×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي
مقالات

السينما العربية والواقع العربي

المصريين بالخارج

يمكن لنا أن ندرك قوة وتأثير السينما كفن إذا عرفنا أنها أصبحت تمتلك لغة خاصة قادرة على التوصيل ومخاطبة المتلقى (أي متلقى) مهما كانت ثقافة ودرجة تعليمه وعمره وجنسيته، والمتتبع لتاريخ السينما في العالم من (الإخوة لوميير) وحتى الآن سوف يتسنى له ان يدرك ذلك، فلم تعد الدهشة، والجماليات الفنية، والكسب المادي عوامل كافية لصناعة (او التفكير في صناعة) السينما بل أضحت هناك عوامل أخرى تتعلق بالواقع الإنساني العام والخاص وكيفية التأثير وتغيير هذا الواقع دون سلب إرادة الإنسان.

ولعل أخطر مافي الأمر إن الأفلام السينمائية أصبحت برنامجًا يوميًا في كل منزل ومقهى وناد وغيرها عبر أجهزة الفيديو وقنوات البث التليفزيوني ولم تعد المشاهدة تتطلب بالضرورة الذهاب إلى دور العرض الخاصة والجلوس امام الشاشة الكبيرة في أوقات بعينها وفي أوضاع بعينها.

ومن هنا كانت ضرورة الالتفات إلى هذا الفن وإدراك مدى ما يقوم به من تأثير يتطلب الاهتمام والمتابعة وقراءة الواقع السينمائي العربي الذي يخاطب مباشرة المتلقى العربي دون ترجمة أو وسيط والبحث عن الثغرات الواسعة التي تكشف مدى الضعف الذي وصل اليه هذا الواقع الآن من نقص الإنتاج إلى التسرع في المعالجة والتطلع إلى الكسب المادي السريع بصرف النصر إلى أية عوامل أخرى يمكن لها أن ترقى بهذا الفن فعبر قائمة طويلة ضمت العديد من الأفلام العربية يمكن لنا أن نشير إلى عدد قليل لايتعدى أصابع اليد الواحدة لندخله دائرة الفن السينمائي رغم مايشوبه من شوائب تتصل بالمعالجة والجوانب الفنية والقرب أو البعد من الواقع الذي ينطلق عنه وهذا هو المهم.

هناك العديد من التساؤلات حول موقع السينما العربية الآن عن الواقع العربي والمتغيرات التي أصابت هذا الواقع من جراء ما يحدث على الساحة العربية والعالمية الان عن متغيرات لايستطيع الأدب أو الرواية رصدها دون مرور وقت من الزمن بينما تستطيع السينما رصدها لانها كفن غالبا ما تتعامل مع إفرازات الظاهرة لا الظاهرة ذاتها، كما انها تتسم بالواقعية التي تدفع الكثير من المشاهدين (وخاصة البسطاء) إلى عدم التشكيك في مصداقية الطرح الفيلمي باعتباره يسرد وقائع حقيقية (لافن يعيد تركيب الواقع برؤية مغايرة).

لقد ابتعدتا لسينما العربية عن الواقع العربي واتجهت إلى التقليد او الهروب إلى الماضي بالبحث في جنبات التاريخ (خاصة السياسي) لتقديم شخصيات هامشية (كحكمت فهمي غيرها) أو إعادة إنتاج ماسبق لها ان قدمته في الأربعينيات والخمسينيات او الاتجاه نحو الفانتزيا والعنف. وغيرها حتى عامل التسلية الذي كانت تنشره بعض الأفلام القديمة قد تلاشى وأصبحت هناك أمراض عدة في هذا الجسر الفني تتطلب سرعة المعالجة لإعادة هذا الفن الهام والضروري إلى مساره الصحيح إيمانا بدوره الان وغدا في تشكيل وصياغة الثقافة العربية (التي ازعم ان دور الأدب المكتوب سيقل ازاء فيض الصورة المرئية) اذ سيكون للسينما قدرتها وتميزها.

ان السينما العربية الآن والتي يمكن قراءة وجهها من خلال خارطة الأفلام المطروحة في الساحة لمتعد تفي مباشرة بالواقع العربي ولاحتى بجماليات الفن السينمائي الذي يخرجها عن دائرة التقليدية إلى دائرة الفن ويمنح لسردها القدرة على التأثير، اننا لانريد ان نسوق الامثلة ويكفي فقط ان نشير إلى الافلام الجديدة التي طرحت خلال هذه الايام لتؤاكد مصداقية رؤيتنا (المغامر ـ سوق النساء ليلة القتل، لعبة القتل، كشف المستور، حكمت فهمي، حرب الفراولة... إلى آخر القائمة) هذه الأفلام يمكن لنا ان نشاهدها في أي مكان فهي لاتحمل خصوصية الواقع الذي انطلقت منه ولا معطياته الخاصة ولا قدرات وإمكانات رموزه البشرية ومشاكلهم مع الواقع الجزئي أو الكلي المعاش.

إننا لانشير إلى السينما العربية باصبع الاتهام فهي جزء من النسيج الذي يشمل اجزاء كثيرة بعضها ثقافي وسياسي واقتصادي، كما إننا لاننسى الدور الذي لعبته هذه السينما في فترة من الفتراتالتي مرت بنا وخاصة فترات مقاومة الاحتلال والعدوان والإرهاب.. اننا فقط نلفت النظر إلى المرحلة التي وصلت إليها الآن وننبه إلى ضرورة المعالجة فالفن السينمائي ليس هامشيا ولاكماليا كما يتخيل البعض وخطورة الصورة المرئية بدأت تتبدى الان للعيان عبر هذا السيل من القنوات وهذا الفيض من البث المباشر وغير المباشر.

إن الفن الذي يتجه (بمنطق اقتصاد السوق) إلى المستهلك برؤية متدنية. أو مختلفة أو منتزعة من واقع مغاير. والذي لم يعزز عناصر فنية جديدة ولم يخلق كوادره إلى تفهم معطيات العصر والواقع.. في حاجة إلى تدخل سريع للمعالجة كيف؟

هذا الأمر متروك للجميع.

الفن السينما السينمائية الأفلام العربية السينمائي

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 05:16 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17