أردوغان والمصير الأسود الذي ينتظره
كتب السيد أحمد مسعود - مملكة البحرين
في الآونة الأخيرة إشتدت وتيرة التصعيد علي المحور الليبي ودأب المهرج التركي علي إصدار التصريحات بقرب وصول القوات التركية إلي ليبيا بعد أن أصدر البرلمان التركي قرارا بالسماح له بإرسال قوات عسكرية إلي ليبيا ، وتصاعدت التساؤلات ماذا لو قامت الحرب بين مصر وتركيا ؟؟
والحقيقة أن تركيا منذ عام ٢٠١٤ موجودة في ليبيا ولها بعض الخبراء العسكريين وكذلك بعض الميليشيات من التركمان والسوريين الموالين لجماعة الأخوان المحظورة ، ولذلك فإن إرسال قوات عسكرية تركية الي ليبيا ليس بالخبر الجديد بل تعرفه الأجهزة المصرية وترصده ويخضع للمراقبة الشديدة ،
الأمر الثاني أن الحرب بين مصر وتركيا قد بدأت بالفعل منذ فترة ليست بالقصيرة فمصر تعتبر وجود قوات أجنبية علي أرض ليبيا هو تهديد للأمن القومي المصري والعربي وبالتالي فهو إعلان حرب يجعل التدخل المصري فيها مشروعا علي قدر المرحلة وتطوراتها ..
لذلك فقد قدم أردوغان بإعلانه إرسال قوات الي ليبيا أكبر خدمة للقضية الليبية بإستنفار همة الشعب الليبي وتوحده دفاعا عن أرضه وعرضه وثرواته ووقوفه مع جيشه الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر للقضاء علي الإرهاب وتحرير التراب الليبي الغالي من دنس الإستعمار التركي البغيض الذي إرتدي عباءة العثمانيين طمعا في ثروات الشعب الليبي ومحاولة الإستيلاء علي مصادر الطاقة .
بالأمس تم تحرير سرت من فلول المرتزقة واصبحت تحت سيطرة الجيش الليبي وهي خطوة هامة جدا علي طريق تحرير طرابلس كما أنها تحمي منطقة آبار البترول التي يسيطر عليها الجيش الليبي ، ولو نظرنا لخريطة ليبيا سنجد ان مساحة ليبيا حوالي ١٧٠٠ كيلومتر مربع تمتد سواحلها من حدود مصر الغربية علي البحر الأبيض المتوسط بطول ١٧٠٠ كيلو متر وتقع طرابلس علي بعد ١٥٠٠ كيلو متر من حدود مصر الغربية ومن هنا نري ان منطقة الصراع تبتعد عن حدودنا بمسافة بعيدة وأن معركة إسقاط طرابلس لم تحسم بعد ...
إن إنتصار ليبيا في هذه المعركة يعتمد بالأساس علي روح الشعب الليبي في الدفاع عن ترابه وعلي الإرادة المصرية في دفاعها عن امنها المصري وعلي الدول العربية باعتبار الأمن العربي هو ان تكون ليبيا موحدة وان يقرر الشعب الليبي مصيره ومستقبله ..
إن مصر لن تتخلي عن دعمها للشعب الليبي ومجلس نوابه وجيشه الوطني وسيكون الخطر التركي محصورا في منطقة طرابلس التي تبعد عن تركيا بحوالي ٣٥٠٠ كيلو متر وهي رحلة شاقة وبعيدة لأي قوات محاربة ..
مصر ستتصرف بطريقة تتحاشي فيها إستنزاف المال والعتاد والجهد وتدرس هذا الإعتداء بطريقة مدروسة ومتأنية وتختار الأسلوب والأدوات بما يتناسب مع مرحلة الصراع .
تبقي كلمة أخيرة هي أن التاريخ علمنا أن لكل طاغية نهاية محتومة وكلما زاد طغيانه دنت نهايته والتي ستكون في صحراء ليبيا الطاهرة بإذن الله وعلي أيدي أحفاد الشهيد العظيم عمر المختار أسد الصحراء وشيخ المجاهدين في ٧ يناير ٢٠٢٠


















