×
9 جمادى آخر 1446
10 ديسمبر 2024
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي
مقالات

الاعتداء الصهيوني على الشعب الفلسطيني: خزي وعار ومجد وفخار

المصريين بالخارج

بهجت العبيدي

ليس هناك سبيل إلى تحرير أرض وصون عرض إلا بالمقاومة، ولا طريق لإخضاع العدو أي عدو لتقديم الحقوق إلا ببذل الدم والتضحية بالأرواح، فالأوطان لا تحرر فقط بالجلوس على موائد المفاوضات، لأن المحتل أي محتل هو مراوغ بتكوينه، فما بالنا بالعدو الصهيوني، الذي ليس لسياساته التوسعية مدى، فهو لا يؤمن بحدود لدولته المزعومة، ولعل أوضح مثال على ذلك ما ذكره بن جوريون حينما سُئِل: ما هي حدود دولتكم؟ فجاءت إجابته كاشفة عن مشروعهم التوسعي حينما قال: إن حدود إسرائيل حيث تستطيع أن تقف مدافع الجيش الإسرائيلي.

وليس سرا ولا بعيدا عن ذهن أي متابع أن دولة الكيان الصهيوني أقيمت على رواية "أسطورة" دينية تزعم أن لهم الحق في تلك الأرض التي وعد الله بها إبراهيم "أبا الأنبياء" تلك الرواية التي وأنا أحكيها لابنتي - التي لا تكف عن الأسئلة - اندهشت في أن يكون هناك إنسان عاقل يمكن أن يصدقها أو يقبلها، أو أن يكون هناك طفل تخطى سنينه الأولى أن يتبقلها، لقد وصفت تلك الرواية وصفا راق لي حينما ذكرت: كأنك "يا بابا" تحدثني عن فيلم "كرتون" لأطفال لم يصلوا لمرحلة التعليم الابتدائي.

هذه الرواية التوراتية التي يؤمن بها بنو صهيون تجعلهم لا يتورعون في عمل أي شيء مهما كان ومهما اتخذوا من وسائل في سبيل تحقيق هذا الوعد الإلهي، وإقامة الدولة على تلك الأرض الموعودة المزعومة.

ولن نغوص عميقا لا في التاريخ ولن نناقش دقيقا تلك الرواية التي رأت ابنتي أنها تصلح فقط لأن فيلم كرتون، فهذا يعلمه الجميع، ولكننا نقف أمام هذه الاعتداءات السافرة التي تقوم بها قوات أمن العدو الصهيوني والتي فيها من الوحشية ما فيها وفيها من العنف ما فيها وفيها من الظلم الواقع على أهلنا في فلسطين وغزة على وجه التحديد ما فيها، وفيها من الخزي والعار ما فيها، وفيها من التخاذل الدولي والعالمي ما فيها، وفيها من الوقوف في جانب الظالم القاتل المغتصب للأرض ما فيها، وفيها من التجرد من الإنسانية ما فيها.

وإن كان فيها كل ذلك من بشاعة وظلم وتجريد من الإنسانية فإنها على الجانب الآخر أظهرت من التعاطف الشعبي من أبناء الأمة العربية جميعها ومن الأمة الإسلامية كلها ومن أصحاب القلوب الإنسانية ما يجعلنا نؤمن أن قضية فلسطين وفي القلب منها القدس ستظل إلى أبد الإبدين هي قضية القضايا عند كل عربي وقضية كل مسلم وقضية كل من ينبض في قلبه حس إنساني.

وفيها من معاني الشجاعة والفخار والصمود والتضحية من أبطال شعبنا العربي في القدس وغزة ما يجسد الإرادة والتصميم: إرادة البقاء والتصميم على المقاومة وتحرير الأرض ما سيظل على مر السنين نبراسا تستضيء به الأجيال القادمة جيل بعد جيل وما سيبقى عبر التاريخ وقودا لجذوة المقاومة يحملها الأبناء خلفا للآباء ومن بعدهم الأحفاد لتظل القضية حية في نفوس وعقول وذاكرة الأمة مهما طال زمن الضعف العربي الذي لابد له من نهاية، فأمة استطاعت أن تستمر على مدار ١٤٠٠ سنة لقادرة على العودة محررة لأرضها صاينة لعرضها حافظة لمقدساتها.

فإن كانت هذه الأزمة قد كشفت عن جانب مخز فإنها أظهرت جوانب مضيئة ساطعة تبعث فينا كل الأمل وتؤكد أن يوم التحرير آت لا محالة، طالما هناك على الأرض في فلسطين أسود تذود، وأبطال تقاوم، وأمة تدعم عودة الحق المسلوب، هذا الذي هو في حاجة إلى توحيد الصف الفلسطيني الذي هو البداية الحقيقية لعمل كبير تعود به الحقوق: عمل في الميدان، على الأرض المقدسة، فكل أرض فلسطين مقدسة، وآخر على موائد المفاوضات تلك التي لا يمكن الجلوس عليها إلا إن كنا أقوياء نستطيع أن نفرض عودة الحق لأصحابه.

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الثلاثاء 01:16 مـ
9 جمادى آخر 1446 هـ 10 ديسمبر 2024 م
مصر
الفجر 05:08
الشروق 06:40
الظهر 11:48
العصر 14:37
المغرب 16:55
العشاء 18:18