×
12 شوال 1445
20 أبريل 2024
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي
مقالات

أيتها الجميلة ماأقبحك!

المصريين بالخارج

وتطل الجميلة النضيرة ابنة الملك من فوق الأسوار ، تنظر إلى العدو الذى يحاصر مدينة أبيها منذ أيام كثيرة .. يقول لها أبوها الضيزن:

ـ لا تحفلي يا حبيبتى ، لن يدخلوا حصننا أبداً . وهاهو ملكهم ذو الأكتاف نيسابور قد بدا عليه الملل . هو راحل لا محالة ..

ـ إنه رجل ضخم .. لو تبارز مع عشرة من رجالنا لصرعهم .

ـ هو كذلك .. لكن الحروب لا تدار هكذا يا ابنتى .. ليست بالأجسام ، وإلا لحكمنا الثيران ..

ـ عندك حق يا أبتاه ..

تمضى مبتسمة ..

ـ يا نضيرة ، لقد أشرقت الشمس من وجهك .. فها هى البشرى ، وستمضى غيوم نيسابور عنا ..

تزيد من ابتسامتها . وهى ترتد إلى حجرتها .

وصورة الملك لا تفارق مخيلتها . ما أروع هذا الملك ! إن أباها العظيم لا يمثل شيئاًَ بجواره . نعم ، الإنسان ليس بالجسم كما قال أبوها ، لكن ما يحكى عن هذا الملك يدل على عقل راجح ، فماذا لو جمع العقل إلى عقله هذا الجسم الرائع ؟؟

هذا هو الرجل الذى يستحق أن يكون زوجاً لها ، تدفع عمرها مهراًَ له ، لكنها السياسة قاتلها الله ! لو يوافقها أبوها ، فتخرج إليه ، تفاوضه ، لو رآها حتماً سترجح كفتها ، هى أم المدينة ؟ لن يفضل بها شيئاً مهما كان .

قالت لأبيها :

ـ يا أبت . أرسلني إليه . أكون على رأس الوفد الذى يفاوضه . أنت تدري رجاحة عقلي . ثق بي .

ـ يا بنية . إنى أثق فيك أكثر من ثقتي في نفسي ، لكني أخشى عليك . فلو ضاعت المملكة فضياعها أهون خطراً من أن تضيعي .

ـ لكنه ملك ، وليس لصاً .

ـ نعم ، لكن مثلك يذهب بالعقول ، فماذا لو رغب أن يلاعبني بك ، واحتجزك .. وأرسل يساومني : لو أردت ابنتك أعطنى مملكتك .. ماذا تتوقعين ردي ؟ سأترك له المملكة لأستعيدك .. فكيف أقدمك في مفاروضات لإبعاده عن المملكة ..

إن الأثمن من المملكة يجب ألا يتعرض للخطر من أجل مملكة تهون ولا يتعرض لخطر ..

لمثلك تقوم الحروب .

ـ لا تخش شيئاً يا أبا النضيرة . هى معركة بين العقل والجسم ، برأيك من يكسب ؟

ـ قطعاً أنت ، أو العقل فكلاكما سواء .

ـ إذن باركني ..

تمضى النضيرة تطلب لقاء الملك ، وأبوها كله ثقة بانتصارها علي الملك الغازي ، لكنه يخشى عليها .

لم يكد الملك يراها حتى يذهله جمالها :

ـ أجن أبوك ؟ أمملكته خير منك ؟؟ والله إنك لخير من الدنيا وما فيها.

ـ وأنت الدنيا ..لأجلك خرجت من مملكتى وقد عزمت أن رضيت بي زوجة أن أظل معك .. ولا أرجع .. فقد رأيتك دنيتى ، وبعت كل شيء من أجلك ، فإن رأيت منى ما رأيت منك ، فأنا لك ، ولن أرجع إلى أهلي ..

ـ ما كنت لأشترى أجمل ما في الدنيا بفعلة خسيسة . مثلك لا تنال إلا بمجيد الفعال . بل نطلبك من أبيك .. ونمهرك بما تستحقين ..

ـ لكنى أبي لن يقبل ، حتى لا يقال عنه أعطى ابنته جزية لك . وقد خرجت إليك لأنى أدرى أنه لن يقبل أن تتزوجنى وأنت تحاصر مدينته ..

