طارق الإمبابي يكتب : كل الناس بتحب مصر... بس بطريقتها
كتب : م. طَارِق الإمبابي
إذَا أَرَدْت أَنْ تَسَيْطَر عَلَيَّ الْأُمُورُ ، وَتَكُون مَقَالِيد حَيَاتِك بِيَدِك ، فاسعي دَائِمًا أَنْ تَكُون صَانِعٌ لَعِب مَاهِرٌ، وَلَوْأَرَدْت أَنْ تَكُونَ فِي الْمُقَدِّمَةِ فَعَلَيْك أَنْ تَكُونَ رَأْسُ الْحَرْبَة والهداف ، وَلَوْرَضِيَتْ بِمَكَانِك فَأَنْتَ دَائِمًا فِي الْوَسَطِ الْمُدافِع ، وَلَوظَللْت تُدَافِعُ عَنْ مَكَانَك بَيْنَ الصِّغَارِ فَأَنْت ظَهِير قَشّاش ، أَمَّا لَوْ كُنْت مِنْ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يَتَحَمَّلَ الصَّدَمَات فَأَنْت حَارِسٌ مَرْمِيّ يتصدي للازمات.
كَلِمَة لاَيَفهَم مَعْنَاهَا إلَّا مِنْ لَعِبَ كُرَةِ القَدَمِ فالحياه مَلْعَب كَبِيرٌ وَنَحْن فِيهَا لاعبين.
هِيَ مُجَرَّدُ مُقَدَّمَةٌ كَرُؤْيَة لِطَرِيقَة الْوُصُول للنجاح فِي حَيَاتِنَا اليَوْمِيَّة بِالْعَمَل ومِنْ الْوَاجِبِ وَالطَّبِيعِيّ أَنْ تَقُومَ بِعَمَلِك عَلِيّ أَكْمَلِ وَجْهٍ فعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ الرَّسُولِ صَلَّي اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "إنَّ اللَّهَ تَعَالَي يُحِبّ إذَا عَمِلَ أَحَدِكُمْ عَمَلًا أَن يُتْقِنُه".
أَمَّا في هَذِهِ الأَيَّامُ نَجِد إنْسَانٌ فِي وَظِيفَةِ ما، يُنْشَر له أَنَّهُ قَامَ بِكَذَا وَكَذَا وَكَذَا وَكَأَنَّه عَمل إِنْجاز، رَغِم أَنَّ هَذَا عَمَلِهِ الَّذِي يُؤَجَّرُ عَلَيْهِ مِنْ صَاحِبِ الْعَمَلِ أَوْ شَرِكَتِه أَو حُكُومَتَه وَيُؤْجَرُ عَلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ فِي حَالِ إتْقَانِه، لقَد أَصْبَحْنَا نُمجد الْمُوَظَّف الَّذِي يَقُومُ حَتَّي بِمَهامِّ وَظيفَتِهِ فَصَار الدَّارِج أَنَّ مُجَرَّدَ أَدَاء مَهامّ وظيفتك هُو إِنْجاز يَجِبُ أَنْ تُشْكَرَ عَلَيْه.
لَوْ كَانَ هُنَاكَ حِسَاب وَعِقَابٌ عَلِيّ المتقاعس لَصَار أَدَاءِ الْوَاجِبِ عَلَيْك أَمْرٌ حَتْمِيٌّ وطبيعي وَلَكِنّنَا أَصْبَحْنَا نَذْهَب إلَيّ الْعَمَلُ مِنْ أَجْلِ الحوارات الْمُتَبَادَلَة يَتَخَلَّلَهَا الْقِيَامُ بِبَعْضِ مَهامّ عَمِلْنَا لِذَا سَوْف نَظَلّ منبهرين بِمَن يُنَجَّز ٥٠ ٪ مِن مَهامّ عَمَلَهُ وَهَذَا مَا جَعَلَ مِصْر الحبيبة دَائِمًا فِي مَرْكَز الْوَسَطُ وهي تَسْتَحِقّ مَكَانًا أَفْضَل بين أقرانها.
لَو جَمِيعًا طبقنا حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ وأتقنا عَمِلْنَا لأصبحنا فِي الصُّفُوفِ الْأَوَّلِيّ وقدنا الْأُمَم هَلْ تَعْلَمُ مَعْنِيٌّ كَلِمَةٍ أَنْ اللَّهَ يُحِبُّ إذَا عَمِلَ أَحَدِكُمْ عَمَلًا أَن يُتْقِنُه؟ اسعي إلَيّ حُبُّ اللَّهِ بِإِتْقَان عَمَلُك وَلَا تتكاسل أَو تتواكل عَلِيّ غَيْرِك، فَالْبَعْض يَنْشُر عَمَلِه عَلِيٍّ أَنَّهُ إِنْجاز، والمميزون لاينشرون حَتَّي تميزهم.


















