السؤال الصعب
بقلم : د. أحمد سماحه
من هو عدوك...؟
هل طرأ هذا السؤال على ذهنك ذات مرة ، أم أنه يعيش بداخلك منذ طفولتك...؟
هل تستحضر دومًا هاجس العداوة عندما لا تحقق هدفًا ما أو مصلحة ما بسبب موقف الآخرين منك؟
هل تعتبر المنافس لك في عملك أو ناديك أو أسرتك أو حتي من يسابقك، في الطريق بسيارته أو المغاير لدينك أو منهجك عدو لك...؟.
الأسئلة كثيرة والإجابات صعبة ومحيرة فتاريخ الإنسان منذ نشأته يسوده هاجس العدو ، ولو تتبعنا هذا التاريخ سنجد أنه لا تخلو حقبة من هذا الهاجس الذي يؤكده العلماء المهتمين بتاريخ الإنسان وأيضًا علماء "الأنثروبولوجي".
وحتى الأديان تشير وتؤكد ذلك، ويمكن لنا أن نرصد عداوة الإنسان لنفسه ربما بقصد كما لدى بعض المتصوفة أو ربما بغير قصد عندما يخالف الشرع أو حتى مناهج العمل في مؤسسته.
البعض من علماء النفس يشير إلى أن العداوة في حياة الإنسان حالة ثقافية معرفية وربما يؤكد ذلك العداوة التي نراها بين بعض أصحاب الأديان والشرائع المغايرة، والحروب التي دارت منذ القدم وحتى الآن.
ولنا أن نسأل من تحارب داعش..؟ وماذا تريد ومن هو عدوها الذي تستهدفه؟ولماذا الصراع في الهند وباكستان وليبيا وسوريا والعراق وغيرهم؟
ولنترك ذلك جانبًا ونعود لنسأل: من هو العدو الأوحد للبشرية جمعاء..؟ أليس هو الشيطان؟..كما يؤكد الإسلام وحتى الأديان الأخرى.
إننا نُنحي هذا العدو جانبًا ونعتبر المنافس لنا في العمل ومن يخالفنا الرأي ومن يحظى بثقة الرؤساء بنفاقه أو بعمله عدو يجب علينا أن نقاومه ونترصد له لننحيه أو نبعده دون تفكير.
أحدهم قال لي عن أخيه أنه عدوه الأكبر وعندما سألته لماذا؟ قال: سيطر على عقل أبي فأعطاه الكثير من المال والرعاية والعطف.
حينها سألت نفسي: هل ذلك يستدعي عداوة أخ لأخيه ...؟ وهل كل من خالفني الفكر أو الرأي أو المنهج الذي أعيشه عدو لي؟ وهل تلك ثقافة مجتمع أو فرد أو منهج حياة...؟
في الحقيقة لم أجد إجابات مقنعة ولكني فكرت في دور التعليم والمناهج والأسرة في ذلك وأيضًا المؤسسات الدينية رغم اختلاف مناهجها.
إنني عندما قرأت التقارير السرية التي تفرج عنها بعض الدول عن مواقف ومخططات للهيمنه أو الاستغلال السياسي والمادي يثور السؤال بداخلي هل من أجل أن أعيش لابد من أن يموت الآخر..؟
لسنا هنا في مقارنه أو إجابات تحتاج إلى وقفات طويلة ولكنا سنتجه الي أنفسنا بسؤال قد يبدو صعبًا وساذجًا : من هو عدوك؟
إنني أدعو للإجابة علي هذا السؤال..كل في داخله وأدعو أن يتوقف طويلًا عند كل شخص يختاره في دائرته أي في دائرة العمل والمنزل والشارع والمدينة ويسأل نفسه سؤالًا آخر محاولًا الإجابة عليه: لماذا؟


















