أكتب لك
ربما لا يحمل ذلك المقال موضوعاً مهما لكنه يحمل الكثير من المشاعر المختلطة .
أحياناً كثيرة ما يقف قلمي عاجزاً .. ماذا سأقول....
كثيراً ما ينتابني ما يطلق علية الدكتور أحمد خالد توفيق " سدة الكُتاب " في كتابه " اللغز وراء السطور "
مما يجعلني دائمة الشك ، هل انتهت كلماتي ؟؟
هل لي أن أملك موهبة التعبير حقاً ؟
هل أصبت التعبير عما أريد للقارئ ؟
فيصير ذلك العطل بداخلي بالاسابيع ربما شهور وقد يصل الحال بي ما يقرب للسنة .
كثيراً ما اتسائل كيف للكتاب الذين يعيشون على دخل من كتابتهم أن تجري أحبارهم كالسيل على الورق ، و أتراجع عما أفكر لأقول لنفسي أن أكتب كل فترة جسيمة كلمات مؤثرة خير أن أكون مجرد تاجر أحرف ، فيظل بي الحال بين انعدام الثقة والغرور .
وعلى الرغم من ذلك الصراع ..أكتب لكَ يا أنت " لكن " تلك هي ال "لكن " التي تملئ عقلي بكل شغف وحب بكل فضول وحيرة .
لا أعلم ما الذي أتى بك في ذهني لمدة أيامٍ متواصلة ! في الحقيقة ..أنا لا أعلم ، مجرد الرغبة في الحديث جيدة ولكن .. ها هي ال "لكن" التي تختبئ بين ثنايا حياتي تعود من جديد ، بندولاً يتأرجح بين الجرأة التي تسوق للحماقة وبين الخوف من سوء الظن .
تظل ال " لكن "حاجزاً كبيراً حتى يأتي الفرح و يطرق باب ال "لكن" ليخبرها ها انا ذا.
أليس على رحالة أن يحن له الوقت بالرغبة في الاستقرار يوماً ..
ركود بلا حركة بلا خطوة ، طيف على الماء يسري مع الأمواج .. نعم هذا أنت !.
لما أنت خائف أن يسمعك أحدهم ويكشف ما بداخلك تلك المشاعر الرقيقة التي تشبهه نسائم الربيع جعلتها خفية مختلسة كجريمة سرقة ؟
فإني ألتمس إليك ألف عذر فلا أنتظر منك الحب بفطرته ، فعاداتنا الشرقية الوضيعة التي تشين الإنسانية وتزهق حقوقها تجعل من الإفصاح عنه عهراً فليس للعفوية حيزاً بيننا.
كيف لجائع أن يسد حاجة المحتاج .. وكيف للمحتاج أن يكمل حياته إن لم يمده العاطِ باستمرار " فلا يجب على العاطي أن يكف عن عطائه ولا الجائع يكف عن الطعام ".
" على قدر الحب يكون العطاء فهل للحب أن يكون دَيِنْاً يا أنت ! "
لا أعلم إن وضعت نفسي بداخلك وشعرت بما تشعر هل سيكون استنتاجي صحيح أم لا فربما يوجد بداخلك خوف ما تخفيه ولا أعلم إن كنت تفكر كثيراً حتى يصلني ما تشعر به بتلك الصورة الملحة ففي علم النفس البشرية و الطاقات يقال أن كثرة التفكير بصورة ملحة تصل لذلك الشخص عن طريق إشارات روحية فهل هذا صحيح يا أنت ؟
أكتب إسمك دائماً في أوراقي ثم أخفيه بالكشط خوفاً أن يراه أحد يا هذا حتى سواد دائرتك أحببتها.
أتعلم كم من ورقة كتبت باسمك و مزقت.. بت أشبهه بفرانس كافكا الذي كنت أسخر منه وبتأثره بميلينا التي ترك كل شئ خلفه ليكتب لها ؟
أتعلم كم مرة أحادثك بيني وبين نفسي و نخلق حوارات كثيرة و نتبادل، الضحك عليها ؟
أتعلم أنني أعرت الاعتياد على عدم وجودك ، فلم أجد من أتبادل معه الحديث طيلة اليوم وبعض الكلمات الساخرة و المواقف التي نضحك عليها بلا هدف ، ولا أجد من أبادله أغانينا المفضلة والتي أحببتها لأجلي حتى وإن كانت مجرد موادعة ، لم أعد أجد من أكون معه على سكينة و راحة وأتصرف بلا اكتراث أو تفكير رغم أنني أعلم أنك تعشق الأمور المبهمة ، لم أعد أجد من يطمئنني إن استيقظت من غطة نومي حتى صمتك اشتقت إليه ، أعلم أن كل هذا لا يكفي أن تقاس عليه العلاقات "لكن " أليست السكينة و الاطمئنان أحد المقاييس يا أنت ؟ ، فدائما ما يخطر إلى ذهني كلمات" فيروز " الرقيقة بقصيدة " أهواك بلا أمل "
أما عني " وإن مت .. لست أنا التي تبوح "


















