ع الماشي موقفي ولن يتغير أستنكر وأدين التدخل العسكري التركي في الشأن الليبي
بقلم : طارق فتحي السعدني
أدين و استنكر بشدة التدخل العسكري التركي في ليبيا، وأحذر من خطورة التطلعات التركية بسعيها نحو بناء القواعد العسكرية في الدول العربية، تمهيداً لفرض أجنداتها عليها، فكانت أول قاعدة لتركيا تقيمها خارج أراضيها، في سوريا والعراق وقطر والصومال والسودان وليبيا،
لكن تبخرت آمالها في جزيرة سواكن السودانية مع رحيل البشير. لا شك أن رؤى العالم تشكلت مكوناتها من النفوذ الإيراني الذي سيطر على 4 عواصم عربية، حيث تحقق الهدف المنشود بالفوضى الخلاقة، وإبادة الشباب، لأنهم مصدر القوة، وشعلة ثورات الشعوب، كما حدث في الجزائر من المستعمر الفرنسي
وهو ما يمكن التعبير عنه بأن الأفكار القومية تغلغلت حتى تحولت الإمبراطورية العثمانية إلى صراع عنيف من أجل السلطة، وهذا ما يطبقه الرئيس التركي الآن، حتى باتت لبلاده موطئ قدم عسكري في 5 دول عربية، وكذلك الحال مع إيران التي تسير بنفس الاتجاه مسيطرةً على 4 عواصم عربية،
واستطاعت أن توسع نفوذها ليشمل مدن بغداد، وصنعاء، ودمشق، وبيروت، عبر مجموعات محلية تدين لها بالولاء المطلق، فأصبحت هي الأخرى تسيطر على 4 دول عربية بقوة السلاح.
فالرافضون لهذا التدخل العسكري يتابعون عن كثب وببالغ الاهتمام التحركات التي يقوم بها رئيس تركيا رجب طيب أردوغان إلى منطقة المغرب العربي، والتي يسعى من خلالها إلى بسط النقود الإنكشاري العثماني على أرض ليبيا الشقيقة، بغية تحقيق المشروع الذي طالما حلم به لبسط الهيمنة التركية على المنطقة بلباس جديد وحلة جديدة، بحجة محاربة الإرهاب وحماية مصالح الشعب الليبي الشقيق"
بل الهدف والحقيقة وراء هذا التدخل العسكري هو إنهاك مقنن وتآكل للدول خطط أردوغان له وتجاهل الرأي العام واستبعده، لتكوين حالة من الارتباك وسوء التقدير للمشهد السياسي , لتخرج علينا دروس فهمناها من تاريخ الرئيس التركي إردوغان؛ بأنه عندما يفشل ينتهج العنف والتدمير والحرب والانتهاكات، رغم أنه يحاول استغلال الدين وتوظيفه لأهدافه السياسية، فهو يعقد اللقاءات والتحالفات مع أعداء لهم باع طويل مع العرب، فأصبح التدمير مشتركاً، وتركيا التي لم يكن لها أي قواعد عسكرية خارج الدولة قبل سنوات، أصبحت تملك وجوداً عسكرياً في 5 دول عربية.
فلو تنحينا جانباً هذه الأحداث، لوجدنا أن العامل المشترك بين الطرفين التركي والإيراني هو استعادة الماضي من أجل الاستحواذ على ثروات المنطقة العربية، تستحث خطاها الرغبات المنحرفة تحت ولاء مستبد غائر في الاستبداد يشعل الصراعات في تلك الربوع الشاسعة، لتصبح موطناً للأشرار والمجرمين تشرّع قوانين استعمارية فاسدة لإباحة قتل الشعوب.
فأنني استنكر بشدة تدخل هؤلاء المرتزقة وسفاكين الدماء الذين استباحوا دماء أهالي سورية الشقيقة إلى الأراضي الليبية الشقيقة، والمساس بمصالح الدول المجاورة وبشعوبها، بغرض بسط النقود العثماني الإنكشاري من جديد في المنطقة بحجة محاربة الإرهاب وتوفير الحماية
فالسكوت عما يحدث سوف يشهد العالم الدولة الفارسية الصفوية والدولة العثمانية من جديد ، ولكن بصيغتهما الحديثة، تركيا وإيران، مع فارق من الأعمال التخريبية، تتباين وتتفق وتنفذ هجمات متعددة في البلدين لتنحسر الأزمة بين القوتين، وذلك بسابق إنذار يحكي للعالم الانجراف مع ركام التاريخ، على غرار أحداث القرن الرابع عشر بين الإمبراطورية العثمانية والدولة الصفوية.


















