قصص نجاح المصريين بالخارج : د إسلام أبو السعود تجربة متفردة وأصيلة لأستاذ جامعي بالإمارات
كتب : محمد فوزي - الإمارات
النجاح لا یآت وليد صدفة ، إنما ثمرة جهد وكفاح طويل ودراسة متعمقة وتفكير بشكل ايجابي , وتخطيط جيد ومنظم لإبداع افكار منتجة .
عندما توجهنا بزيارته في معهد سمارت تكنولوجي بالعين و الذي تم تأسيسه وفق رؤية خاصة جدا ، رفض أن توصف تجربتة بالتجربة الناجحة !! و لكن كان محددا ووصفها بكلمات شديدة الخصوصية بأنها تجربة متفردة و أصيلة ، و هذا دفعنا بشكل كبير أن نسأل ما خصائص هذه المشروع ؟ و ماذا يأمل ان يصل ؟ و ماذا يقصد بتجربة متفرده و اصيلة ؟
هو د. إسلام حسن ابو السعود أستاذ مساعد بجامعة قناة السويس المصرية و مراجع معتمد في هيئة ضمان جودة التعليم المصري و سبق أن قاد العديد من المشروعات التعليمية و التدريبية بجمهورية مصر العربية منها " برنامج كلية الطفل بالتعاون مع مكتبة مصر العامة بالاسماعيلية و "برنامج د.سمارت" بالتعاون مع مركز التطبيقين للعلوم و التكنولوجيا ، وهو حاليا المدير الاكاديمي لمعهد سمارت تكنولوجي بمدينة العين الامارات ، و قد تعرفنا عليه عندما قاد متطوعا الاشراف علي المخيم الشتوي بالنادي المصري بالعين و قد نال البرنامج رضا و ثناء لما حققه من نجاح جعلنا نبحث عن هذا الرجل و كيف يفكر ؟
و قد استطاع معهد سمارت تكنولوجي في أقل من سنة ان يقنع المتعاملين معه أنه يملك حلا لأولادنا في زمن صعب وصفه د . إسلام ابو السعود بأنه زمن المشتتات مليء بالضباب بحيث حينما تعتقد أنك تملك كل شيء ثم تجدك في الحقيقة لا تملك شيء.
يقول د. اسلام قدمنا إلي دولة الامارات العربية عندما فتحت ابوابها لكل المبدعين في العالم ، و خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي.. و ها نحن نكثف جهودنا لتوفير بيئة حاضنة ومحفزة لتطور الذكاء الاصطناعي من خلال التدريب والتأهيل ، اذا أن تجربتنا تعتمد علي تغيير نمط التفكير ليقترب من النمط المنطقي صعودا الي نمط تفكير علمي و ابداعي ،و هذا من خلال أداة تدريب قائمة علي المشروعات الهندسية و حل المشكلات في نطاق ( STEM ) و التي تعني دمج التكنولجيا مع العلوم مع الرياضيات في مشروع واحد بحيث يكون هناك تكامل بين المجالات المختلفة و اكتشاف الطالب من خلال التطبيق وحده لمتعة العلم و بحيث يتولد للطالب شغف حقيقي بالعلم غير خاضع للدرجات أو امتحانات و دون ان يكون هناك انعزال عن مهارات إدارة الاعمال و كذلك المهارات التربوية و التي لديها نكهة خاصة في معهدنا ..استطعنا من خلالها أن نثبت لولي الأمر اننا لا نستهدف ماله و لكن نستهدف بناء صحيح لشاب قادر علي التغيير و لهذا ليس غريب ان تكون رؤية معهدنا
تطوير أداء الطالب ليكون قادراعلي تنمية قدراته ذاتيًا و دفعه ليساهم في تطوير بيئته من خلال تقديمه ابتكار متفرد و أصيل
و لهذا ليس غريبا أن تجد سؤال للطالب عبر الوقت و خلال انتظاره علي باب المعهد لمحاسبته علي احترام الوقت " هل رتبت سريرك ؟ " – او تجد ممارسة لمساعدة الطالب كيف يصيغ حلمه و كيف ينظم برنامجه اليومي – وكيف يصبح منتج و يبيع مشروعات يشتريها منه المعهد في نموذج محاكاه يشابه الواقع بل أنه اصبح واقعا و هناك منتجات تباع في الأسواق.
اضاف د. اسلام ابو السعود أن المدارس بمناهج مليئة بالحشو وابتعاد كبيرعن التطبيق يفقد الطالب إجابة سؤال مهم جدا
هو: لماذا ندرس؟
لتأتي الاجابة في معهد سمارت تكنولوجي بمدينة العين ..أنت تدرس لكي تستفيد بدراستك في تطوير بيئتك و مجتمعك ، وأنت قادرا أينما اجتهدت أن تنافس العالم بكل ما تحمله معاني الكلمة من تحديات هذه الكلمات دائما ما تسمعها ، و قد استفاد الدكتور في إدارة المعهد من مهاراته البحثية ، و مهارات حل المشكلات بأسلوب علمي في اكساب الطلاب عدد من هذا المهارات في مرحلة مبكرة من العمر ، بحيث أن حل المشكلة يبدأ أولا بالاعتراف بوجودها ثم تعريفها و وصفها وصفا دقيقا ثم يتم تجميع معلومات عنها و تحليل هذا المعلومات ووضع الاستنتاجات ثم طرح الحلول المختلفة و أخيرا اختبارها ثم تجربتها و هذا كله يخضع لمثلث الجودة الذي يهتم بالوصول إلى ( اتزان بين التكلفة و الوقت و نطاق العمل )
و عندما زرنا المعهد وجدناه مكان صمم بعناية خاصة ليكون علي درجة كبيرة من الشفافية و يتمتع المتدرب فيه بدرجة عالية من الحرية المنضبطة بمناخ يشابه قاعات البحث بالجامعة
و اخيرا و قبل ان نغادر سألنا الدكتور ماذا تقصد بالتفرد و الاصالة ..أجاب
التفرد أن يتميز الاداء بخصوصية و سمات غير مقلده و لكنها نابعه من تجربه حقيقية ، فما أسوأ ان تمثل في البحث العلمي أو الاختراعات وأقصد بالتمثيل ان تكون سارقا و تنسب النجاح لنفسك دون وجود قدرات حقيقية تقودك تباعا لعشرات النجاحات و هذه النجاحات المتتالية تقودك إلي المنافسة العالمية ، تفرد معهدنا جعل هناك طلاب استمروا معنا و حصلوا على مايزيد 100 ساعة تدريبية .
اما الاصالة فأقصد بها ان تنبت كل فكره أو مهارة او تطبيق من أساس علمي منضبط دون ارتجال او نشاذ
و أيا كان موقع عطائنا فهو موجه للإنسان اينما كان ، و تتولد دوافعنا من تاريخ عريق عجز الزمن أن يعطيه لغير مصر و كذلك حاضر مليء بالتحديات و العزيمة و التي نستسقي منه من قيادة سياسية لم تتأخر لحظة في تيسير السبيل لنا سواء في دولة الامارات العربية او في مصرنا الحبيبية .


















