الفلانتين
مع اقتراب الموعد المحدد للاحتفال بعيد الحب في الرابع عشر من فبراير و هو عيد الحب العالمي الذي يتم الاحتفال به عالميا فهو أحد التقاليد التي تتم بشكل سنوي في كافة أنحاء العالم والتي يهتم بها الكثير من الناس للتعبير عن حبهم لمن يشاركوهم تلك المشاعر
ومن المتبع ان يتم الاحتفال بهذه المناسبة مرتين في كل عام مرة في شهر فبراير ومرة في شهر نوفمبر الذي يطلق عليه اسم عيد الحب المصري الذي تم التفكير به من قبل مصطفي امين منذ ان راي متوفي يسير ولا يسري خلف جنازته غير ثلاثة رجال فقط
وعندما سال عن السبب ذكر ان هذا الرجل المتوفي لم يكن احد يحبة
ولذلك قرر أن يحدد يوم للاحتفال بعيد الحب حتي تتصافي القلوب مع بعضها البعض ولا يشعرون بالمزيد من البغض والكره فيما بينهم البعض.
ويرجع الاحتفال بالفلانتين في شهر فبراير الي حادث القرن الثالث الميلادي عندما كان يقوم بحكم الامبراطورية الرومانية كلايدبس الثاني والذي امر بتحريم الزواج على كافة الجنود في جيشة وذلك حتي لا يشغلهم عن الحرب التي تخوضها الامبراطورية في هذا الوقت
ولكن جاء القديس فالنتين من أجل التصدي لهذا الامر وقام بعقد زواج الجنود بشكل خفي وحينما عُرف الامر امر الامبراطور باعدامة في 14 فبراير عام 269 ميلاديا
ولذلك تم تخليد هذا التاريخ لتخليد ذكري القديس فالنتين.
و أيا كانت قصة هذه المناسبة فالمهم أن نستثمرها .. و ذلك بفهم الحب بمعناه الواسع ، الذي يشمل كل ما هو حق و خير و جميل ، لا المعنى الضيق المتمثل في الحب بين ابناء أدم و بنات حواء .. و الذي يمثل جزء من الكل ..
و لتكن هذه المناسبة فرصة لتجديد المحبة
و المودة بيننا جميعا .. و نعيد فتح الأبواب المغلقة التي أوصدتها فاعليات الحياة و مشاكلها فكثرت الشحناء و البغضاء و القطيعة .. رغم أن رحلتنا ما بين الميلاد و الرحيل قصيرة .. و علينا أن نتذكر "إذا لم نـزد شيئاً على الحياة، كنّا زائدين عليها"
فلنجتهد لنكون ذا أثر وقيمة في الوجود فيكن ميلادنا و رحيلنا حقيقتين بارزتين في الوجود.
و الحب هو خليط من مشاعر المودة واللطف والإثارة والرغبة وغيرها، تجتاح المرء اتجاه شخص ما أو كائن ما أو حتى اتجاه الجمادات والأفكار والأنشطة وما إلى ذلك، وهو المحرك الرئيس نحو الإبداع والفنون والعلاقات الإنسانية الطيبة
وكلمة حب تحمل في طياتها العديد من المعاني التي لا حصر لها .. فهناك حب الله ورسوله و هو أحد الأمور التي فُرضَت على المسلم لأنّ إيمانه لا يكتمل إلّا به فهو من شروط الإيمان و هو أعظم حب ..
و هناك الحب العاطفي .. و حب العائلة ..
و حب الاسرة .. و حب الجيران .. و حب الاصدقاء و الزملاء ..و الحب في الله و كل هذا ما نود التأكيد عليه في هذه المناسبة لننعم بالسعادة النفسية
و علينا ترجمة مشاعرنا تجاه كل من حولنا بالتعبير عنها بشكل شفوي من خلال كلمات تشير إلى تلك المشاعر المخفية في القلوب
تطبيقاً لقول رسولنا الكريم :
( إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه )
رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث صحيح.
و يمكن ايضا ترجمة مشاعرنا بشكل عملي لمن نحبهم بتقديم الخدمات والمساعدات ومختلف الأمور التي يمكن فعلها في المواقف المختلفة و التي يكون من نحبهم في أمس الحاجة إلى يد تمتد إليهم تساندهم و تشد من أزرهم ليعبروا المحن التي تصادفهم.
عملاً بقول رسولنا الكريم صلَّ الله عليه و سلم :
«وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
و هناك لغة الهدايا حيث إن الحب لا يخلو من الهدايا التي قد تكون مادية أو معنوية فالهدية هي رمز من رموز الحب ..
و لا يخفى عليكم أهمية الهدية في تأليف القلوب، وتعميق أواصر المحبَّة .
و في هذا قال رسولنا الكريم : صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى وَسَلَّمَ: «تَهَادُوا تَحَابُّوا» وَهُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ رواه أبو هريرة .


