ـ فماذا تشيرين ؟؟

ـ لا أرى إلا أن أصحبك ..

ـ لا يرضينى ذلك ، فلا أقبل أن يقال خطف امرأة ، الملوك لا تفعل أفعال اللصوص حتى من أجل أجمل امرأة ..

ـ فإن أبيت أن أصحبك ، فدعنى أعينك أن تسقط مملكتي على وعد أن يكون ذلك مهرك لي ، وأن تتزوجنى .. اذهب إلى الجهة الغربية من المدينة ، وانثر تبناً ، ثمة مدخل سرى للمدينة ، التبن سيصل إليه ، اتبع التبن تصل إلى المدخل .

ـ أتقدمين مملكتك هدية ، وأنت أولى بأن تقدم المدن مهراً لك .. لكنى ما أروع عقلك ، إنك لست محبة فحسب ، فالمحبة ممكن أن تقدم مملكتها فتدل الغازي الذى تحبه على جهة الهجوم وتتركه يدبر أمره ، أما أنت فمحبة وعاقلة .. تدلينه على الجهة وترسمين له الخطة التى قد لا تخطر على بال أعظم قادته .

ـ فماذا يرى سيدي ؟

ـ أرى أن نفعل ما يجب فعله ، نرسل معك رسولنا يطلبك من أبيك ..

ـ فإن لم يقبل ..فهي الحرب ، وسوف أرى كيف أساعدك ، فإن لم تكن الأمر لصالحك ، فسأكتب لك في الرد على خطابك : ارحل عن مدينتنا .. فإذا قرأتها فاستجب ، ثم ارجع فجأة .. وادخل من المدخل السري ..

يعود الوفد بقيادة الأميرة ، ومعهم رسول الملك ، تقول النضيرة لأبيها :

ـ قال لي لقد سمعنا للملك بلسانكم ، فيسرنا أن نُسمع ردنا لملكم بلسان رسولي ..

ـ ماذا عندك أيها الرسول ؟

ـ يقول لك مولاي سيد الدنيا نيسابور : عجبت لرجل يقدم لي أثمن ما في مدينته لبفاوضني في الانصراف عنها .

ـ قال الحق والله .

ـ يقول لك مولاي سيد الدنيا نيسابور : إن النضيرة من أجلها تثور الحروب ، فلو كنت أرسلتها لتنهى الحرب فقد أخطأت ، فمن يراها يشرع الحرب ليفوز بها ، وقد كانت بين أيدينا ، لكن لا يتناسق مع جمالها أن نأخذها بطريقة غير جميلة .

ـ إنه لعدو محترم .

ـ يقول لك مولاي سيد الدنيا نيسابور : هو يطلب النضيرة زوجة له .

ـ إنه لكفؤ . لو أنه طلبها طلب الملوك ، وليس وهو يحاصر مدينتنا ، قبول طلبه بزواج ابنتنا إن هو إلا جزية ، وجزية كبيرة .. ندفعها صاغرين ليرفع عنا الحصار .. وما كنت لأضحى بجميلة الدهر أروع من رأت العين جزية له ليرفع عنا حصار لن يجنى منه شيئاً ، لأن المدينة حصينة ويمكنها المقاومة.

ـ أبي قد وافقت أن تقدمنى من أجل بلدي ..

ـ إن تضح بنفسك لأجلنا ، فأنت أحق لأن نضحى كلنا بأنفسنا لأجلك .

ـ لكنها الحرب يا أبي لو لم تقبل .

ـ وماذا في الحرب ؟ إن الحرب تجعل لحياتنا معنى ، وتجعل لموتنا قيمة .. ، الآن يصبح للحرب معنى ، إننا نحارب الآن في سبيل هدف سامٍ . أن نحمى جوهرة مملكتنا . إن الرجال عندما يعلمون الآن إن المعركة تدور من أجلك لأصبح كل منهم أكثر من رجل .

ـ أرجوك يا أبي . لقد أثبت الرجل أنه نبيل . عندما رآني قال لي : أصبحت شغلي الشاغل ، سأحصل عليك مهما كلفني ذلك . وقتها تذكرت خشيتك علي . إن الملوك يمكن أن تتصرف بنذالة ولو مرة . لكنه قال لي : لا نكسبك بخسارة أنفسنا ، ارجعي إلى أبيك وسنحصل عليك برضاه أو عنوة .

