×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي
مقالات

”الغربة”

المصريين بالخارج

كتب/ابوسليم عبود

استيقظت(ضحي ) علي جرس هاتفها الذي ظل يدق كثيرا دون ان تسمعه لانها كانت متعبه وتشعر بكثير من التعب بعد يوم شاق حمل الكثير من الالم والمعاناه فقد كانت ليلتها هذه من اصعب الليالي عليها وا كثرها قسوه علي نفسها فهي الليله التي تسبق زيارتها الي المقابر لزياره والدتها كان علي الطرف الاخر جارتهم ام رافت صديقه والدتها الوفيه والمخلصه والتي لم تتاخر يوماً عن اصطحاب (ضحي) في زيارتها لوالدتها وقرأت القرآن الكريم وتوزيع بعض الصدقات علي روحها الطاهره اسرعت ضحي وارتدت ملابسها ونزلت مسرعه استقلت السياره هي وام رافت بعد ان القت عليها تحيه الصباح الباكر وتكسو وجهها ملامح حزينه لاتخطاها الاعين لعدم وجود احدا من اخوتها معها في تلك الزياره وكيف ان أحداً منهم لم يتذكر يوماً زياره والدته او يصحبها في تلك الزياره انطلقت السياره مسرعه في اتجاه المقابر.

لم تتحدث ضحي مع ام رافت في اي شيء ظلت صامته.. تتذكر كيف انها ضحت بعمرها وفرحتها وشبابها من اجل ان تكون مع والدتها وتقوم علي رعايتها بعد ان تنصل باقي اخوتها من تحمل تلك المسؤوليه الاهي تذكرت أيضاً كيف ضحت بحب غمرها من اجل والدتها ومن اجل الاتتركها وحيده في مرضها تذكرت تلك الدعوات التي كانت تسمعها
داءما من والدتها وهي تدعو لها ان يعوضها خيراً وهي التي كانت تحثها الا تترك نفسها دون زواج ولا اولاد فالايام ستكون قاسيه واخوتها لن يلتفتوا اليها لانهم داءما مشغولون بحياتهم واولادهم مر شريط ذكرياتها سريعاً امامها.

وتذكرتحسام حبيب قلبها وعمرها والذي تنازلت عن حلم الارتباط بهدون ارادتها وكيف انه كان مصدر سعادتها وانه حاول كثيراً الارتباط بها ولكنها كانت ترفض من اجل والدتها تذكرت كيفكان اخواتها يضعون العراقيل امامه وامامها حتي لايتم هذا الزواج من اجل ان تظل ضحي مع والدتها وتقوم علي رعايتهم حتي لاتكون سبب في ازعاجهم
ظلت ضحي تنظر من نافذه السياره تشاهد الشوارع والكباريوالسيارات المسرعه والتي تشبه في سرعتها سرعه مرور العمر الذي مضي دون فائده فلا زوج ولا اولاد ولا اخوه يسالون عنها الا علي فترات متباعده وتكون أحياناً كثيره بالمصادفه واثناء قطع السياره لاحد الشوارع وقعت عينها علي احد الكفيهات ولفت نظرها التجديدات التي تتم فيه.

وتذكرت كيف كان (حسام)يدعوها الي الجلوس به وان هذا المكان يحمل لهاذكريات لا تمحي من الذاكره بمرور الزمنكمانت جميله تلك الايام الذي جمعتهم سويا علي احدي طولات المكان ليقص كلا منهم شكواه ونجواه الي الاخرفحسام زميل الدراسه بالجامعه والذي كان يسكن قلب ضحي ويتربع فيه كان شاباً رقيقا وسيما يتمتع بكثير من الحيويه والشباب وحب واحترام كثير ممن هم حوله كان حسام يعشق ضحي بجنون كان علي استعداد لعمل اي شيء لينال رضي ضحي وقلبها سعي كثيراً للارتباط بها حاول مرارا وتكرارا ولكن وكان الدنيا والايام والقدر كان لهم شان اخر .

واجتمعوا جميعاً واصدروا قرارهم بالا يتم هذا الارتباط و تذكرت ذالك اليوم الذي تقابل فيه في نفس المكان ليحتفل سويا بعيد ميلادها الذي كان حسام داءما يحرص علي الاحتفال به معها ففي هذا اليوم كان حسام اكثر مرحا اكثر فرحا اتي لها بهديتها وكانت هديه جميله اسعدتها كثيرا
تذكرت ضحي كيف قضوا يومهما سويا وهم في قمه السعاده.

