×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

معركة وادي ماجد ملحمة «قبائل مطروح» في وجه الإنجليز

معركة وادي ماجد ملحمة «قبائل مطروح» في وجه الإنجليز
معركة وادي ماجد ملحمة «قبائل مطروح» في وجه الإنجليز

قصص و بطولات مصرية غاب عنها الإعلام
من كفاح الشعب المصري في العصر الحديث

كتب سامح طلعت

مازالت قصة انتصار بدو مطروح على الإنجليز بمعركة "وادى ماجد" عالقة في ازهان ابناء محافظة مرسي مطورح حيث يحتفل أبناء المحافظة بهذه المناسبة من كل عام، فهي ذكرى غالية سطرت فيها القبائل البدوية قصصًا خالدة من البطولات والجهاد ضد قوى الاستعمار الإنجليزي.
وعلى رغم أن إنجلترا وقتها كانت إمبراطورية لا تغيب عن أرضها الشمس، وكانت تعتبر معركة قبائل مطروح معها غير متكافئة، إلا أن النصر كتب فيها لأبناء القبائل المجاهدين، الذين كتبوا أسماءهم بأحرف من نور، ومن بينهم، المجاهد حسين جبريل العاصي
والعمدة يونس الدربالي، والعمدة فرج أبو زهويق، وصالح أبو زوير السمالوسي.