ـ لقد تصرف تصرف الملوك ليحصل عليك ، فهل أتصرف أنا تصرف الخدم ، أعطي ما لا أريده لأني أدرى أني حتماً سأفقده ! لا وجمالِك يا ابنة الجنة . مرحباً بالحرب ، والله لو أخذك على أسنة الرماح لمت سعيداً وأنا أبارك زفافك إليه . مهرك غال ، لا نزوجك بعار .

ـ يا أبت وافق .

ـ يا ابنتى ، أكاد أرى أنه فائز بك ، فأنا أحس به ، مجنون من يراك ولا يموت في سبيل الفوز بك . لقد أصبح أكثر إصراراً على الفوز بك . لم تعد المدينة تعنيه ، تلك حقيقة ، قالها رسوله وأنا أصدقها . لكني لا أقدمك إليه باستسلام ، هنا يقف على جثثنا بجوارك ، فتكوني دون مكانتك ، لكن نقاومه فإذا متنا ، ارتفعتِ على جثثنا بجواره ، فتكون قامتك عالية حتى وأنت بين يديه .

ـ أرجوك يا أبي .

ـ لا تضحى بنفسك لأجلي .

ـ ليس أمامنا خيار ، وقد اخترت .. مهرك هو دفاعنا عنك .. وموت الآلاف من جنوده قبل أن يفوز بك .

ـ ولماذا الخسائر مادام النتيجة حتمية ؟

ـ نضيرة ، لقد بنيتك كما يبنى الملوك مجدهم ، فأنت مجدي ، فدعينى أرسم مجدي بالطريقة التى تعجبنى . إلى بالكاتب يكتب الرسالة ..

ـ إن أبيت إلا الرفض ، فدعني بما وهبت من بلاغة أصوغ عبارتك ..

ـ لك هذا .. اكتب أيها الكاتب ما تقوله الأميرة ..

قالت :

ـ من الضيزن ملك الحضر إلى الملك نيسابور .. نشكر لك ، لأنك كنت ملكاً . ولا نملك إلا أن نكون ملوكاً مثلك ، فلا تقدم ابنة الملوك جزية لرفع الحصار عن مدنهم . فلا تستكثر علينا أن نكون ملوكاً مثلك . فإن ترحل عن مدينتنا ، يكتمل فعلك النبيل . ونكن لك شاكرين والسلام .

ـ ما أروع ذلك .. أمثلك لا يضحى من أجله .. اختموها بخاتمي .. وأرسلوها إلى هذا الملك المحترم ..

أتظنين يا ابنة أبيها أنه سيرحل ؟ والله لو رحل ، وعاد إلى بلاده ، ثم طلبك ما رددت طلبك .

ـ أظنه فاعلاً .

ـ لو كنت مكانه ما فعلتها . فأنتِ أروع منكِ ، لم أجد مثلك إلا أنتِ . لكني أرجو أن يفعل .

يقف الملك وابنته جواره فوق الأسوار . يستطلع موقف الملك بعد أن تصله الرسالة .

ـ إنه يأمر الجنود بالرحيل .. هاهو يشير إلينا يانضيرة ..

ـ يرى صداقتك طريقاً إلى هدفه .

ـ هذا أول عدو ، يرحل عن أعدائه ، وقد زرع فيهم احترامه . أتدرين يا جميلتى لو أرسل يطلب خطبتك بعد رجوعه إلى بلادته لأجبته إلى طلبه .. قد كنت أراهن نفسى أنه لن يرحل ، لكن يبدو أن رسالتك الساحرة قد روضته .. فجعلته يرحل ، لعله اشتم منها أننا نوافق عليه لكن نعترض على الطريقة ..

ـ أراد يا أبى قد وافقت عليه ..

ـ ولماذا لا أوافق على رجل أصر أن يكون نبيلاً حتى النهاية ، والله حتى لو لم يرحل ، وأصر على الفوز بك على أسنة الرماح ، فلو صرعني لكانت آخر أنفاسي تبارك زواجكما ..

