ما بين الموت والحياة .......بقلم حسن بخيت
حسن بخيت المصريين بالخارجالموت هو الحقيقة الوحيدة التي يؤمن بها كل البشر، ولم يختلف على وقوعه أحد ،، وعلى الرغم من هذا الإجماع الشامل إلا أن وقوعه لا يزال دائما حدثا مزلزلا ثقيل الوطئة على كل النفوس مهما كانت قوة ايمانها ،، فيا لك من مسكين ايها الأنسان تدعى أنك تمتلك القوة وأنت أضعف المخلوقات وتغتر بصحتك وعافيتك والمرض عنك ليس ببعيد ..
ففيروس ضعيف جعلك قرابة عام كامل تلزم بيتك ولا تستطيع الخروج الا بحساب ،، وتظن أنك ملكت الدنيا بأموالك ونفوذك وستعمر فيها ،، وأكثر مما عشت فيها لن تعيش.., وتنسى الموت وهو منك قريب... أنه الموت المؤلم الموجع بالنسبة لنا جميعا ،، فكثيرًا ما تمر على الإنسان لحظات يشعر فيها أن هذه الدنيا لا تساوي شيئًا، ربما بسبب موقف ما، أو حدث غير مجرى تفكيره وحياته ، وما أظن أننا سنواجه لحظات او تمر علينا مواقف أصعب من ما نعيشه اليوم جميعا من لحظات الخوف والزعر من فيروس كورونا ،، بجانب حالات الوفيات التي نراها او نسمع عنها كل يوم ما بين موت بكورونا أو بغيره ..
تلك المواقف قد تجعل الانسان يكتشف الدنيا على حقيقتها التي كان يتجاهلها، ليزداد يقينًا بأنها لا تستحق كل ما يفعله من أجلها ! ،، فكل إنسان ـ بعد وصوله إلى مراحل الوعي الأولى ـ يعرف ويدرك تلك الحقيقة، لأن الموت يقين لا شك فيه، ولا فرار منه.. فالموت ناموس الطبيعة الذي يتحقق أجلًا أو عاجلًا، ولابد منه في آخر المطاف.
فما بين الموت والحياة لحظة مهما طالت لنا او قصرت فانها منتهية لامحالة ، احبب من شئت فانك مفارق و عش ما شئت فانك ميت ، هكذا اخبرنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فما بين الحياة والموت نفس يتردد وقلب يتحرك .
ما بين الحياة والموت دنيا الانسان وعمره يفنيه ما بين خير وشر ، ما بين حسنات وسيئات ، يربح فيها من غلبت حسناته على سيئاته ، ويخسر فيها من ثقلت سيئاته على حسناته ، لأن الموت يأتي مقتحمًا، لينهي كل شيء، سواء أكنَّا مستعدين له، أم غافلين عنه، لأنه يظل قابعًا خلف الأبواب
تعددت الأسباب والموت واحد ، فليست القضية في أن نموت ، فالموت حق على الجميع ، ورحمة الله وسعت كل شيء ،، ولكن القضية كيف نموت ؟ ومتى نموت ؟ وأين نموت؟
اللهم أحسن خاتمتنا، اللهم توفنا وأنت راض عنا، اللهم هون علينا سكرات الموت، اللهم اغفر لآمواتنا ولمن له حق علينا، اللهم اغفر لموتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة وماتوا على ذلك... لا حول ولا قوة الا بالله .. وإنا لله وإنا اليه راجعون
موافقة
رفض