م.أشرف الكرم يكتب: اعتراضات صاحبنا
المصريين بالخارجقال وبسرعة: "إذًا سنرضخ لإثيوبيا"، تعجبت كثيرًا من مقولته، وصافحته ثم مضيت، قالها صاحبنا حين كتبتُ عن أحداث سد النهضة الإثيوبي بملابساته وتداعياته واجتماعاته وتفاهماته وواجبنا نحو كل ذلك.
والذي جعلني أتعجب، هو أنني لم أقل ما يستدعي استنتاج أننا في مصر سنسير إلى الرضوخ والاستسلام للجانب الإثيوبي، ولم أتطرق إلى ما يُفيد بأننا سنسمح بالمساس بحقوقنا ولو بقطرة ماء، حيث أن ما أكدته مصر على لسان فخامة رئيسها لكافٍ بشكلٍ قاطع، على الاستدلال بتمسك مصر الكامل بحقوقها المشروعة من الموارد المائية بنهر النيل، فمن أين أتى "صاحبنا" بتحليله لكلماتي،؟ ثم من أين كان رده عليّ بما تفضل، ؟ !
وقد تتساءل سيدي القاريء المحترم، عن ماهية ما كتبته وقرأه "صاحبنا"، مما جعله يرد بهذا الرد،
وفي الحقيقة ما طرحته هو، أن الذي علينا كشعب مصري هو أن نثق في قيادتنا السياسية والعسكرية والتي تقود ملف هذا السد وما حوله من تعنت إثيوبي، لأن ظواهر الأحداث قد لا تنم عن حقيقة بواطنها، وليس لنا كعامة من الناس، أن نصل إلى بواطن الأمور مما يمكن أن يصل إليه ساستنا وقياداتنا بأدواتهم الدبلوماسية والمخابراتية،
وأن الذي علينا هو الوقوف وراء قياداتنا بالثقة والدعم والمساندة، والمؤازرة بالكلمة الطيبة والدعاء.
فما كان من "صاحبنا" إلا أن استنتج استنتاجه.
هنا، يتوجب علينا أن نحاول فهم هذه التركيبة النفسية التي عند بعض المصريين، ممن لا نشك في نزاهتهم الوطنية، ولا ندّعي أن لهم انتماءاتٍ أيدلوجية أيا ما كانت، إلا أن عددًا ليس بقليل من هؤلاء، قد تمت برمجته منذ سنوات، على أن ما تسير فيه الدولة حتما ستكون نتائجه هي الفشل، وأن ما تعلنه القيادات في أي ملفٍ كان، سيؤدي إلى الخسران لا محالة.
وقد دأب هؤلاء على أن يناهضوا كل توجه للدولة وأن يجابهوا كل خطوة من خطواتها في أي مجال.
ولا أنكر أن تأثيرهم على العامة ليس بقليل، من خلال مناقشاتهم وجدالهم المنبني على ما ذكرناه أعلاه، لدرجة أصبح لدى البعض أن مساندة الدولة "تطبيل" وأن من يشكر أداء الحكومة فيما أجادت فهو من "حملة المباخر".
وأعتقد مليًّا في أن الواجب تجاه هؤلاء، هو فقط تفنيد أطروحاتهم فكريًا ومنطقيًّا أمام العامة على القنوات الإعلامية وعلى شبكات التواصل الاجتماعي التي يستخدمونها، وأن تُبارَز الفكرة بالفكرة والجدليات بالحقائق والواقع.
وأخيرًا، فإننا لن نزداد إلا اقتناعًا بأن واجبنا الذي لن ننفك عنه سيظل هو الوقوف مع قرارات الدولة ومساندة رؤية القيادة المصرية رغم ما قاله "صاحبنا" وما سيقوله من هم مثله.