رامي علم الدين يكتب: أوهام النهضة الإثيوبية.. لن تغرق السودان.. ولن تعطش مصر
المصريين بالخارج
جرح جديد ينذف في إثيوبيا ، نتيجة سياسة المكر، والدهاء، الغير شريفة لحكومة إثيوبيا المراهقة، حشود عسكرية إرترية جديدة بدأت في الإنتشار على الحدود الإثيوبية لتقديم الدعم ضد "التيجراي"مقابل "الفشقة الصغرى" السودانية، القوات الإرترية التي شاركت الجيش الإثيوبي في حربه ضد جبهة تحرير إقليم "تيجراي" تقدمت ناحية الحدود المتنازع عليها عدد القوات الإرترية تقدر بنحو ألفي مقاتل مزودين بأسلحة ثقيلة متوقع دخولها لإسناد معارك تعد لها مليشيات إثيوبية.
الأمور مرشحة للتصعيد لإنهاك "السودان" وإستنزافه كتمهيد
لإستكمال المخطط الإثيوبي، للصورة جوانب أخري لا تخفي عن أعين المتابعين للتطورات مصر بادرت بالتحرك مبكراً ويتم التنسيق علي المستوي العسكري والمخابراتي مع "السودان" الشقيق، كونها حليف عربي استراتيجي لايمكن الإستغناء عنه تحت أي ظرف، فالتاريخ والجغرافيا لا تكذب، قد تحمل الأيام القادمة مزيد من التطورات ولا نغفل إحتمالات ربما تتحرك دولة عربية لمؤازرة حليفتها الإثيوبية، مثلما فعل أثناء القتال ضد جبهة "التيجراي"، الملفت هنا حشود القوات التابعة لدولة "أريتريا" تضامناً مع الحبشة، والتزاما بمعاهدة الصلح التي تم إقرارها بأبوظبي، حصل "أبي أحمد" بموجبها على جائرة "نوبل" للسلام، تل الجائزة التي احرجت القائمين على الجائزة، وشككت في مدى مصداقيتها، رغم أن الرئيس الأريتري " أسياس أفورقي" يدرك أن طموح حكومة إثيوبيا يتجاوز القضاء على التيجراي، وربما يمتد مستقبلاً لم هو أبعد داخل الحدود الأريترية، ولا نغفل العداء القديم بينهما والتنسيق الحالي يجري وفقاً لمصالح وقتية" آبي أحمد" يطمع في منفذ بحري دائم عبر "أريتريا" لإنقاذ إثيوبيا الحبيسة، وأفورقي إما عاجلاً أو أجلاً يضع نصب عيناه القضاء علي خطر طموحاته.
مصر تحتفظ بعلاقات ومصالح إستراتيجية مع أريتريا لموقعها الإستراتيجي في القرن الأفريقي، ولعبت مصر دورا تاريخيا كبيراً في استقلال إريتريا، وإعلانها دولة مستقلة تابعة للأمم المتحدة 1993، وتجتهد الإدارة المصرية طوال الوقت لتجميع الحشد المطلوب لمساندة موقفها ضد مخاطر سد النهضة المتوقعة، لاثبما بعد فشل التفاوض، والوساطة الأمريكية، أكثر من مرة، وتعنت الجانب الإثيوبي، وتزايد إخطار إقامة السد على مصر والسودان، وآثاره البيئية التي قد تهدد الحياة في أم الدنيا وبلاد وادي النيل .
بتكليفات للجيش والمخابرات لا مكان للدبلوماسية، نعم نساند السودان في وجه خطط الموساد وأعوانه في إثيوبيا، في وقت تتباين فيه مواقف "إريتريا" العربية، وأحد دول الأعضاء في الجامعة العربية، "افورقي"يتفاهم مع القاهرة ولديه قاعدة إسرائيلية وأخري إماراتية يساند عدوه القديم "آبي أحمد" ضد "التيجراي"، في الوقت الذي يُدرك أسياس أفورقي أن طموح "آبي أحمد" يتجاوز القضاء على تمرد "التيجراي" وهذا ما لن يسمح به أسياس أفورقي الذي يتعاون مع الجميع لإسقاطهم، و" آبي أحمد" هو الآخر ليس غافلٌ عن ذلك، ويدرك مدى العداوة التاريخية ما بين إريتريا والتيجراي، وتاريخ الدم والحرب بينهما،الحرب ليست خلافا علي الحدود، ولا تصارع من أجل التنمية، وحق الشعوب في إستغلال موارده، الهدف النهائي تطويق "مصر" ملف سد النهضة بالغ التعقيد وشائك جداً، ويحتاج إلى قراءة متعمقة، بإختصار هو واحد من فخاخ "بني صهيون" تم نصبها لمصر لشل قدرتها علي الحركة، وخلق المتاعب، وإيجاد أوراق ضغط للتفاوض شمالاً، رغم خطورته، فليس أمامنا كشعب سوي بديل واحد، أن نثق في قدرة وحكمة رئيسنا السيسي ودولته العميقة من مؤسسات وجيش وشرطة .. فمصر محفوظة من عند الله.