أشرف الكرم يكتب: صناعة الإعلام تصنع ثقافة المجتمع
قال: كيف انتهت من بيننا المظاهر الرومانسية, والتلطف بالآخرين والذوق العام الراقي الذي يتحسس مَن أمامه ويخشى عليه جرح المشاعر, ؟ وأين ذهبت العواطف السامية التي كانت بين المحبين وحل محلها الخشونة والألفاظ الفظة وتبلد المشاعر, ؟
وكيف وصلنا إلى أن نتابع وقائع وأحداثًا كنا نعدها من الأهوال, ونحن نرتشف قهوة الصباح دون أن تهتز لهولها أحاسيسنا وتنتفض؟
قلت: مهلًا صديق, فمن يزرع الشوك لا يحصد إلا نكَدًا, وما نحن إلا نتاج ثقافة مجتمعية, تنتشر في كل زمان لتطغى على ثقافة نفس المجتمع في أزمانٍ أُخَر, وتظل للمجتمع سطوة لو استُخدِمت باحترافية لارتقى حال المجتمع كله.
وتابعت فلترجع معي يا صديقي وأنت أيها القاريء الكريم, إلى زمنٍ ليس ببعيد, عاصرته أجيالٌ ممن هم في أواخر الخمسينات من العمر وما حولها, حين كانت تحكمنا ثقافة الشارع المصري بشهامته ورجولته ومروءته, وكيف كنا نخشى على جارتنا بالمنطقة وليس بالعمارة أو بالشارع وحسب,
وحين كنا نعيش العلاقات الاجتماعية المحترمة, بين الجار وجاره وبين القريب والبعيد, في سيمفونية علاقات سامية تحفظ عناصرالمجتمع, من أن يجور القوي فيه على الضعيف بحكم الثقافة المجتمعية التي كانت منتشرة وبقوة في حينه, فتضبط إيقاع التعامل والسلوكيات العامة بين أفراده, بل إن المفردات والصياغات الكلامية والكتابية كانت على مستوى عالٍ من الدقة والتلطف والأخوية.
وحين كنا نتابع الحب الصادق المنبني على حب الروح والطباع والأخلاق قبل حب الجمال والجسد, وكانت القصص العاطفية المرهفة تملأ جنبات الحياة مما عشناه في كل من حولنا وتابعناه.
بادرني قائلًا: إذًا أين ذهبت تلك السلوكيات الراقية وتلك العواطف السامية إذا كان المجتمع هو نفسه ذات المجتمع المصري الذي لم يدخله غريب؟
قلت: لك حقٌ في استغرابك لكنني لا أستغرب, إذ أن ثقافة المجتمع تشكلها عدة عوامل أتصور أن أهمها هو ما يمثل مشتركًا أعظم بين كل أفراد المجتمع, مما يتابعه الجميع صغيرًا كان أو كبيرًا, وتنتشر من خلاله المفردات التي يتلقفها المجتمع كله, وتتغلغل فيه السلوكيات التي يعرضها على المجتمع فيشربها أفراده ويتعامل بها مع بعضه بعضًا,
قال: وما هو هذا العامل المشترك الذي يمثل الآلة السحرية التي تشكل ثقافة المجتمع؟ فقلت على الفور الإعلام.
والإعلام الذي أقصده هو في كل أدواته من تلفازٍ وميديا وأخبار وغيرها, وأهمها على الإطلاق السينما وصناعتها التي تُقِدم للمجتمع ما قد خَفى عليه من أدوات الشر بتفاصيله الدقيقة, وتنشر من المساويء ومثالب الواقع ما قد يكون غير منتشرٍ على الإطلاق, وينتشر بفعل تقديمه في السينما فنجده بالفعل ينتشر.
ونلمس الفرق البيّن, بين ما قدمته صناعة السينما في الخمسينيات في القرن الماضي وما بعدها, وما تقدمه سينما اليوم, فعلى سبيل المثال في محور الرومانسية التي كانت تظهر بقوة وانعدمت الآن, وفي محور العنف الذي لم يكن بهذا التفصيل والشراسة التي تقدمها سينما اليوم, وفي محور المفردات والصياغات المبتذلة في الحوار مما لم يكن كذلك بالأمس أبدًا, وغير ذلك كثير.
وقد يقول قائل: إن السينما هي انعكاس لما يجري بواقع الناس ولا تفتعله, وهنا أرد بأنه بالفعل واقعٌ لكنه لدى فئةٌ محدودة من الناس, وبمفردات تخص تلك الفئات, فتقوم السينما بنشره بالتفصيل الدقيق على جموع الناس, فتنتشر السلبيات التي يفعلها البعض على مسامع كل الناس.
علينا أن ندق الناقوس, وأن نطالب بأن يكون لدينا إعلامًا وطنيًا يرفع وعي الناس ليرتقي المجتمع بأفراده في ثقافةٍ يصنعها هذا الإعلام ولا يتأذي بها المجتمع مُمَثلًا في أفراده.


غدا.. عزة مصطفى ترصد تتطورات أعمال مدينة الفنون والثقافة
فلسطين تنبه المجتمع الدولي لخطورة تعميق استيطان الاحتلال
مصر تفوز بجائزة دولية في الرسم من المؤسسة الدوليه للفنون والثقافة باليابان ضمن أكثر من ٣٥ دولة
ضبط وإعدام 96 طن أغذية ولحوم فاسدة بجميع المحافظات خلال أسبوع
الدكرورى يكتب عن خطورة السرقة على المجتمع
السعودية تدعم أمن و إستقرار تونس و تدعو المجتمع الدولي للوقوف بجانبها
ماهي الدول المعفية من الحصول على فيزا البحرين
وزيرة الثقافة : مبادرة علاقات ثقافية تلقى الضوء على الجوانب الإبداعية فى دول العالم التى تربطها بمصر صلات صداقة
بهجت العبيدي يكتب: المجددون والقيم السائدة بالمجتمعات
بحضور ألف مشاهد في روما.. مصر وإيطاليا حضارة وثقافة .. صداقة بلا حدود
سفيرة مصر بنيودلهي تلتقي وزيرة الدولة للشئون الخارجية ووزيرة الدولة للثقافة















