×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

حسن بخيت يكتب عن " مصيبة الموت "

حسن بخيت يكتب عن " مصيبة الموت "
حسن بخيت يكتب عن " مصيبة الموت "


كثيرًا ما تمر على الإنسان لحظات يشعر فيها أن هذه الدنيا لا تساوي شيئًا، ربما بسبب موقف ما، أو حدث غير مجرى تفكيره وحياته ، فيجعله يكتشفها على حقيقتها التي كان يتجاهلها، ليزداد يقينًا بأنها لا تستحق كل ما يفعله من أجلها !

فكل إنسان بعد وصوله إلى مراحل الوعي الأولى ـ يعرف ويدرك تلك الحقيقة، لأن الموت يقين لا شك فيه، ولا فرار منه.. فالموت ناموس الطبيعة الذي يتحقق أجلًا أو عاجلًا، ولابد منه في آخر المطاف ، لأنه حتما على جميع العباد من الإنس والجن ، الصالح والطالح ، جميع الحيوان ، القوي منها والضعيف ،، فلا مفر لأحد منه ، ولا أمان لمخلوق عنه
" كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون "

انه الموت الذى لا يفرق بين أحد من الخلائق ، وقد اسماه الله عز وجل في كتابة ووصفه بالمصيبة .. نعم يارب ، وأى مصيبة أشد من الموت لشدته وصعوبة وقعه على النفس ، وخاصة لو كانت المصيبة في الولد أو الحبيب ، وقد لا تكون المصيبة لمن رحل عن دنيانا - لأنه رحل من هموم الدنيا ومنغصات الحياة ، ترك قصاة القلوب الى رب رحيم كريم ، وانتهى أمره في الدنيا ، أما المصيبة الباقية والمؤلمة لأهله وأحبابه وأصحابه ،، يقول الله تعالى " فأصابتكم مصيبة الموت ،
وأكثر ما يجزع الأهل والأصدقاء، أن الموت يأتي فجأة، من دون وداع.. ورغم هذا اليقين الراسخ بأن الموت هو نهاية رحلة الحياة القصيرة ، إلا أن ما يجعله مزعجًا ، هو تسلله خلسة ليختطف منَّا أعزاءنا واحدًا بعد الآخر، من دون إنذار مسبق.

فما بين الموت والحياة لحظة مهما طالت لنا او قصرت فانها منتهية لامحالة ، احبب من شئت فانك مفارق و عش ما شئت فانك ميت ، هكذا اخبرنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فما بين الحياة والموت نفس يتردد وقلب يتحرك .

ما بين الحياة والموت دنيا الانسان وعمره يفنيه ما بين خير وشر ، ما بين حسنات وسيئات ، يربح فيها من غلبت حسناته على سيئاته ، ويخسر فيها من ثقلت سيئاته على حسناته ، لأن الموت يأتي مقتحمًا، لينهي كل شيء، سواء أكنا مستعدين له، أم غافلين عنه ..

اذا كان الموت مصيبة ، فماذا عن الموت في الغربة؟ إنها المصيبة الأشد والأصعب ،، ولعل الجميع هنا تلقى قبل ساعات تقريبا خبر وفاة الأستاذ " محمد حقار" معلم من الجنسية السودانية رحمه الله رحمة واسعة ، و معظمنا كان تبع جنازته ومراسم دفنه بالمقابر ، وقبل أسابيع كان خبر وفاة المعلمة المصرية "سلوى " رحمها الله رحمة واسعة ، وكالعادة : كل عام نتلقى خبر وفاة فلان وفلان وفلان ، وعلى مدار العام ونحن نودع الأصحاب، ويرحل عنا الأحباب ..

نعم الموت مصيبة لفراق حبيب أو ولد وهو بين أهله ووطنه ،، فماذا نقول عن شباب طامحين إلي تحسين أحوالهم، متفائلين بغد أفضل ومستقبل مشرق ، يتحملون مرارة الغربة، والحفر في الصخر لا البكاء علي الأطلال ، تاركين وطنهم وأهاليهم وأسرهم ، بعيدين عن زوجاتهم وفلذات أكبادهم حتي يعيشوا بكرامة وأمان ويتمكنوا من تحقيق بعض طموحاتهم من بناء مسكن مناسب وتوفير عيشة مناسبة مطمئنة لهم ولأسرهم ، غير أن صفاء الحياة لا يدوم ، بل الحياة نفسها تتحول فجأة إلي نهاية أليمة ومصير مأساوي ، ربما يكون بالإصابة بالمرض ، أو الموت المفزع ، ليدفع المغترب حياته ضريبة لتأمين أساسيات مستقبله وتوفير اللقمة الحلال لأسرة تنتظره وتتلهف اشتياقا لعودته محملا بالهدايا والألعاب لأطفاله فإذا به يعود مسجي في تابوت ومحمولا في نعش علي الأكتاف ، ليعيش الجميع على كابوسا من الحزن والألم ، وما أصعب لحظات الوداع الأخير فى المطارات ، أو المقبرة ، لينتاب الأصدقاء صدمة تعقد الألسنة عن الكلام

تعددت الأسباب والموت واحد ، فليست القضية أن نموت ، فالموت حق على الجميع ، ولكن القضية كيف نموت ، ومتى نموت ، وأين نموت ...

نسأل الله العظيم أن يرحم الجميع برحمته الواسعة ، ونسأله سبحانه - حسن الخاتمة ، وانا لله وانا اليه راجعون

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 05:13 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17