×
11 ذو القعدة 1445
19 مايو 2024
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي
مقالات

رامي علم الدين يكتب ”خريف الخلافة”

المصريين بالخارج

تلوح في الأفق نسائم مصالحة، وتقارب مصري تركي، لا شك أن المرونة لا غني عنها فى العلاقات السياسية الدولية، ووقت التفاوض كل طرف له الحق فى قبول أو رفض ما يطرح على الطاولة، نحن دولة سلم لا دولة حرب ، نسعى للحفاظ على حقوق شعبنا المصري وثرواته ، وحفظ أمننا واستقرارنا، وتعزيز مصالحنا في المنطقة، نتحرك بما يتفق مع مصالح مصرنا الغالية، سعي القوي المختلفة نحو التواصل معنا يبرهن أننا دولة قوية ومحورية في المنطقة وندرك كيف نعمل من أجل توازن مصالحنا، ومصلحة شعبنا وأمتنا، مصالحنا الحيوية هي مانحرص للحفاظ عليه بدبلوماسية عتيقة ومعتدلة، دون الجور على حقوق الآخرين، لسنا دولة تابعة تضطر أن تجامل هذا في نزاعه أو ذاك في خصومته مع الآخرين، في السياسة الخارجية المرونة قوة، ومصر لديها دبلوماسية عتيقة.


العلاقات التجارية مع تركيا التي إنتقدها الكثيرون وطالبوا بقطعها، كانت إحدي أوجه قوة الموقف المصري خلال الأزمة مع تركيا، وإحدي وسائل الضغط السياسي داخل تركيا
وإلا كان صانع القرار قطعها في بداية الأزمة، العلاقات الحالية بين مصر و تركيا هي "تجارية" بحتة، مع السماح ببعض البعثات الطلابية للدراسة في تركيا، ومع محاولات التقارب التركي ستنتقل إلى المستوى "الجيوسياسي"، أما العلاقات "الدبلوماسية" الكاملة فتحتاج إلى إلتزامات لا تستطيع
تركيا الوفاء بها إلى مصر أو دول الشرق الأوسط التي تسعى لإستعادة العلاقات معها في الوقت الحالي، بعيداً عن العاطفة
مايحدث لا نستطيع إختزاله في هرولة تركيا وحرصها على إتمام المصالحة قبل انعقاد جلسة الاتحاد الأوروبي مارس الجاري، حسابات يتوجب التعامل معها بحذر شديد، المبادرات التركية للتصالح أو التفاهم مع مصر ربما كانت متأخرة جداًلعبت فيها متغيرات مفاجئة دوراً حاسماً، الجانب التركي مراوغ، التعامل معه يستلزم الحذر والصرامة.


تركيا تريد إستعادة فورية لعلاقتها بالسعودية والإمارات ، لإستعادة التبادل التجاري المفقود، وإيقاف نزيف الخسائر الاقتصادية، وانهيار سعر الليرة التركية، كم أنها تعاني من العزلة الدولية، وفتور في الدعم الأوروبي والغربي، وتخشى توقف العلاقة نهائياً مع مصر خوفاً من توقف صادراتها، لارغبة حقيقية لدى تركيا في التعامل مع الدول العربية -ما عدا قطر-
من باب الحفاظ علي التحالف، وعلاقة تركيا بالعرب تختزل في إما لمطامع إقتصادية أو توسعية، الملاحظ وسائل الإعلام اليونانية والتركية تجتهدان لإثبات أن ولاء مصر لبلادها بالنهاية، مصر حليفة اليونان ،لم تعتد على أي حقوق لتركيا بالمتوسط، لكنها قبلت "لمواجهة الإتفاق التركي الليبي" إتفاقاً بحرياً مع اليونان، لكنه إتفاق جزئي قابل للتعديل مستقبلاً، القاهرة تبحث عن مصالحها بعيداً عن الصراع التركي اليوناني وفي بحثها هذا تتعامل ببرجماتية واضحة، وأردوغان يفعل المستحيل لتقويض تحالف اليونان المتنامي مع الخليج ومصر .

