×
17 ربيع أول 1446
21 سبتمبر 2024
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي
مقالات

ليلة رحل فيها جزء من ميراث النبوة.... وداعًا د. عبلة الكحلاوي

المصريين بالخارج

إن فقد العالم ليس فقدًا لشخصه ولا لصورته فقط ، وليس فقدًا للحمه ودمه فقط ؛ ولكنه فقد لجزء من ميراث النبوة، وهو العلم، فعن عبداللَّه بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إِنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رؤوسًا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا))؛ رواه البخاري ومسلم.

وقال ابن عباس - رضي الله عنهما - في تفسير قوله - جل وعلا -: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ﴾ [الرعد: 41]، قال: خراب الأرض بموت علمائها وفقهائها وأهل الخير منها.

الْأَرْضُ تَحْيَا إِذَا مَا عَاشَ عَالِمُهَا

مَتَى يَمُتْ عَالِمٌ مِنْهَا يَمُتْ طَرَفُ

كَالْأَرْضِ تَحْيَا إِذَا مَا الْغَيْثُ حَلَّ بِهَا

وَإِنْ أَبَى عَادَ فِي أَكْنَافِهَا التَّلَف

تأتي الحوادث المؤلمة بآثار بليغة في النفوس، وأتى رحيل د.عبلة الكحلاوي الليلة لينكأ في النفس جراحها ' فهي العالمة التقية الزاهدة التي لأيادي خيرها علامات نيرة في جبين الإنسانية مع العلم ونشره ' واليتامى وكفالتهم ' والمسنين وإيوائهم ' والمرضى وعلاجهم .. شيدت رحمها الله صرحا للإنسانية فكان لها في قلوب الجميع زاوية خاصة جدرانها من المسك و سقفها من العبير و أرضها من الورد المنير ' فلا بدَّ من وقفات وتأملات، نخفف من خلالها الحدث، وننشر البشرى، ونحثُّ أنفسَنا أولاً، والناس جميعاً إلى ضرورة الاستفادة من سيرة تلك العظيمة والاقتداء بها .

إن محبة الناس لا تُشترى بالمال، ولا بالتدين الأجوف، الذي لا ينطلق من مبادئ راسخة وقيم ثابتة، وإن الأضواء والشاشات والشهرة لن تُجبرَ الناسَ على الوقوف تحت أشعة الشمس الحارقة للصلاة، وإتباع الجنازة؛ ما لم يسخرها فاطر الأرض والسماوات لذلك، فهي إذًا منحة إلهية، ومنَّة ربانية تذكرنا بالحديث المتفق على صحته: ((إذا أحب الله - تعالى - العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلانًا فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض))، وبالحديث الآخر في الصحيح المروي عن أنس بن مالك قال: مرُّوا بجنازة فأثنَوا عليها خيرًا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((وجبت))، ثم مرُّوا بأخرى فأثنَوا عليها شرًّا، فقال: ((وجبت))، فقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: ما وجبت؟ قال: ((هذا أثنيتم عليه خيرًا، فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرًّا، فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض))

ليعلم كلُّ ساعٍ في الحياة الدنيا، سواءٌ أكان مقصده الله والدار الآخرة، أم مناه الحياة الفانية، ليعلمْ أولئك كلُّهم أن الساعيَ لا بدَّ له في سعيه من زاد يتقوى به على مشاق الطريق ولَأْوَائها، وزادُ طالب العلم والداعية إلى الله هو العبادة لله وحدَه، والتقرب إليه في السر والخفاء، كالصلاة في آخر الليل، وكصدقة السر، وكذكر الله - تعالى - ودعائه بظهر الغيب، وقد نَصحَنَا النبي- صلى الله عليه وسلم - بالخبيئة الصالحة، وهي العمل الصالح الخفي الذي لا يعلم به إلا الله - تعالى - فقال: ((مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ خَبْءٌ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ فَلْيَفْعَلْ))؛ رواه أحمد في "الزهد"، وصححه الألباني.

وإنا والله نشهد أن للدكتورة عبلة خبيئات كثيرات تنبئ عنها أفعالها على الأرض التي لايسع المجال لذكرها .

أكرم الله د.عبلة منه بقلب امتلأ صدقًا وإخلاصًا، وخوفًا وخشيةً منه سبحانه، هكذا نحسبها يارب ، فالمعول عليه - بعد توفيق الله - صلاح القلب واستقامته؛ كما في الحديثِ الصّحيح: ((ألا وإنَّ في الجسد مضغةً، إذا صلَحت صلَح الجسد كلّه، وإذا فسَدت فسد الجسد كلّه، ألا وهي القلب) .

لا بد لكل مخلوق أن يذوق طعم الموت ولو نجا منه أحد لنجا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن موت الصالحين مصيبة وأي مصيبة لأنهم نور في الأرض ولذا تعظم المصيبة بموتهم لكنها أقدار الله النافذة فمتى تم المدى نفذ القضاء وليس لامرئ عما قضى اللهُ مَهرب.

قضت د.عبلة حياتها في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. مجالسها عامرة بالذكر والمواعظ لا يمكن أن تجلس مجلساً إلا وتترك فيه أثراً واضحاً .

لقد كانت د.عبلة محبة للخير سليمة الصدر أحبها كل من عرفها فلله درها .. كم غافل ذكرته وكم مكلوم صبرَّته وكم عاص دلَّته على الخير وكم من تائه أخذت بيده لدروب الخير وكم معروف أمرت به ومنكر غيرته بأسلوبها المتميز .. كم هم أولئك الذين تأثروا بها إذا سمعوا صوتها المميز وهي تترنم ترغيبا في الجنة والعمل لها، وتحذر من النار وما يوصل لها من الأعمال ؟!

إن كانت ماتت فذكراها في القلوب لم تمت وخط يديها في الألواح مسطور .. ماتت الغالية وفي ذاكرتي ألف ذكرى و سطور.

ربط الله على قلوبنا و رزقنا الصبر الجميل .. وإذ نعزي أنفسنا نعزي أختي المحترمة ا.د مروة ياسين ود. رودينا ياسين .

لا إله إلا الله .... إنا لله وإنا إليه راجعون

إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن و إنا على فراقك يا د.عبلة لمحزونون ولا نقول إلا ماقال نبينا إنا لله و إنا إليه راجعون لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار .

اللهم احشرها مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .

عبلة الكحلاوي

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

السبت 01:12 صـ
17 ربيع أول 1446 هـ 21 سبتمبر 2024 م
مصر
الفجر 04:16
الشروق 05:43
الظهر 11:48
العصر 15:16
المغرب 17:53
العشاء 19:11