كانت وحدها تدرى أنها كلمة السر للملك الغازي ، أن يرحل ليطمئن أباها ، ثم يعاود الرجوع ، ويدخل سراً وفجأة من المدخل السري الذى لا يعرفه أحد ، ويصل إلى القصر مباشرة . ستنتهى المعركة قبل أن تبدأ .

يدخل العدو الحصن ، ويقتل الملك الضيزن الذى فوجئ بالأعداء في قصره ، وتنتهى المعركة سريعاً ، لأن الأميرة أمرت الحراس بعدم المقاومة ، يموت الملك الأب وهو ينظر إلى أميرته الحسناء ، كأنه يقول لها : لماذا ؟ لم يقل لها ما وعدها به ، لو صرعني : فآخر كلماتي مباركتي لزواجك به . ويصبح نيسابور ملكاً علىالحصن ، وتقام الأفراح لزواج الملك بالأميرة .

وفي ليلة .. لا يأتيها نوم .. أرق و قلق تقلق زوجها جوارها.. ويبحث عما يقلقها يجد ورقة آس في الوسادة يدهش: هل أحست بها .. ورقة داخل وسادة .. وتحس بها. يسألها ..

كيف أذن كنت تعيشين في قصر أبيك ؟

تخبره عن حياتها الناعمة المرهفة..

ـ ما من شيء أردته إلا حصلت عليه . لو أردت أن أمشى على السماء لأنزلها إليّ . الملوك تبني مدناً لمجدها، وكنت أنا مجده الذى يجتهد في صنعه.

ـ ماذا كان طعامك ؟ ماذا كان يومك ؟

ـ ومع ذلك تآمرت عليه ، وخنتيه ؟ فما يجعلنى آمن لك ؟ وأنا لم أفعل لك جزءاً من ألف مما فعل . ما أدراني أنك لن تخونينى أنا أيضا؟؟

ـ أنا ؟؟!! ، من أجلك ضحيت بمدينتى و أبي ..

ـ لقد وعدتك بالزواج ، ووفيت وعدي ، لكنى لم أدر أن أباك قد سخّر مملكته ليصنع منك أعجوبة الدنيا .. لم أصدق وأن أرى جلدك الشفاف ، وبياضك المكنون . أذهلنى جمالك الذى لم ولن أرى مثله .. لكنى اليوم أرى خضرة تحتها بركة آسنة ..

ـ وما الذى فعلته ؟ لأجلك بعت كل شيء ..

ـ لأجل ذلك .. لأنك تبيعين ما لا يستحق أن يباع ! لقد أعطاك أبوك ما لم يعطك أحد ، لكنك بعت هذا المسكين بلا رحمة .. فلماذا ؟

ـ لأنك أعجبتنى !

ـ لا ، لكنك تعودت أن تأخذي ، فحسب .. كأن كل ما قدمه لك من نعم حق لك ، يجب أن يفعله ، ولا يستحق أن يأخذ في مقابله شيئاً . لكن ما من أخذ وإلا له ثمن .. لكنك لا تجيدين سوى الأخذ ..

ـ فلماذا وأنت بهذا النبل وافقت على عرضى ؟

ـ كنت أرى أباك وحشاً ظالماً .. وأنه قد انشغل عنك وعن مملكته بملذاته . فوجب على شعبه أن يكرهه ، ولو استطاعت ابنته أن تنجو بنفسها منه فلا جُناح عليها .. فإذا بى أكتشف أنه كان نعم الأب . فلماذا أيتها الحقيرة ؟ أتدرين بماذا أحسُ نحوك الآن ؟

ـ لا أدرى ..

ـ كأنى دخلتُ عليك ، فوجدتك بين أحضان عبد من عبيدي . فماذا ترانى فاعلاً بك ؟

ـ لكنى لم أفعل شيئاً ، لقد أحببتك .. ففعلت ما أستطيع لأكون لك ..وكنتُ أظنُّ أنكَ لن تنسى لى صنيعتى معك ..

ـ ما هذه البجاحة ؟ كأنك تقومين من أحضان العبد ، وتقولين لزوجك الذى ضبطك لا يجب أن تغضب ، لقد كنت أعرف منه بعض أسـرار العدو!!

ـ لكنى لم أخنك ؟

ـ بلى، خنتِ .. خنتِ أباك الذى أعطاك ما لا يمكن أن أعطيكه ..