والنشوه ظل يتحدثان كثيرا عن مستقبلهما وحياتهم واولادهم في المستقبل كيف كان يتنافسان في اختيار اسماؤهم واختلافهم علي بعض الاسماء التي تم طرحها تذكرت ضحي تلك الهديه بالذات وكانت عباره عن سلسله ذهبيه خفيفه الوزن معلق بها اول حرفين من اسماؤهم والتي ماذالت تحتفظ بها الي الان وانها كانت اخر هدايا حسام لها قبل ان تنتهي من دراستها الجامعيه وقبل أن تبدأ حياتها العمليه تحل بها كارثه مرض والدتها و لتجبرها علي التضحيه بكل شيء عملها وحبيبها ومستقبلها وحلمها في ان ترتبط بحسام لتقوم علي رعايه والدتها
لم تستفيق ضحي من شرودها الا علي صوت السائق وهو يقول لهم حمد لله على السلامه وصلنا تعيشوا وتفتكروا.

نزلت ضحي من السياره واسرعت لتقوم بالامساك بيد ام رأفت لتساعده علي النزول من السياره للدخول الي المقابر ولكن هذه المره احست بتثاقل خطواتها كان لديها شعور كبير ان هناك اشياء كثيره تتمني لو ارتمت في حضن والدتها لتحكي لها ما ال اليه حالها ولتخبرها وكأنها كانت تقرأ لها طالعها دخلت ضحي الي قبر والدتها وانفجرت في البكاء
الذي لايخلو من الدعاء لوالدتها بالرحمه والمغفره
ظلت تشكو اليها حالها وكيف انها اصبحت وحيده لايسال عليها احد سوي جارتهم ام رافت شكت لها ان اصبحت بالفعل.

لا حبيب ولا زوج ولا اولاد تحدث اليها بصوت مرتفع وكانها تصورت بل كانت متاكده انها تسمعها اخبرتها ان حبيبها تزوج وانجب اطفال يملؤون عليه حياته اخبرتها ان الدنيا ادارت لها ظهرها وبكل قوه اخبرتها ان عمرها وايامها واحلامها مروا من بين يديها سريعا اصبحت وحيده.

عاتبت والدتها علي تركها لها وحيده سالتها لماذا لم تاخذها معها كيف هانت عليها بعد كل ذالك كيف تركتها وحيده وسط كل تلك الهموم التي احنت ظهرها واعتصرت قلبها.

انسابت الدموع علي وجه ضحي لتجد طريقها الي تلك الخطوط الذي حفرها الزمان علي ذالك الوجه الذي كان مضرب المثل في نضارته وبشاشته وابتسامته وحيوته.

مدت ام رافت يدها لتحتضنها وتربت علي كتفها وتمسح دموعها ولكنها احست ام رافت بقوه حاله الارتجاف التي كان عليها جسد ضحي نعم كانت ترتجف وبشده علي. صوت نحيبها وبكاءها لم تكن تدري اهي تبكي علي فراق والدتها ام انها تنتحب علي حالها وما الت اليه ام علي شعورها بالوحده
والتجاهل حاولت ام رافت التخفيف عنها ظلت تخبرها انها كوالدتها عرضت عليها ان تقيم معها ولكن ام رافت لم تكن تدري انها تقوم وبشده بالضغط علي جروحها ارتمت ضحي علي صدر ام رأفت محتضنه ايها بشده وكأنها تلقي بكل همومها وماتشعربه من وحده وحرمان والم بين يديها
وكانها تحتضن والدتها مسحت ام رافت دموع ضحي
طمانتها حاولت كثيراً لتخفف عنها تلك المشاعر الحزينه وحينها افاقا الاثنان علي صوت السائق وهو يخبرهم بان الوقت قد حان للعوده احست ضحي بالخوف والرعب فهي تخشي تلك اللحظات
التي تذكرها بالعوده الي المنزل بالعوده الي وحدتها بالعوده الي اصعب شعور تعيش به شعورها بعد وفاه والدتها.

الغربة

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 08:37 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17