حسن بخيت يكتب : ” عندما تتحدث مصر عن نفسها ”
حسن بخيت المصريين بالخارجأنا إن قدَّر الإله مماتي
لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي
ما رمــاني رامٍ وراح سليمًا
من قــديم عناية الله جندي
كـم بغـت دولـة عليّ وجـارت
ثم زالت وتلك عقبى التعدي
عندما سطر الشاعر الكبير "حافظ إبراهيم " قصيدته الخالدة «مصر تتحدث عن نفسها»، كان يفاخر بمصر العظيمة إبان وقفات التحدي الشامخة أمام المستعمر البريطاني، ويبرز الحضارة المصرية قديمها وحديثها، فبدأ قصيدته ببيتين يقول فيهما:
وقف الخلق ينظرون جميعاً
كيف أبني قواعد المجد وحدي
وبناة الأهرام في سالف الدهر
كفوني الكلام عند التحدي
تغنت كوكب الشرق أم كلثوم بهذه القصيدة بداية الخمسينيات من القرن الماضي، وكأنها تقول للجميع، إن مصر خالدة بخلود نيلها وبقاء أهراماتها، وقوة جيشها ، وصمود وعزيمة شعبها .
بالفعل، مصر تتحدث عن نفسها، فهي التاريخ ، وهي الحضارة والمجد، وهي مقبرة الغزاة على مر التاريخ ، هي أم الدنيا التي مهما قلت عنها لا يمكن أن أوفيها حقها ، ومهما كتبت عن تاريخها، فلن أجد من مصطلحات اللغة ما أستطيع أن أعطيها قدرها ..
وها هو حدث نقل ٢٢ مومياء لملوك مصر القديمة من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية الذي جري منذ قليل ، وشاهده العالم كله يعكس أن مصر تسير على الطريق الصحيح.
فكافة الملوك والملكات الذين جري نقل مومياواتهم من أعظم ملوك العالم من آلاف السنين وحتى اليوم، وهم نموذج لأعظم ما ورد في التاريخ المصري الفرعوني ،،فمصر تحتل المركز الأول على مستوى العالم من حيث عدد الملكات الذين حكموا الدولة منذ آلاف السنين وحتى اليوم، وهم من أعظم الملكات الذين عرفهن التاريخ، وأهمهن الملكة نفرتاري وحتشبسوت
إن ما قدمته مصر اليوم ، وهذا الحدث العظيم والتنظيم الرائع أعظم حدث في التاريخ المعاصر، وسوف يعيد إبهار العالم بأصول قوتها الناعمة التي ظلت حديث الكل على مر عصور التاريخ. ،، فعالمية الحدث وتنظيمه وألوانه وعناصر الإبهار البصرية من خلال الصورة اليوم يؤكد للعالم كله أن مصر المعاصرة والحديثة هي دولة استثنائية تستمد أصولها من تاريخ وكيان يضرب بجذوره في أعماق الحضارة والتاريخ وأن الحاضر بإنجازاته وإشراقه يعد امتدادا لحضارة قديمة متفردة، ويؤكد لنا أن مصر المستقبل قادرة على أن تبهر العالم مرات عديدة بامتلاكها لكل أصول الدولة القوية علميا وثقافيا وماديا وإنسانيا ، لأنها مصر التاريخ ... مصر الحضارة
حفظ الله مصر من كل سوء ومكروه ...