استوصوا بالنساء خيرًا
رن جرس الماسنجر .. واستقبلت المكالمة وجدت صوت سيدة تجهش بالبكاء وتهذي بكلمات عرفت منها إنها تستنجد بي .. وقالت أنا من متابعينك على الفيس .. فقلت لها ماذا بك سيدتي .. اهدئي قليلاً حتى أفهم مشكلتك.
وصمتت برهه وتكلمت أنا في مركز الشرطة وفي حالة صعبة من جراء تعدي زوجي عليَّ بالضرب عدة مرات حتى إنني خفت أن يلحق بي أذى فلجئت الى الشرطة لتحميني منه ..
وطلبت حضوري لان ليس لها أحد هنا ..
وعلى الفور توجهت إلى مركز الشرطة .. فوجدتها في حالة سيئة .. كدمات تعلووجهها .. وإحدي عينيها منتفخة .. ووعرفت أن زوجها من متابعيني ايضا على الفيس فعند وصولي قال أستاذ فلان أسفين تعبانك معنا .. وسألت الضابط المناوب عن المشكلة .. فذكر تعدي بالضرب من زوحها لخلاف بينهما .. فستأذنت الضابط للتحدث إليهما .. وتحدثت إليهما وبعد مداولات معهما أقنعت الزوجة بالتنازل عن شكواها لتعود لبيتها وأولادها وكتب زوجها تعهد بعدم التعرض لها بالايذاء بعد ذلك وطلبت منه أن يعتذر لها ويطلب منها أن تسامحه على تهوره وما سببه لها من جرح نفسي وإهانه .. حتى وصل الأمر ان يكونا في مركز الشرطة .. وبصرته بدوره وكم من المهم أن يكون لها أباً وأخاً قبل أن يكون زوجاً لها .. وأن يناقشا أمورهما بعقلانية في بيتهما وإن صعُب الحل بينهما فعليه أن يستشير أهل الحكمة لمساعدتهما ..
وهنا نعود إلي حديث رسولنا الكريم صلَّ الله عليه وسلم : استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج وإن أعوج ما في الضلع أعلاه إلخ الحديث) رواه الشيخان في صحيحين .
فنجد هنا أمراً للأزواج والآباء والإخوة وغيرهم أن يستوصوا بالنساء خيرًا، وأن يحسنوا إليهن وألا يظلموهن وأن يعطوهن حقوقهن ويوجهوهن إلى الخير، وهذا هوالواجب على الجميع .
وللاسف هذه ليس الواقعة الوحيدة ولكن تكررت مثل هذه المواقف .. وهنا يثور سؤال مهم .. أين شهامة ومروءة الرجل وحرصه على حرمة أهل بيته .. وأين الرعاية وأين حفظ الأمانة ..
فالمرأة حين تغادر أهل بيتها وتتغرب مع زوجها باتت أمانة عنده .. فلا أمين عليها ولا قريب ولا سند لها ولا صدر حنون لها في الغربة إلا زوجها ..
وأين نخوة الرجولة وزوجته تقف في حالة سيئة ومهانة تبكي منكسرة أمام الناس بمركز الشرطة .. يا الله .. ألهذا الحـد تنعدم نخوة البعض لنرى موقف كهذا ..
لقد كرم الإسلام المرأة وحفظ مكانتها فصلاح المرأة صلاحٌ للمُجتمع، وفسادها فسادٌ للمُجتمع؛ نتيجة لأدوارها فيه وتشكيلها نسبةً كبيرةً من المجتمع فهي مربية الاجيال واعظم مخلوقات الله وهوالانسان ..
وقد أوْصى النبي صلَّ الله عليه وسلم بالإحسان للمرأة، وتقوى الله في معاملتها ومن ذلك قوله -صلَّ الله عليه وسلَّم-:
(اتَّقوا اللهَ في النِّساءِ) ، وأكّد على أن لها من الحقوق مثل ما عليها من الواجبات، وحذّر من التقصير في أداء حقوقها، وأمر بحسْن عشرتها وكفالة نفقتها وتوفير احتياجاتها وقال -صلَّ الله عليه وسلم-:(ألا وحقُّهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن)
هذا وقد ربط النبي صلَّ الله عليه وسلم بين الخيرية وبين الإحسان إلى المرأة والأهل بقوله:(خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهلي) .. ومنه نفيه الخيرية عن الرجال الذين شكتهم زوجاتهم إلى النبي -صلَّ الله عليه وسلم- لسوء معاملتهم فقال:
(لقَد طافَ بآلِ محمَّدٍ نِساءٌ كثيرٌ يَشكونَ أزواجَهُنَّ ليسَ أولئِكَ بخيارِكُم)
وأكَّد الإسلام على أن ما بين المرأة وزوجها أعظم من العاطفة المؤقتة، ويُشدِّد الإسلام على ضرورة مُعاشرتها بالمعروف، وكراهية طلاقها من غير سبب أولِهفْوةٍ أوخطأ طارئ غير مقصودٍ بَدَر منها.
لذا علينا أن نتحلى بأخلاق قدوتنا وحبيبنا ورسولنا الكريـم صلَّ الله عليه وسلم
فقد كان يُعامِلُ زوجاته أفضل مُعاملة،
وجاء في قول زوجته عائشة -رضي الله عنها- عن مُعاملته لَهُنّ إنه كان أكرم الناس خُلُقاً، وكان ضحّاكاً بسّاماً، كما أنه كان يقوم بالعمل معهنّ ومُساعدتهنّ في أعمال البيت، وكان يخدم نفسه بنفسه، ولا يصرخُ في وجوههنّ، أويطلُب منهنّ خدمته، ويجلس معهنّ، ويأخُذ بِمشورتهنّ، ويُسامِرُهنّ، ويستمع لِحَدِيثهنّ
ونذكر الجميع بحديث رسولنا الكريم عن ابن عمر : (كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته) الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته؛ فكلكم راع ومسئول عن رعيته .
فاتقوا الله عباد الله في رعاياكم لإنكم سوف تُسألون عنهم أمام الله ..


















