حنان شلبي تكتب : لا لإهانة المرأة
بقلم : حنان شلبي
الجزء الأول ـ المطلقة
إن مسئولية فشل أي علاقة زوجية تقع علي الطرفين أي الزوج و الزوجة أو أي منهما ،، لكن في مجتمعاتنا العربية يقع اللوم دائماً على المرأة ! و هي السبب الرئيسي من وجهة نظر الكثيريين فى هدم العلاقة الأسرية.
و إذا ما سألت بعض الرجال عن إمكانية الزواج بالمطلقة سترى كيف يكون الأمر مزعج لهم أو لأسرة الرجل المقبل علي الزواج و الذي يريد الارتباط حتماً بفتاة لم يسبق لها الزواج ! أو كما تريد له أمه و التي بالرغم من كونها امرأة لكنها لا تتعاطف أبدا مع ظروف مطلقة مهما كانت مؤهلاتها أو خلقها الطيب أو جمالها فلا تشفع كل هذه المؤهلات مجتمعة لتلقى المرأة القبول لدي أسرة الرجل الذي أحب الارتباط بها و أحيانًا يكون هذا تفكير الرجل نفسه الذي يرغب دائماً في الزواج من فتاة بكر رشيد و التي من الممكن جداً أن لا تكون بكر و قد تكون سبق لها الزواج عرفياً في السر مثلاً ! لكن المهم هو أن المعلن أنها لم يسبق لها الزواج.
و يكون الرجل علي استعداد لكافة تكاليف الزواج وتجهيز عِش الزوجية و احتفالات و شبكة و مهر وما إلى ذلك في حالة الزواج من بكر حتى إذا كانت التكاليف مبالغ بها ! في حين أن المطلقة يكفيها شرف أنها وجدت من يرضى بها كزوجة و ينعكس هذا علي حقوقها و على مراسم الزواج ،، هذا إن كان هناك احتفال من الأساس بل يمكن أن تُحرم من الشبكة والمهر لأنها قد سبق لها الزواج !
حتى أسرة المطلقة و الأهل و الأقارب يعتبرون المطلقة عالة عليهم ، ربما أيضًا وصمة عار أو أنهم اخفقوا فى تربيتها ! ودائماً ما نجد المطلقة منبوذة من أصدقائها المتزوجات خوفًا من أن تقوم بخطف أزواجهن فهي المتهمة طيلة الوقت بدون ذنب أقترفته فقط لأنها مطلقة.
وحدث و لا حرج عن مأساة المطلقة فى محيط الأسرة و العمل ! فنجد البعض يعاملها على أنها الخبيرة فى شؤون الحياة أو أنها ربما تحتاج لوجود أي رجل في حياتها و السلام عوضاً عن زوجها السابق ! و قليلًا من الناس من ينظر للمرأة المطلقة علي أنها المرأة سيئة الحظ التى وقع على عاتقها تحمل مسؤوليات كبيرة ربما جعلتها تنسى أنوثتها أحيانًا بسبب رجل تخلي عن مسئولياته لتصبح هى الأب و الأم.
هكذا ننظر إلى المرأة المطلقة وأحب هنا أن أذكركم بواقعة أثناء الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عندما سخر البعض من غلاء أسعار عرائس المولد التي وصلت لألف جنيه في عام 2016 و تساءل البعض العروسة المطلقة بكام ؟كما كتب البعض (بكام عروسة المولد دي ب 350 جنيه ؟ معندكش واحدة مطلقة ب 50 جنيه) ! ؟ أتذكرون عندما غضب البعض من هذا الإيفيه و اعتُبر إهانة وتحقير للمرأة المطلقة و أنه انطلق من عقلية تعتبر المطلقة أقل في المنزلة من الفتاة ! و رأى آخرون و هم الغالبية أن الأمر لا يعدو كونه سخرية !
لكن الحقيقة أنها ليست مجرد سخرية بل أنه نتاج طبيعي لبعض الناس الذين يعتبرون المطلقة سيدة منقوصة الحقوق و الواجبات ،، يؤمن غالبيته بفكرة أن لكل امرأة سعرها سواء المطلقة أو الأرملة أو الفتاة التي تأخر بها العمر قليلًا ولم تتزوج هن أقل تكلفة من الفتاة العشرينية ،، أين الإيمان و التدين والاقتداء بأخلاق الرسول صلي الله عليه وسلم الذي تزوج من مطلقات و كذلك الصحابة ،، و كالعادة سيقول البعض هذه كانت حادثة فردية و مزحة و مجرد سخرية !!
أظن أن المرأة المطلقة التي لم تسلم من الطمع والمطاردة إن ظلت وحيدة ولم تجد زوج مناسب لأن بعض الناس يراها أقل منزلة من الفتاة أو لأنها اختارت أن تُكمل حياتها بمفردها بعد تجربة فاشلة ! طبيعي لن تسلم من السخرية الوقحة ،،
وللحديث بقية...،،


















