×
10 شوال 1445
18 أبريل 2024
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي
مقالات

حينما تكون التجربة خير معلم : أوروبا مثالًا!

المصريين بالخارج

ليس هناك أكثر من التجربة أثرٌ في نفس الإنسان، فكل تجربة يخوضها تعادل بل تفوق في أثرها وتأثيرها مئات مما يلقى عليه من نصائح وحكم، ومن ثم فهذه التجارب تترك في نفس صاحبها خبرات عميقة، ونتائج صحيحة.
وإن كان هذا ينطبق على الأفراد فهو عينه ينطبق على الجماعات والأمم، فكل تجربة تخوضها أمة من الأمم وجماعة من الجماعات إنما هي رصيد من النتائج تلك التي يجب أن يبنى عليها في مقتبل الأيام والسنين.
وتتفاوت الأمم في الاستفادة من تجاربها، كما يتفاوت الأشخاص، فالأمة الواعية، كما الإنسان الذكي، تنظر في تجاربها نظرة فاحصة متأملة عميقة، فتدارسها دراسة موضوعية لمعرفة أسباب حدوث تلك التجارب، والنتائج التي خرجت عنها، وتقيّم ما خاضته تقييما موضوعيا، لا مبالغة فيه ولا تهوين، ليس ذلك فحسب، بل الأمة الواعية، كما الإنسان الواعي، تذهب أكثر من ذلك فتستفيد إفادة كبيرة من تجارب الأمم الأخرى، فتجارب جميع الأمم هي ميراث إنساني مشترك.

لقد استطاعت الدول الأوربية، بعدما مرت بفترة من الصراع والتناحر والحروب المهلكة، أن تصل إلى صيغ تضمن لأهلها والمقيمين فيها حياة كريمة، آمنة، لأنهم تعلموا، ليس من تجاربهم فحسب، بل من تجارب الآخرين، لأنهم أمم واعية، فبعدما بلووا الحروب، وتجَرَّعوا مرارتها، وخلَّفت ملايين القتلى وملايين الجرحى، وتركت البلاد خرابا يبابا، نظر هؤلاء القوم العقلاء! ليجدوا بعد أن تلوثت أياديهم بالدماء، نفوسهم وقد ملأتها الحسرة والحزن والألم على ذلك، وأيقنوا أنه لابد من اتخاذ طريقا جديدة، فاتخذوا قرارا لا رجعة فيه بتطليق الاستبداد طلاقا بائنا، والعمل من أجل الحياة، ونبذ العنف، وقهر الموت.

إن أهم شيء لجأ الأوربيون له هو العقل، فعلموا، يقينا، أن ما يملأ ذهن الإنسان من أفكار وقناعات وإيمان هو الذي يحركه، ويدفعه للفعل، بهدف الوصول إلى ما يفكر فيه، وتحقيق ما يؤمن به، وتنفيذ ما يقتنع به، فإذا آمن العقل بفكرة التعايش المشترك، فإنه يسعى ويعمل على الحفاظ على القواسم المشتركة التي تجمعه بأخيه الإنسان، وهو ما احتاج الأوربيون أن يغرسوه في نفوس أبنائهم، فاهتموا بصناعة الإنسان بمفهومه الأشمل، الذي يصطبغ بالصفات الإنسانية، فحرَّم المجتمع الأوربي النظرة العنصرية، وكرَّه النظرة الطائفية، وجرَّم كل ما من شأنه أن يفرِّق بين أبناء مجتمعه على أسس طائفية أو عرقية أو مذهبية أو جنسية، تلك الفروقات التي تشحن المجتمع بالبغضاء، وتصبغ البلاد بالتعصب، وتملأ القلوب بالغل والحقد، فتُذْهِبُ منه الطمأنينة والسلام والمحبة.
كان التعليم هو السبيل الأول لكي يعيش المجتمع الأوربي في سلام وأمن، حيث عمل التعليم، في أوربا، على تحرير العقل من قيود ضيقة مازال يدور فيها في مجتمعات أخرى على رأسها وفي قمتها مجتمعاتنا العربية، حيث مازال الإنسان يُقيَّم حسب عقيدته مرة، وطائفته أخرى، ومكانته الاجتماعية ثالثة، وبيئته رابعة، ولونه خامسة، وكل ذلك يخلق حالة صراع تودي بالمجتمعات ذاتها، قبل أن تودي بحياة البشر منها.

لا يمكن أن تجد التعليم الأوربي، النمسا مثالا، متضمنا نظرة مُسْتَعْلِية، ولا يمكن أن تقرأ في أحد الكتب الدراسية ما يصب في خانة العنصرية، ولا تجد موضوعات منتقاة بحيث تُمَجِّد عنصرا وتُحَقِّر آخر، لا من نفس أبناء المجتمع، ولا من الأجناس الأخرى في العالم، لقد استطاعوا أن ينتصروا للعقل وأن يعلوا المنطق، فاستقام الفهم، واستقامت معه الحياة التي تُعْلِي القيم الإنسانية، وتنبذ كل أنواع التعصب والطائفية، فانْتَفَتْ بالتبعية الصراعات، التي مازالت تعاني منها تلك الدول التي أهملت المفاهيم الصحيحة لقيم التعايش، وخلت برامج تعليمها من السمو بالعقل البشري الذي لن يحدث إلا بإعلاء تلك القيم.

هذا الإهمال الذي جعل منطقة كمنطقة الشرق الأوسط، وهي مهد الحضارات وموطن الأنبياء، هي الأقل سلاما وأكثر خطرا في ظل الصراعات المشتعلة في منطقة الشرق الأوسط، حسب مؤشر السلام العالمي Global Peace Index، وفقا للتقارير السنوية المختلفة.

وفي الجانب الآخر من شاطئ البحر المتوسط الذي يفصل منطقتنا العربية عن أوروبا تجد الجانب المشرق الذي عمل من أجل التعايش والسلام لأبناء وطنه، فلم يذهب عمله سدىً، بل أحيى صانعوه في سلام وأمن وهذا ما يؤكده أيضا مؤشر السلام العالمي حيث يؤكد المؤشر أن أوروبا تعد واحدة من أكثر بقاع الأرض أمناً في العالم، وتحتل دولها دائما قائمة أكثر الدول أمنا في العالم.

استطلاع الرأي

أسعار العملات

العملةشراءبيع
دولار أمريكى​ 29.526429.6194
يورو​ 31.782231.8942
جنيه إسترلينى​ 35.833235.9610
فرنك سويسرى​ 31.633231.7363
100 ين يابانى​ 22.603122.6760
ريال سعودى​ 7.85977.8865
دينار كويتى​ 96.532596.9318
درهم اماراتى​ 8.03858.0645
اليوان الصينى​ 4.37344.3887

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,069 شراء 2,114
عيار 22 بيع 1,896 شراء 1,938
عيار 21 بيع 1,810 شراء 1,850
عيار 18 بيع 1,551 شراء 1,586
الاونصة بيع 64,333 شراء 65,754
الجنيه الذهب بيع 14,480 شراء 14,800
الكيلو بيع 2,068,571 شراء 2,114,286
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الخميس 10:47 مـ
10 شوال 1445 هـ 18 أبريل 2024 م
مصر
الفجر 03:53
الشروق 05:25
الظهر 11:54
العصر 15:30
المغرب 18:24
العشاء 19:45