ـ أخنته من أجل آخر ، أليس من أجلك .. ؟

ـ أو كان يستحق خيانتك ؟

ـ كنتَ تستحق أنتَ أن أفعل أى شيء من أجلك ..

ـ لا تعرفين إلا أن تأخذى ما تريدين .. لكنك هذه المرة لن تعرفي أن تأخذى ما تريدين ؟

ـ أتخلعنى من الملك ؟ لا ، لا أستطيع أن أكون إلا ملكة .. إني لا أجيد عمل شيء ؟؟

ـ هى فكرة جيدة ، السيدة التى لا تعرف أن تنام ، نجربها في أعمال الخدم..

ـ لا تقسُ علي .. لأجلك ضحيت بمن صنعني ..

ـ أول نصيحة في كتاب الملوك : لا تطمئن لخائن . إن رائحة الخيانة تفوح منك تغطى على جمالك ، خضراء الدمن .. عفنة ..

ـ إن العطر الذى أضعه يصنع خصيصاً لي ، لا يضعه في هذه الدنيا سواي.

ـ ومع ذلك فرائحتك الداخلية أقوى منه . لا أشم إلا عفنك . فلا تطمئن إلى جمالك ، فما عدت رآه بعد أن غطت رائحة قبحك على عينى ..

أشيري علي أيتها الداهية .. واصدقينى كما صدقتنى في اقتحام الحصن .. ماذا أفعل لو أردت عقابك ..

ـ لا أتخيل نفسي أُعاقَب ، مجرد تخيلي لفكرة العقاب هو ذاته عقاب ، إننى لو كنت إلهاً ما عشت بالرهافة التى عشت فيها .

ـ تلك قاعدة الآلهة الزائفة ، يعكفون عليها سجداً ، ثم يحطمونها بعد ذلك . قولى لي : هذا الجسم الذى شعر بورقة الآس أنرميه مع الحيوانات ، أم نتركه ينام على التراب ؟

ـ لا أستطيع .. لا أستطيع .. ارحمني أرجوك .

ـ الرحمة أم العدل ؟ أما الرحمة فلم ترحمي من جعلك إلهاً ، من سخر نفسه ليجعلك أعجوبة عصرها . والعدل ، أنكِ وأنتِ التى لم يكن في قاموسها سوى الأخذ ، والدوس على من تأخذين منهم ، العدل أن تدفعي هذه المرة .. أن تشترى نفسك مني ..

ـ لقد اشتريتك بكل ما أملك ..

ـ اخرسي ، فمثلي لا يشترى .. بل بعت نفسك لي بكل ما تملكين .. دفعت لي لأحصل عليك .. أراد أن يموت ليمنعك ، أرادك سماءً يموتون لتظلى فوقهم ، فأبيت إلا أن تكوني حذاء .. من يدافع الآن عن حذاء .. من يحميك الآن منى بعد أن أدّبت من رآك سماء ؟؟

ـ فماذا أفعل ؟ إنى لا أفهم ماذا فعلت ؟ ورقة آس أحسست بها فلم أنم ، فما الأمر ؟

ـ لكنها كشفت لي خطأ نظرتي لك ، كنت أراك قبلها جميلة الجميلات ، لكنها أخرجت نفسك القبيحة التى خانت أباً ما كان يستحق أبداً الخيانة ..

ـ قلت لك ، لقد كنت أنت عندى تستحق أن أدفع من أجله أغلى شيء ، فما جريمتي ؟ يجب أن تكون سعيداً بذلك لا العكس .

ـ لقد اتخذت قراري ، فلا آمان لك .. فانظري مصيرك ، تصبحين مع الجواري ، خادمة لزوجة أخري ..

ـ بل العفو .. آمرني بأي شيء .. لكن لا تكلفني بما لا أطيق ، لقد خُلِقت ملكةً ..

ـ وكنت ملكة بين ملكين .. لكنك وحدك من بين ثلاثتنا التى لم تتصرفي كالملوك ، أنا رفضت أن أهرب منك ، وأبى أبوك إلا أن يكون ملكاً فرفض خطبتى لك على أسنة الرماح ، أما أنتِ فقد عاونتِ على قتل أبيك بخسة ، فلم تكوني أبداً ملكة .. بل امرأة تمشى وراء شهوتها .. وما الحيوان إلا ذلك ..

