التثقيف الصحي وأثره في تغيير ثقافة المجتمع
كتب : دكتور هشام محمد على
(استشاري التغذيه العلاجيه والطب التكميلي و النباتات الطبيه)
إن التوافق والتوازن الجسدي و النفسي و العقلي يعمل على الوصول إلى جسم سليم خال من الأمراض ، والتوازن الجسدي والنفسي والعقلي عند الإنسان يعني السلام والهدوء الداخلي وعلاقته مع نفسه ومع غيره وتغذيته الصحية الجيدة ، و مشاعره في الفعل و ردة الفعل وفكره ومعتقداته وآراءه ، كلها منظومة صحية واحدة ، إذا كانت سليمة كان الجسم سليماً .
قال الله تعالى ﴿وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ وعن عبد الله بن عباس رضي الله قال ، قال رسول الله صل الله عليه وسلم : (نِعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفراغُ). كثير من الناس لا يفهمون المعنى الصحيح للصحة ، فلا يهتمون بها ولا يقدرونها و لا يأخذون المعلومات الصحيحة عنها من المختصين بها. ،
ففي التوسع في استخدام السوشيال ميديا وانفتاح العالم في كل المجالات ، ومن هذه المجالات الصحة ، أصبح الحصول على المعلومة الصحية أمر سهل جداً ومتوفر بين أيدي الجميع ، ولكن المشكلة التي يواجهها الناس في الفهم الصحيح للصحة هو المصدر الذي يحصلون منه على المعلومة الصحية ، فأخذ المعلومة الصحية الصحيحة يجب أن تؤخذ من مصادرها الحقيقية من مقدمي الرعاية الصحية من
( أطباء ، صيادلة ، و ممرضين ، وغيرهم ) و غير ذلك لربما تصل المعلومة بشكل غير صحيح ودقيق وقتها ستصبح الثقافة الصحية متداخلة وناقصة و خاطئة ، فتشكل مشكلة لدى الأفراد في عدم الاهتمام بصحتهم بالشكل الصحيح و ممارسة المعلومة بأسلوب خاطيء ما يعود عليهم بالسلبية وستكون الممارسة لأنها أخذت من مصادر غير صحيحة وليس من مصادرها الحقيقية . فأصبح تداول المعلومات الصحية الغير صحيحة تشكل مشاكل نفسية كبيرة لدى الأفراد المرضى والأصحاء و وجب عليهم ان يبحثوا عن المعلومة من مكانها الصحيح و وجب على مقدمي الرعاية الصحية تقديم المعلومة الصحية من خلال عمل خطط تثقيفية عن طريق وسائل مؤثرة وصحيحة تفيد المجتمع والفرد والأسرة . و تتمحور الثقافة الصحية حول : **التثقيف و الوعي الصحي ، تقديم المعلومة الصحية الحقيقية و معرفة الناس وادراكهم لها من المثقِف الصحي . ** طريقة الممارسة الصحية ، و هي تطبيق المعلومة الصحية بالشكل الصحيح من خلال الثقافة والوعي الصحي . كيف يتم نشر الثقافة الصحية الصحيحة ؟ * توفر المتخصصين في الرعاية الصحية والمامهم في المعلومات الصحية . * استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي و وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة لنشر الثقافة الصحية . * تقديم النصح والمشورة الصحية من خلال عمل أيام طبية . * تقديم المعلومة الصحية للفرد المريض باسلوب يختلف عن الفرد الصحيح. * تقديم المعلومة الصحية للفرد والمجتمع بأسلوب مفهوم و متداول بناء على ثقافة الفرد والمجتمع. * التواصل مع وزارة الصحة لعمل حملات صحية تثقيفية قادرة على إيصال المعلومة لأكبر عدد من أفراد المجتمع . لذلك وجب على مقدمي الرعاية الصحية اتباع الوسائل المؤثرة لتقديم المعلومة الصحية لإنقاذ المجتمع من تشوهات المعلومة وتطبيقها بشكلها الخاطيء وبالتالي التأثير عليه سلبيا ، وعلى متلقن المعلومة الصحية أن يأخذها بشكلها الصحيح ويطبقها كما هي ليستفيد جيدا منها فبالتالي تكون الرعاية الصحية متكاملة.


















