مكانة العمل فى الإسلام
بقلم تميم الحبالي
الأحبة الكرام حياكم الله وبياكم وبالصحة والعافية والسعادة متعكم.
العمل ومكانته في الإسلام : تقوم الحياة على اختلاف أنواعها و اشكالهاوتعدد صورها وهيئاتها على العمل لأنه الأساس الأول؛والركيزة الهامة لاستمرارها سواء أكان ذلك على مستوى الشعوب والأمم أوفى مجال الأفراد الجماعات كما أنه عنصر هام ومهم فى بناء الحضارات وإنشاء المرافق العامة التى تعود على الإنسان بالنفع والفائدة والخير في مجال حياته وذلك لأن الأمم لا تستطيع الاحتفاظ بحريتها وكرامتها بين الشعوب والأمم إلا بمقدار ما يعمل أبناؤها فى تشييد دولتهم فى المجالات المادية والمعنوية والروحية والثقافية إذكلماارتفع بناؤها فى هذه المجالات اكتسبت قوة ومنعة ضد من يريد الاعتداء عليهاأو يفكر فى اذلالها وإخضاعها لمشيئته وإرادته.
وعليه فإن أى دين لا يقدس العمل ولا يحث اتباعه عليه لهو دين بعيد عن واقع الحياة الإنسانية ويتنافر مع طبيعة واقع الوجود وغير منسجم مع قوانين الحياة التى ترتكز هيئة الكون كلها عليه.
إن الدعوة إلى تجنب العمل مرض مهما كانت الأسباب التي تستد إليها والدوافع التى أبرزها إلى الوجود فى المجتمع الإنساني ونظرة احتقار العمل نزعة مدمرة لحياة الفرد ومن ثم تدمير المجتمع.
إن الخروج من ميدان العمل بدعوى الرهبنة ظاهرة تضفى على الإنسان ثوب الإغتراب الإجتماعي وتفصله عن واقعه الإنساني وتقضى على قدرته الخلاقة إذ(لا رهبانية فى الإسلام )وقوله تعالى فى سورة الحديد(ورهبانية ابتدعوهاما كتبناها عليهم).ولما اخبر الرسول عن رجل يقوم الليل كله فى المسجد ويصوم النهار سأل عمن يكفله قالوا أخوه فقال صلى الله عليه وسلم أخوه خير منه .
إن من يعمل ليكسب قوته لهو خير من العابد المنقطع للعبادة فالوقت كله للعمل ولا وقت للضياع واجمل الاوقات لهو وقت العمل .
تلك هى روح الإسلام فى نظرته للعمل إذ حث عليه في أكثر من مئتى ٱية في القرٱن الكريم وجاء تعبيره فيها عن العمل غير مقيد بما يفيد قصره على العبادة أو العمل الدنيوى بل أطلقه ليشمل كل ما من شأنه أن يؤدي إلى الخير للفرد الناس أجمعين.
وكثير من ٱيات القرآن الكريم تصف المؤمن ويليه العمل الصالح (إن الذين ٱمنوا وعملوا الصالحات).
إن ثمرة العمل أيا كان نوعه لتعود على الجميع بالخير واليمن بطريق مباشر أو غير مباشر شريطة أن يكون عملا صالحا نافعا مفيدا.
وعن ثمرات العمل يكون تكملة (مقالة الأسبوع القادم بمشيئة الله تعالى ) على صفحات مجلتناولساننا الناطق بالحق والخير منبر الإعلام (المصريين بالخارج)حتى تلتقى أستودعكم الله وسلام عليكم من الله ورحمته وبركاته


