علاقات الدول يحكمها المصالح ، ولا مانع من إصدار تصريحات مجاملة بالوقوف حكومة وشعباً مع الأشقاء، وضع إمكاناتنا تحت تصرف تلك الدولة الشقيقة، نترك التقييم لمن يملك المعلومات والقرار، مبادرات المصالحة الجديدة التي نتابعها في المنطقة العربية ، إنما تعبّر عن مستوى الضيق الذي وصلت له أطرافها الرئيسية، فكرة المصالحة نسبة نجاحها ومصداقيتها، ودوافعها غير المعلنة يبدو لنا كرد فعل لمواجهة ظرف طرأ علي الموقف، لم نستطع كعرب حتي اللحظة أن نحسم القضايا المعلقة، دائماً المشكلة يتم خلقها من الخارج المهيمن، والحل يأتي أيضاً ممن خلقوا المشكلة والمتاعب، وبنكهة تحمل قنابل موقوتة فيظل أصحاب المشكلة يتخبطون أمام مابدا لهم حلاً هو أقرب للخلاف، الدول العربية خير مثال :-
- "ليبيا" مشكلة مستعصية علي الحل بدأت بعد تشكيل الحكومة، ونزاع القوى حول ثرواتها.
- "اليمن" يكتوي بناره أهله وشظاياه طالت المملكة .
- "سوريا" من موّل تدميرها وجاهد لتقويض أركانها ينادي بعودته اليوم للحضن العربي "الملئ بالأشواك".
- " لبنان" قرأت عليه الفاتحة، أزمات طاحنة، ووضع اقتصادي مرير ينبأ بالافلاس.
- " العراق" يمر بأسوأ فترات تاريخه، وأصبح في متناول الحشد الإيراني.

تصريحات متحدث الخارجية الأميركية "نيد برايس" :
لن يكون هناك شيكات على بياض سواء لحليف مقرب أو منافس حينما يتعلق الأمر بمبادئنا وقيمنا الأمريكية ، الأمين العام للأمن القومي الإيراني "علي شامخاني" يعترف بكل وقاحة لصحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية أن العراق، وسوريا، واليمن، ولبنان، مجرد مشاريع تجارية لتعزيز الوضع الإقتصادي الإيراني، بينما خرجت تركيا علينا بحديث عن بدأ محادثات ستجريها مع اليونان يومي 16 و17 مارس المقبل ، إختيارات هذا التاريخ لأنه بعد أسبوع سيجتمع المجلس الأوروبي، لإتخاذ قرارات تجاه تركيا علي ضوء تطورات موقفها في شرق المتوسط، اليونان تعلم أنها مجرد طُعم والإتحاد الأوروبي يدرك جيداً نوايا وتحركات تركيا شرق المتوسط كونها تشعر بعزلة قاتلة في الوقت الحالي، تركيا أبدت موافقتها على شروط مصر الثمانية والتي تم طرحرها كشرط أساسي للتفاوض، والتي نقلها رئيس المخابرات الفرنسي لأردوغان لكي توافق مصر على تحسين العلاقات مع تركيا ومن أهم بنود الشروط :
- ترسيم الحدود مع اليونان وقبرص.
- تسليم الهاربين بأحكام قضائية إلى مصر.
- عدم الموافقة على إنضمام تركيا لمنتدي حلف غاز المتوسط قبل ثلاثة أعوام مع موافقة قبرص واليونان.

مصر تضغط على النظام التركي "بقسوة" في الملف الليبي، بينما عرضت تركيا الوساطة في ملف سد النهضة الإثيوبي، لتقريب وجهات النظر بين دول المصب الإثنين والجانب الإثيوبي المتعنت ، لاشك أن اليونان قلقة من بوادر مصالحة تركية مصرية، وأرسلت وزير خارجيتها للقاهرة لإستطلاع الأمر، اليونان إستثمرت القطيعة بين مصر وتركيا لتعزيز موقفها في صراع شرق المتوسط، وسائل إعلام يونانية إنتقدت بشدة فكرة أن مصر أثناء طرحها مزايدات للتنقيب قد راعت الحدود التي وضعتها تركيا لجرفها القاري، وهنا شكرت تركيا مصر لهذه اللفتة، بينما صحيفة "تانيا" اليونانية عنونت الموضوع : "اللعبة الخبيثة لمصر مع تركيا" !

نعم .. التحالف التركي المصري لو تحقق سيحدث إنقلاباً في موازين القوى بالمنطقة الشرق أوسطية، واحتمالات نحاجه في الظروف الراهنة ربما يرفضها العقل، خريطة تقسيم غاز المتوسط، وملفات عديدة شائكة في المنطقة العربية، تحتاج للحوار، لكن هل تنتظر تركيا بعد سنوات من الهجوم أن تستقبل مصر مبادراتها دون تعهدات بالترحاب؟

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الأحد 02:17 صـ
11 ذو القعدة 1445 هـ 19 مايو 2024 م
مصر
الفجر 03:19
الشروق 04:59
الظهر 11:52
العصر 15:28
المغرب 18:44
العشاء 20:13