×
15 جمادى آخر 1447
6 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي
مقالات

وأد البنات.... مايزال

المصريين بالخارج

يذكر الجميع الحال القاتمِ الظلمة, في عصور الجاهلية وما قبلها في عالم البشر, حين كانت البناتُ تُؤَد فور ولادتها ويمّحي صوتها بعد لحظاتٍ من ولادتها, أو ساعاتٍ أو أيام حسبما يقرره الرجل الذي يهيمن على مشهد الإبادة الشاملة التي كانت تُمارس على البنات في مهدِهن الأول في عصورٍ مظلمةٍ مضت.

وقد لا يظن أحدٌ للحظة, أن وأدًا للبنات ما يزال يحدث إلى يومنا هذا بشكلً غير مباشر, ممثلًا في تعامل "بعض" الرجال مع المرأة, التي تخلصت كجنسٍ بشري من براثن الوأد والإفناء عبر الأزمان, ولم تتخلص منه في بعض صورِه المتعددة والمتنوعة.

ولا عجبٌ في ذلك, فإن فكرة وأد البنات قد انتهت بالفعل, لكن إسقاطها ظل بأشكالٍ مختلفة ومتنوعة السوء, في تعاملٍ فظٍ غليظ يعلن عن استمرار هذا الوأد في بعض الأفكار لدى "بعض" الرجال يشعلها عقل جمعي لمجتمعاتٍ نحسبها حديثة وقد تكون في حقيقتها في الفكر القديم المظلم مازالت.

فها هي المرأة تُؤَد حين يظلمها الرجل عند الميراث في "بعض" المجتمعات التي لم تتخلص إلى يومنا هذا من فكرة الوأد, ونجدهم يفضلون الأولاد ويحرمون البنات من الميراث, في مشهدٍ ضد المباديء المقررة في الشريعة السمحاء أو العدل البشري.

وها هي فكرة وأد البنات تُطِل برأسها حين يختلف تعامل "بعض" الآباء مع أبنائه من الأولاد, ليعطيهم حقوقًا وفرصًا أعلى وأفضل من البنات, أو حين يتعامل سلوكيًا مع هؤلاء على غير ما يتعامل به مع بناته.

وحين نرى ظلمًا يقع على الزوجة أحيانًا من "بعض" الأزواجِ, ونجد المحيطين يضغطون على الزوجة لتتحمل الظلم دون الوقوف في وجه الظالم, فما هذا إلا تطبيقًا غير مباشرًا لفكرة وأد البنات.

وعندما نلحظ من البعض نفورًا من البناتِ ومن عموم وجود المرأة ويتعاملون معها على أن كل ما يأتي من جهتها فهو عوراتٍ ويجب اجتثاثه والتخلص منه, بغير ما جاءت به تعاليم الدين, فهو صورةٌ من صور وأد البنات.

وهناك من يتعامل مع المرأة على أنها فقط للمتعة, ويحولها أحيانًا إلى سلعة إعلانية يتعامل بها وليس معها في استثمارات الأموال والأعمال لتتحول إلى آلة في منظومة العمل, ليثبت لنا بأنه يُغرِق في فكرة وأد البنات.

إلى ما غير ذلك من الصور الحزينة غير المباشرة لفكرة هي الأسوأ في تاريخ البشرية وهي وأد البنات, وأعتبر بأن المسئولية الأولى تقع على المجتمع الذي تغاضى عن مثل تلك الصور المشينة, وغض الطرف عن هذه التجاوزات في حق المرأة, وراح يلملم أشلاء المروءة في تخاذل عظيم, لم يُرفع معه الظلم الواقع على المرأة في المجتمع من "بعض" أفراده, سواءًا كانت إمرأة عاملة أو زوجة أو إبنة في أسرتها وفي بيت أبيها.

وفي الحقيقة, فإن مجتمعًا يريد أن ينهض ويتطور, فلن يكون له ذلك إلا بقوة أبنائه جميعا, وحين يحق الحقوق الاجتماعية بينهم بوقوفه في وجه الظلم, وبإعلانه وأدًا لفكرة الوأد, أيًا كانت وممن كانت في حق المرأة بأي موقعٍ فيه كانت.

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

السبت 12:27 صـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 06 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:05
الشروق 06:37
الظهر 11:46
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17