ـ أمثلي يقال عنه : حيوان .. ؟؟

ـ مثلك ؟؟ إن بعض الحيوانات أفضل منك .. لأنها لا تفعل فعلتك القبيحة .. وإن أعجب فالعجب من ضيقك بوصف ما فيك ، أتدرين أيتها الحشرة ماذا يعنى ذلك ، يعنى أنك فعلت فعلة قبيحة تنفرين من الاعتراف بها . كالحمار الذى يغضب إذا قيل له يا حمار ..

ـ إنك تمعن في إهانتك بطريقة لم تحدث لي .. وكأنك تعاقبنى على حبي لك .. فإن سمح لي مولاي .. ألم تقبل فعلتى ، فلماذا مادمت تراها خسيسة قبلتَ ..

ـ كنت ملكاً ، أقبل مساعدة الضاجين من ملكهم الظالم لأنتصر عليهم . فلما تبينت أنه لم يكن ظالماً ، احترمته واحتقرت من قيده لي .. الآن فهمت عندما كنت أصرعه ، كان منشغلاً بالنظر إلى الوراء ، إليكِ ، يقول لكِ ، لماذا؟؟ وأنا أيضاً أقول لك لماذا ؟؟

ـ أحبك ..

ـ فلو أحببت عبداً بعد ذلك ، لقدمت رأسى وعرشي له . هيهات ..

ـ إذن رد لي مملكة أبي .. واتركنى ..

ـ لا وراثة لقاتل .. وأسوأ الملوك من يأخذ فقط ، وهكذا أنتِ ، هذه المرة لا ، يجب ألا تأخذي ، بل تدفعي. وتتوسلي .. وكما كنت لا تحفلين بأحد لا أحفل بك ، أدوس عليكِ مثلما كنتِ تدوسين على من يعطيك .. سأكونك ، فهل هذا ظلم ؟؟

ـ ماذا تنتوى أن تفعل ؟

ـ سأفعلُ معك ما فعلتيه أنتِ مع أبيك . لا مكان للخائنة في عين من رآها خائنة..

ـ أمثلى يموت ؟ إن البشـرية تحتاج وقتاً طويلاً حتى تنتج مثلي ..

ـ مثلكِ ؟!.. حقاً !! يجب أن تكون ميتك عبرة .. أيها الحرس ، خذوها هذه الخائنة .. اربطوها من شعرها في عربة يجرها حصان ، وشدوا على الحصان ، لا تتوقفوا إلا عندما تتوقف أنفاسها ..

ـ لا .. لا .. لا أحتمل ..

ـ وأنت أيضاً رائحتك لا تحتمل ..

ـ أبي .. أبي .. أين أنت يا أبي ..

يربطها من شعرها في حصان ..

ـ أبي .. أين أنت يا أبي ..

يلف بها الحصان الساحة حتى لفظت أنفاسها .وآخر كلماتها كلمة أبي .. أين أنت يا أبي ..

ـ لعله بما فعلته معك يصفح عني .. هذا اعتذار ملك لملك ..

استطلاع الرأي

أسعار العملات

العملةشراءبيع
دولار أمريكى​ 29.526429.6194
يورو​ 31.782231.8942
جنيه إسترلينى​ 35.833235.9610
فرنك سويسرى​ 31.633231.7363
100 ين يابانى​ 22.603122.6760
ريال سعودى​ 7.85977.8865
دينار كويتى​ 96.532596.9318
درهم اماراتى​ 8.03858.0645
اليوان الصينى​ 4.37344.3887

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,069 شراء 2,114
عيار 22 بيع 1,896 شراء 1,938
عيار 21 بيع 1,810 شراء 1,850
عيار 18 بيع 1,551 شراء 1,586
الاونصة بيع 64,333 شراء 65,754
الجنيه الذهب بيع 14,480 شراء 14,800
الكيلو بيع 2,068,571 شراء 2,114,286
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

السبت 03:58 مـ
12 شوال 1445 هـ 20 أبريل 2024 م
مصر
الفجر 03:51
الشروق 05:23
الظهر 11:54
العصر 15:30
المغرب 18:25
العشاء 19:47