الاحترام والتقدير بين أفراد الأسرة
للأسف في وقتنا الحاضر إندثرت قيم كثيرة .. فإنتشرت المشاكل والقضايا الغريبة و الأدهى أن تكون بين أفراد الاسرة الواحدة أو بين أقرب الأقارب.
ذات يوم طُلبت لحل مشكلة بين أفراد أسرة ما مكونة من أب و أم و أولاد ، ووصل الأولاد كل من بيته لحضور اللقاء.
وعندما جلست بينهم و بدأنا نتبادل أطراف الحديث .. و جدت شيئ مؤلم حقيقة إذ وجدت مجموعة من الغرباء لا يمكن أن يكونوا افراد أسرة واحدة فأيقنت سبب المشكلة منذ الوهلة الأولى ألا و هو غياب الإحترام و التقدير بينهم لذا بدوا في صورة سيئة و كأنهم أعداء و ليسوا أفراد أسرة واحدة.
إعلموا إيها السادة إنه حينما نزرع شجرة الاحترام و التقدير في بيوتنا فإنها ستنمو و تزدهر و تثمر خيراً كثيرا لنا ، و غياب هذه القيمة في بيوتنا سيترتب عليه عقوق الوالدين و إنقطاع صلة الرحم و فقدان السند الحقيقي و نبع الحنان الأصيل فلن تجد أحد أحن عليك من أفراد أسرتك فهم أول من سيقفون معك في شدتك و مرضك وألمك بقلب و ليس مجاملة و لا مصلحة.
إن هذه القيمة الأسرية تجعل الصغار يعرفون حقوق الكبار و ينزلونهم منازلهم و يعرف الكبار حقوق الصغار و يعطفون عليهم و يشملونهم براعيتهم فهذا و الله لخلق عظيم يوثق علاقاتهم بحبل متين لا يقطعه أى ظرف من ظروف الحياة و فاعلياتها ، و الاحترام قضية تبادلية و سلوم مشترك بين الكبار و الصغار .
و لنعلم أن لكل فرد من أفراد الأسرة حق من الإحترام و يأتي في المقام الأول الوالدان فإحترامهم واجب شرعاً و فطرة فهم من أفنوا عمرهم من أجل أولادهم فبات من الواجب على أولادهم الرعاية و العناية و حسن الطاعة و الاستجابة و عدم عصيانهم إلا فيما يغضب الله.
ومن الإحترام و التوقير لهما عدم رفع الصوت فوق صوتهما أو حدية النظر في وجوهما إجلالً لهما و عدم تعمد إعصابهما أو إدخال الضرر عليهما بل واجب أن نحسن إليهما إحساناً شاملاً في القول و العمل.
و نذكركم بقوله تعالي: ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرً ) الإسراء: 23-42
و لنعلم ايضا إنه ليس من الإحترام السفر بغير إذنهما أو معاملتهم بجفاء و ترفع ، و ليس من إحترام الأم أن ترى البنت أمها تقوم بعمل البيت و هي جالسة أمام شاشة التلفاز أو الجوال و لكن يجب أن تقف معها و تساعدها و ترحم سنها و تتعلم منها ما ينفعها في حياتها المسقبلية .
و ليس من إحترام الأب أن تأنف أن تقول لزملائك أو معارفك إن هذا أبي إن كان شأنه أقل مما كنت تريد فهو رغم قدراته المحدودة ضحى بالكثير حتى تكون أنت على أنت عليه ، و لن تجد إنسان يحب أن تكون أفضل منه إلا والدك ، و ليس من إحترام الأب ان تسبقه او تقاطعه في الحديث في اي مجلس و عليك أن تخلي له مكانه حال حضوره و لا تناطحه أمام الناس ، و عليك ان تعتدل في جلستك اذا مر امامك او دخل عليك.
والحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه فقد نشأنا في إسرة سادها الحب و الوئام و الإحترام والتقدير و التوقير للكبير و العطف على الصغير و تنعمنا بالعدل و المساواة بيننا ، فلم ننشغل بحالنا بل خرجنابأسس و قيم جميلة إلى الناس و بقلوب كبيرة تتسع لهم جميعا ومفعمة بالحب و إنشغلنا بأحوالهم و قدرنا المولى عز وجل أن نؤازهم و نشعر بألامهم ونسعى لمساعدتهم بحب و غبطة رحم الله والدينا وأسكنهم فسيح جناته.


















