لله يا محسنين .. جملة على لسان المتسولين ..
د.عبدالله هيكل المصريين بالخارجالظاهرة التي انتشرت على صفحات النت ووسائل التواصل الاجتماعي .
فهم يعتمدون على : أمراض أو عاهات أو سوء أحوال أو حتى أطفال . فالمتسول بطبيعة الحال صفة مذمومة .. قال الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم :" مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ ، حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ القِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ" فالمتسول لا يعمل .. ويسعى دائما للنوم والراحة مستغلاً بذلك الظروف لاستعطاف الناس. قال الله تعالي في كتابه العزيز :" فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "
ومن الأحاديث الجميلة للحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم والتي تحثنا على العمل وفضله .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ " فالمتسول يستغل الدين لاستعطاف الناس .. قال الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه :" لا يَفتح إنسانٌ على نفسه بابَ مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر، لأَنْ يَعمِد الرجل حبلًا إلى جبل فيحتطب على ظهره ويأكل منه خيرٌ مِن أن يسأل الناس مُعطًى أو ممنوعًا " فالمتسول يأخذ أموال الناس بغير حق وسيُسأل عنها أمام الله عز وجل لأنه أكل أموال الناس بالباطل ، عن طريق التحايل على الناس. فهناك الكثير من الأسر المتعففة الأكثر حاجة للصدقة ، إلا أنها لا تخرج إلى العلن بقصد طلب العون .
قال الله تعالي :" يحْسَبُهُمُ ٱلْجَاهِلُ أَغْنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَٰهُمْ لَا يَسْـَٔلُونَ ٱلنَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍۢ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٌ " فقد حدد لنا رب العالمين في كتابه الكريم الأشخاص الذين تجوز عليهم الصدقة والمساعدة فيجب علينا أن نتقصى جيداً عناوين هؤلاء الذين يعيشون في تعفف وصمت ولا يقوون على طلب المساعدة لشدة الخجل وعزة النفس .
لذا يجب علينا جميعاً عدم تشجيع المتسولين بالتصدق عليهم وتشجيعهم على العمل الحلال فمن جد وجد ومن زرع حصد ، وانصحهم بألا يأكلوا أموال الناس بالباطل فالله يحب المتوكلين . فقد قال الله تعالي :" وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ " قال الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم :" لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً " فاللهم أَرِنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرِنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، ولا تجعلنا يا ربنا ممن قلت فيهم :" الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا "