حتي لا ينسي التاريخ يوافق اليوم ذكري استشهاد الكاتب الكبير يوسف السباعي
سامح طلعت المصريين بالخارج
فارس الرومانسية و صاحب النهاية المأساوية
ماذا سيكون تأثير الموت علي؟ و على الآخرين ؟ لا شيء ستنشر الصحافة نبأ موتي كخبر مثير ليس لأني مت بل لان موتي سيقترن بحادثة مثيرة و كأنه توقع نهايته المأساوية عندما كتب هذه السطور في روايته طائر بين المحيطين
عام 1971 .
كان يوسف السباعي شخصية سهلة منبسطة ..مرحة و فكاهية كان قوي الارادة لديه القدرة على ابتكار الحلول و الاهداف و يقول عنه ثروت اباظة استطاع يوسف السباعي ان يجمع القدرة الخلاقة على انشاء الفكرة و القدرة الجبارة على تنفيذها
هو يوسف محمد عبد الوهاب السباعي ولد في 17 يونيو 1917 و تخرج من الكلية الحربية 1937 و عمل مدرسا فيها ثم مديرا للمتحف الحربي عام 1952 .و رقي الى رتبة عميد .
كانت اعماله تتميز بالرومانسية مثل بين الاطلال . رد قلبي اني راحلة . نادية و اخرى تنطوي على رؤية فلسفية مثل السقا مات .أرض النفاق و اعمال اخرى حفرت مكانها في وجداننا مثل نحن لا نزرع الشوك .ام رتيبة
نال جائزة الدولة التقديرية عام 1973 ، و عددا كبيرا من الاوسمة . رأس تحرير عدد من المجلات و الصحف منها الرسالة الجديدة و اخر ساعة و المصور و جريدة الاهرام . عينه الرئيس السادات وزيرا للثقافة ، و ظل يشغل منصبه الى ان اغتيل في قبرص عام 1976 بسبب تأييده لمبادرة السادات بعقد سلام مع اسرائيل على الرغم ان الاديب المصري الكبير لم يتخل يوما عن مناصرة القضية الفلسطينية سواء في مقالاته الصحفية او اعماله الادبية مثلما كتب في رواية "ابتسامة على شفتيه" على لسان البطل قائلا : "القدس كالقاهرة كعمان كدمشق كبغداد ، اننا نؤدي واجبنا في كل مكان ، ان القدس عزيزة على كل مصري معزة القاهرة و للفلسطيني و لكل عربي و نحن نخوض المعركة في كل جبهة...رحم الله الأديب الكبير .
إغتياله :
بينما كان في طريقه إلى قاعة إجتماعات مؤتمر التضامن المنعقد في فندق هيلتون بالعاصمة القبرصية أطلق عليه شخص ثلاث رصاصات في رأسه فأرداه قتيلاً بينما كان يهم بدخول قاعة الإجتماع في الطابق الأول من الفندق في الساعة الحادية عشرة و الربع صباحاً على حين قام شخص آخر بتغطية القاتل مهددا الموجودين في قاعة المؤتمر بالقنابل اليدوية و قاموا باحتجاز عدد من أعضاء المؤتمر داخل كافتيريا الفندق تحت التهديد المباشر كان من بينهم وزير داخلية قبرص و رئيس الحزب الإشتراكي القبرصي و ذكر القاتلان أنهما ينتميان لجبهة الرفض و أن سبب الإغتيال هو تأييد السباعي لمبادرة السادات بعقد سلام مع إسرائيل منذ أن سافر إلى القدس سنة 1977
عاد جثمان الفقيد إلى مصر ليواري الثرى في وطنه و أقيمت له جنازة عسكرية ..
رحم الله الفارس و الأديب و السياسي يوسف السباعي .