×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي
مقالات

موليير ونجيب محفوظ وحسان بن ثابت!

المصريين بالخارج

إن قناعاتي لا تتبدل في أن الانغلاق في الفهم والجمود في الفكر من أهم أسباب تلك الحال الرثة التي تمر بها منطقتنا العربية وعالمنا الإسلامي وفي القلب من كليهما مصر.

دائما ما أقارب تلك الحال التي نحن فيها، بحال مشابهة مرت بها أمم غيرنا، استطاع التنويريون فيها بشق الأنفس الانتصار على الفهم الضيق للمحافظين والذي يلبسونه لباس التقديس، وتأخذني المقارنة لعصر لويس الرابع عشر، في فرنسا، التي كانت تمر بظروف أشبه ما تكون بما تمر بها منطقتنا العربية، وكيف استطاع البوريال،وهي طائفة مسيحية سلفية متشددة دينياً، أن يمنع عرض مسرحية " طرطوف " للكاتب الكبير موليير، والذي وجد في قصر الملك الراعي للفنون - في منتصف عمره - مكانا لعرض المسرحية، التي كانت ممنوعة على مسارح باريس، هذا العرض الذي أرضى - ولو جزئيا - الكاتب الكبير، الذي عكس في هذه المسرحية ذلك النفاق الذي يتمتع به " رجال الدين " وهو في ذلك لم يمس جوهر الدين في شيء.

إن أصحاب الفكر المنغلق يرتعبون ممن يمكن أن يكشف عنهم القناع، وهذا الرعب هو ما يجعلهم يظهرون أنيابهم يريدون بها فتك من يمكن أن يهدد سلطانهم على بسطاء الناس، وممن يمكن أن يزعزع مكانتهم التي اكتسبوها عن طريق وقوفهم موقف الذائد عن الدين، والحامي حمى شرع الله، فتمت بذلك محاولة اغتيال أديبنا المصري العالمي نجيب محفوظ، من شباب لم يقرأ له سطرا واحدا، ولكن استقر في يقينهم، أنه - أي نجيب محفوظ - يحارب الإسلام، ولو سألت أحدهم عن ماذا يفهم عن الآداب، فإنه لا يكاد يعرف من الاسم إلا ما يمكن أن يظن أنه يخص بوليس الآداب، وأن هذا الذي أقنعه بأن قتل نجيب محفوظ قربة لله، لا يعلم عن التجربة الفنية شيئا ولم يتسن له أن يقرأ أي من أنواع الأدب، حتى ذلك الذي أُطْلِق عليه " أدبا إسلاميا "، كما يطلق على شعر حسان بن الثابت الذي دعا له الرسول ﷺ بعدما أجاد في هجاء الكفار الذين كانوا ينالون من الدعوة الجديدة وصاحبها صلى الله عليه وسلم، دعوته الشهيرة: لا فض فوك، ويقال أنه بسبب هذه الدعوة المباركة من الرسول ﷺ ظل حسان بن ثابت رضي الله عنه حتى آخر عمره الذي تخطى الثمانين، ولم تسقط سنة واحدة من أسنانه.

والمتأمل لشعر حسان بن ثابت الإسلامي! لوجد فيه وصف الخمر والغزل هذا الذي لو تم وضعه على ميزان الحلال والحرام لرجحت كفة الحال الثانية، ومع ذلك استمر الشعراء الإسلاميون على ذلك النهج مقدمين التجربة الفنية على ما عاداها من اعتبارات، تلك التجربة التي أقرها الإسلام من خلال الرسول ﷺ والواضحة جلية في دعاء الرسول لحسان بن ثابت، فهل يعي المحاربون للفنون المتهمون للفنانين بالزندقة ذلك؟!.

موليير نجيب محفوظ حسان بن ثابت

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 08:19 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17