بمثابة بارِقة أمَل جديدة تتجدد من خلاله روح الشباب المصري، وتُاكد على سيادة الدولة المصرية ونجاحها في تأهيل نُخبة سياسية شابة قادرة على تحمّل المسئولية، وتولى مناصب قيادية داخل الجهاز التنفيذي والتشريعي بغرفتيه البرلمانية.
الجلسة الأولي بعنوان «سياسة بمفهوم جديد .. ثلاث سنوات علي التنسيقية »، استعرض فيها مراحل تأسيس التنسيقية وما هي الآليات التي بنيت عليها وكيف تم اختيار الأحزاب المشاركة فيها ، وما هي الشروط التي وضعت من أجل المنضمين إليها وخلال تلك الجلسة أيضاً تم التطرق إلي مستقبل التنسيقية في السنوات المقبلة.
أما الجلسة الثانية بعنوان «الحياة النيابية في مصر ... التاريخ والمأمول»، والتي ناقشت تاريخ الحياة النيابية علي مدار العقود السابقة ، وسلطت الضوء علي تجربة برلمان ٢٠١٥، والظروف التي كانت تحيط بهذا المجلس ،بجانب التطرق لدور مجلس الشيوخ والنواب المقبلين وما هي المهام التي سيقوم بها في ظل التحديات التي تواجه الدولة المصرية .
إثراء الحياة السياسية لا يأتي إلا بجهود وتكاتف الشباب المثقف، الواعي، الذي يمتلك القدرة على الحوار، وتلك الخطوات، وما فعله هذا الكيان علي مدار ثلاث سنوات كفيل بأن يكون ركيزة لإصلاح سياسي حقيقي يخدم المجتمع، ميلاد كيان سياسي فاعل قوامه الشباب، ويعزز دور المرأة، ليس له هدف سوى مصلحة الوطن، كيان إستطاع أن يحتوي كافة الأيديولوجيات الفكرية والسياسية، فكان ذلك التنوع سبباً في تميزه وتفرده ، هؤلاء الشباب الذين تنحوا وترفعوا عن أية مصالح ومكاسب شخصية أمام مصلحة الوطن، قوتهم جاءت من اختلافهم، ونجاحهم تحقق من تقبلهم لاختلافاتهم الأيديولوجية والفكرية، شباب جمعهم حب الوطن والرغبة الحقيقية في إثبات أن الشباب المصري قادر على تحقيق التغير للحياة السياسية في مصر.
التنسيقية تعمل على مبدأ لم الشمل وتوحيد أفكار وجهود الشباب مع القيادة السياسية للوطن، منذ أن أعلن عن تأسيسها في أبريل ٢٠١٨، عقب دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتنمية الحياة السياسية، ومن حينها دشنت التنسيقية في البداية بعدد ١٩ حزبا، ٦ من شباب المستقلين، زيارة عدد من الجامعات لدعوة الشباب للمشاركة السياسية، ومشاركة الحوار المجتمعي بالبرلمان بـ١١ عضواً ، زادت من ٦ شباب لـ١٩ شاباً سياسياً لاحقاً ، فضلاً عن تشكيل عدد من اللجان النوعية، لتكون منصة حوارية بين الشباب من مختلف التيارات السياسية، جمعتهم أهداف ثورتي ٢٥ يناير و٣٠ يونية وكره الإخوان الإرهابية، ومجابهة الشائعات والتحديات التي تمر بها مصر في رحلتها إلى التحول الديمقراطي .
أعلنت التنسيقية منذ يومها الأول أن هدفها تمكين الشباب وتنمية الحياة السياسية وتقوية الأحزاب وإيجاد قنوات ومساحات إتصال مع مؤسسات الدولة، ومنح الفرصة العادلة للمرأة في القيادة والمشاركة الفاعلة، من خلال المشاركة بأوراق عمل ومقترحات ومشروعات قوانين، أو الحوار المباشر مع المسئولين والتنفيذيين ، وحرصت على المشاركة بجميع المؤتمرات الوطنية للشباب ومنتديات شباب العالم وملتقى الشباب العربي الإفريقي ونموذج محاكاة الدولة المصرية على مستوى مختلف الجلسات الماضية ، وقامت بتقديم العديد من المقترحات والمبادرات وأوراق العمل والمشاركة في مشروعات القوانين المختلفة بالعديد من المجالات. التنسيقية باتت متنفس للشباب ونافذة للتعبير عن تطلعاته وأمنياته المستقبلية، لا تغفل دوراً سياسياً أو مجتمعياً لدعم المواطن المصري في المقام الأول،فقد استطاعت في الثلاث سنوات تقديم العديد من النماذج المشرفة والذين أثبتوا جدارتهم في الإدارة، والاشتباك لحل قضايا الوطن، فلقد نجحت التنسيقية في تقديم عدد ٦ من نواب المحافظين، ١١ نائب بمجلس الشيوخ، ٢٦ من أعضاء مجلس النواب بنظام القائمة، وطرح ٦ على مقاعد الفردي بمختلف محافظات الجمهورية، تثبت للجميع رغبة القيادة السياسية في الاستفادة من تجربة التنسيقية ، جيل جديد من الشباب يعي قدر التحديات والمخاطر التي تحاك للوطن، متسلح بحب الوطن والإخلاص ، بمختلف ثقافات وأيديولوجيات تجاه الدولة، استطاعت التنسيقية أن تجمع أكثر من ٢٦ حزباً من أقصى اليسار إلى الوسط وحتى أقصى اليمين، والعديد من الشباب السياسي بمختلف الاتجاهات والانتماءات تعمل بهدف واحد وهو إعلاء قيمة ومصالح الوطن .
لم تكن التنسيقية بمعزل عن قضايا المجتمع، خاصة في جائحة فيروس كورونا وقامت بتقديم دوراً ملموساً في مجال التوعية، وتقديم مزيداً من المستلزمات الطبية، وأجهزة التنفس، والكمامات، والمطهرات، لمراكز الرعاية الصحية، والمستشفيات، والإدارات الطبية، بالإضافة لإطلاق مبادرات كـ “البالطو الأبيض” لدعم الأطباء والممرضين في محاربة الفيروس ، ومبادرة “أبطالنا رموز العملة الوطنية” والتي تسعى من خلالها إلى طباعة رموز الفرق الطبية على العملة المحلية المعدنية (الجنيه المصري المعدني)، لتكون رسالة شكر وتقدير خالدة على العملة الوطنية، و”تحدي الخير ” لمساعدة الأسر المستحقة بتوفير الإحتياجات الأساسية لها.
وأخيرًا.. فإن تجربة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين فرضت نفسها بقوة على الساحة، وحجزت لنفسها مكان مع صاحب القرار، وباتت مقصد لكل الشباب المصري، وأن كنت أطالب دائما بضرورة استحداث لجنة نوعية مختصة بالمصريين بالخارج، وأخرى تعبر عن ذوي الهمم في المستقبل، نستطيع أن نقول بمنتهى القوة بأنها استطاعت إثراء الحياة السياسية،
وما زالت تستمر في التأكيد على أنها تجربة ليس لها سقف في الطموح، تجربة استطاعت صياغَة السياسة في مصر بمفهوم جديد.


















