الجريمة المنظمة العابرة
كتب. محمد العقلاء المصريين بالخارج
تعتبر الجرمية المنظمة العابرة للحدود من أهم التحديات التي تواجه الدول ّكافة وذلك لأنها تشكل أخطر أنماط الجرائم في العصر الحديث
فالقرصنة البحرية وغسيل الأموال والاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين وتهريب المخدرات وجرائم الحاسوب من (قرصنةٍ واختراقٍ غير مشروعٍ لأنظمة الغير وتقليد البرامج أو نسخها أو تدميرها)، وجرائم النصب والتزوير والأنشطة الإرهابية، والاتجار بالأسلحة المحظورة وتهريب الآثار، والاتجار غيرالمشروع بالأعضاء البشرية اعمال تنشر الفوضى وتهدد الأمن الإقليمي والعالمي فمخا طرها وآثارها لا تقتصر على الدول التي ترتكب فيها فقط، بل تتجاوز الحدود الإقليمية لدولة واحدة لتشمل أقاليم دول عديدة، حيث تهدد استقرار العلاقات الدولية والأمن الداخلي للدول فالإجرام المنظم لایعترف بالحدود السیاسیة للدو ل والواقع یثبت أن الجریمة المنظمة العابرة للحدود سائرة في طریق النمو و أن الأنشطة المرتكبة في سیاقها تزید یوما بعد یوم، وفي المقابل تسعى الدول جاهدة إلى الوقایة من هذه الجریمة ومواجهتها.
أن الجريمة المنظمة تشكل تهديدا مباشرا للأمن و الاستقرار على الصعيدين الوطني والدولي وتمثل هجوما مباشرا على السلطة السياسية والتشريعية بل تتحدى سلطة الدولة نفسها وتهدم المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية وتهدد مصالح و سلامة وامن الأفراد والمجتمع.
لقد اصبح العالم اصغر كثيرا مما يبدوا عليه بفضل التطور الهائل في التكنولوجيا وسرعة نقل المعلومات وتبادلها عبر ووسائل التواصل المتنوعة .
وأن من المؤسف أن تكون عصابات الجرمية المنظمة العابرة للحدود في طليعة المستفيدين من التقدم العلمي والفني الهائل الذي طرأ على العالم في الآونة الاخيرة بل كثيرا من هذه العصابات تمتلك من التقنيات المتقدمة بل وشركات صناعة البرامج الحاسوبية مالا تملكه العديد من الدول لذا تشهد الجریمة تطورا متسارعا باستخدام التقنية حتى اصبحنا نراها على قدر كبیر من التخطیط و التنظیم القائمین على التحكم في السلوك الإجرامي وتوجیهه مستعينة بتلك الوسائل والتقنیات المتطورة فانتقلت بذلك الجریمة من جریمة تقلیدیة إلى جریمة منظمة تتماشى مع تطور المجتمعات البشریة وتعقد نظم حیاتها وتشابكها فبعدما كانت تتم ببساطة وعفویة وباستعمال وسائل وأسالیب تقلیدیة اصبحت الجرمية المنظمة تحقق أهدافها وتجني الأرباح الطائلة متسلحة بوسائل غير مشروعة كالعنف والفساد والتهديد والابتزاز والرشوة والإيذاء والخطف ثم تطور الامر ليظهر في صور إجرامية حديثة تعتمد فيها العصابات الإجرامية على الحسابات الآلية وشبكة المعلومات الدولية.