وتعود أحداث المعركة إلى ما بعد الحرب العالمية الأولى، عندما بدأ الإنجليز في تقوية نفوذهم في مصر وبدأوا التدخل في شئون الصحراء الغربية، إذ بدأوا وقتها في تضييق الخناق على البدو وتحجيم تحركاتهم وتنقلاتهم بقصد السيطرة على بوابة مصر الغربية، مما أثار تذمر القبائل من هذا الوضع الشاذ.
ومع بداية شهر نوفمبر عام 1915، عقد اليوزباشي محمد صالح حرب – قائد الهجانة في ذلك الوقت- اجتماعًا مع عواقل القبائل البدوية وتناولوا أمر مواجهة تلك القوة الباغية على أراضيهم، حتى استقر الأمر على تحفيز القبائل وتحريك الحس الوطني لديهم والبدء في أعمال المقاومة، ومن ثم اختيرت منطقة «وادي ماجد» غرب مدينة مرسى مطروح، لتكون قاعدة ارتكاز لهم.
وأعتقد الإنجليز أن تحرك البدو في هذا الاتجاه لإحضار مياه من هذه المنطقة التي تشتهر بمياه الآبار الرومانية وبدأت القبائل تفد من سيدي حنيش ورأس الحكمة ومرسى مطروح في اتجاه الغرب واستقرت فى وادي ماجد المجاور لمرسى مطروح لمده عشرين يومًا.
استشعر الإنجليز الخطر، وكانت سيطرتهم على مرسى مطروح كاملة وكان يمثلهم الجنرال «إسنار» قائد قوات الاحتلال البريطاني بالصحراء الغربية، وروبل قائد منطقة مرسى مطروح، الذي حاول بشتى الحيل أن يجذب سكان الصحراء إليهم، ومن حيله أنه كان يرتدى الزى البدوي ويتحدث باللغة العربية، كما تزوج من سيدة بدوية قسرًا وأدعى إعلان إسلامه على يديها ليوهم البدو أنه أصبح عربيًا مسلمًا.
ذهب حينها قائد الإنجليز «روبل» إلى أحد قادة القبائل فطلب آنذاك التفاهم مع زعماء القبائل لإقناع عرب الصحراء بعدم المقاومة والرحيل شرقي مرسى مطروح، ولكنه أصدر أوامره عكس ما طلب القائد الإنجليزي، وطلب من القبائل الرحيل غربي مرسى مطروح، وفى وادي ماجد اجتمع زعماء القبائل، وأصدروا تعليماتهم إلى القبائل بالتحرك والتمركز في وادي ماجد، وانتهى ذلك صباح الجمعة 10 ديسمبر 1915.
كانت القوات الإنجليزية ما يقرب من 2500 جندي، وتضم 4 قطع بحرية، وعربات مدافع تجرها الخيول، وبعض الأسلحة الحديثة، أما المجاهدون العرب فكانوا يتسلحون ببعض بنادق الخرطوش وبعض الأسلحة التقليدية.
وفي يوم 11 ديسمبر 1915، فاجأ الإنجليز المجاهدين، يقودهم الجنرال «إسناو» وما أن وصلت القوات الإنجليزية منطقة وادي ماجد أطلق المجاهدون النيران وتبادل الطرفان إطلاق النيران وكانت حصيلة قتلي الإنجليز 63 جنديًا.
مع اقتراب مغيب الشمس بدأ الجنرال (إسناو) محاولة لاستمالة البدو لوقف القتال بأن اقترب من المكان الذي يتحصن فيه النساء والأطفال من الرصاص وأخذ يصيح باللغة العربية يا نساء العرب لا تخافن أنا إسناو صديق العرب، وكان المجاهد مجروحًا وبعض النسوة يحاولن تضميد جراحه وعندما اقترب منهم إسناو على جواده وحوله مجموعة من الجنود والضباط أطلق عليه المجاهد رصاصات عدة أردته قتيلًا واستشهد المجاهد ومجموعة من النسوة برصاص الأعداء.
بعد مقتل الجنرال إسناو، ساد الذعر فى قلوب الإنجليز، الذين أخذوا في التراجع تاركين قتلاهم تملأ الوادي وأخذوا معهم خمسة من المجاهدين الجرحى كأسرى، وعادوا إلى قاعدتهم في مرسى مطروح، ثم نقلوهم إلى المعتقل للمحاكمة، واغتنم المجاهدون مجموعة كبيرة من السلاح والخيل وخسروا عددًا من الشهداء إلى جانب الذين أسروا وانتهى اليوم الأول.
وفى اليوم الثاني 12 ديسمبر 1915 قام العدو بهجوم بحري على قرية أم الرخم الخالية من السكان والواقعة قرب البحر شمال وادي ماجد وقصف منازل عدة ثم عادت القوات المغيرة إلى مطروح من دون أن تحقق شيئًا.
وفى اليوم الثالث 13 ديسمبر عاودت القوات الإنجليزية هجومها على المجاهدين في وادي ماجد لينتقموا لمقتل قائدهم الجنرال إسناو، واستمر القتال طوال اليوم وعند العصر ارتدت قوات الأعداء إلى قاعدتهم في مطروح، فانتقل المجاهدون من وادي ماجد إلى منطقة بئر يونس الواقعة على امتداد وادي ماجد غرب مرسى مطروح.
أحسن زعماء القبائل اختيار مكان المعركة فى وادي ماجد الذي يمتد بطول عشرة كيلو مترات من الكيلو 21 طريق مطروح السلوم وينتهى عند مشارف قرية أم الرخم التى تبعد عن البحر بحوالي كيلو متر، بانخفاض كبير عن الهضاب المحيطة به، الأمر الذي لا يسمح باستخدام السيارات المتوفرة العدد، إلى جانب بعده عن البحر يجعل استخدام البحرية من الأعداء غير مؤثر، كما أن الأمطار صنعت في هذا الوادي مجارى تصلح للاختفاء.
وفى الـ8.30 صباحًا أشرفت قوات الإنجليز الكثيفة على شمال وادي ماجد واشتعل الميدان بالنيران من الجانبين استخدمت فيه البحرية والمدفعية والبنادق من الأعداء، وظل القتال محتدمًا طوال النهار وحتى مغيب الشمس، تفوق فيه المجاهدون على الأعداء الذين أصيبوا بخسائر كبيرة قدرت بحوالي 40 ضابطًا وأضعافهم من الجنود إلى جانب أكثر من 150 حصانًا.

وتبقى معركة وادي ماجد، هي الذكرى الخالدة في تاريخ المحافظة، لتكون ملحمة تاريخية، تحكي قصة كفاح ومجد المجاهدين أبناء قبائل مدينة مطروح.

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 05:14 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17