×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

الصحابي الذي حماه الله بجيش من النحل

الصحابي الذي حماه الله بجيش من النحل
الصحابي الذي حماه الله بجيش من النحل

بقلم عبدالموجود دسوقي

خرجت قريش برجالها ونساءها وعبيدها قاصدين أحدا ، للقاء رسول الله "صلى الله عليه وسلم " وخرجت النساء ليحرضن الرجال على القتال ، ويبثون روح الحمية في نفوسهم .

وكان ممن خرجن من النسوة "سلافة بنت سعد "ومعها زوجها طلحة وأولادها الثلاثة مسافع وجلاس وكلاب . فلما التقا الجمعان وقفت النسوة خلف الصفوف ، ليضمروا في صدور الفرسان الحمية، فلما أنتهى القتال ،أخذت النساء يمثلن بشهداء المسلمين أفضع تمثيل ، فكانوا يبقرون البطون ،ويفقأون العيون،ويقطعون الآذان والأنوف. إلا أن سلافة كان تبحث عن زوجها وأولادها لتشارك النسوة فرحة النصر ،فأخذت تتفحص وجوه القتلى ،فإذا زوجها صريعا ملطخا بدمائه، فهبت مذعورة للبحث عن أولادها الثلاثة حتى وجدتهم على سفوح أحد ،أما مسافع وكلاب ؛ فكانا قد فارقا الحياة وأما الجلاس فوجدته وهو ما زال يلفظ آخر انفاسه، فنكبت عليه وهي تقول له : من الذي صرعك يا بني ؟ فقال: صرعني عاصم بن ثابت وصرع أخي مساعفا ، ثم مات ، فجن جنون سلافة وأقسمت باللات والعزى ،ألا تهدأ حتى تثأر من عاصم بن ثابت،وتشرب الخمر في جمجمته المجوفة، ثم نذرت لمن يأسره أو يقتله ويأتيها برأسه، أن تعطيه ما يشاء من المال، فأنتشر خبر نذرها في قريش ، وجعل الكل يتمني ولو ظفر بعاصم .

عاد المسلمون إلى المدينة وأخذوا يتذاكرون المعركة وما كان فيها ،فيترحمون على الشهداء ،ويذكرون الأبطال الذين أبلو فيها ، فذكروا عاصم بن ثابت وما فعله في القتال ، فقال قائل : وهل في ذلك عجب !؟ وقد قال النبي "صلى الله عليه وسلم" في بدر : ( من قاتل فليقاتل كما يقاتل عاصم ) . لم يمض غير قليل على أحد حتى انتدب الرسول الله "صلى الله عليه وسلم" ستة من كرام الصحابة لبعث من بعوثه ، وأمر عليهم عاصم بن ثابت . فلما خرجوا إلى الطريق علمت بهم جماعة من هذيل فهبوا نحوهم مسرعين ،وأحاطوهم، فاستل عاصم ومن معه سيوفهم وهبوا بمنازلة القوم ، فقال لهم الهذليون : إنكم لا قبل لكم بنا ، وإننا أصحاب هذه الديار ، وجمعنا كثير غفير وجمعكم قليل ضئيل ، وقالوا لهم استسلموا لنا وانزلوا في ذمتنا ، فالتفت عاصم إلى أصحابه وقال: أما أنا فلا أنزل في ذمة مشرك، ثم تذكر نذر سلافة التي نذرته ، فجعل يقاتلهم حتى فنيت نبله ، ثم طاعنهم حتى انكسر رمحه ، فقال : ( اللهم إني حميت دينك أول النهار فاحم لي لحمي آخره )، فقتل رجلا وجرح اثنين ،فقتلوه.

ولما علمت قريش بمقتله بعثت رسولا من عندهم إلى قتلة عاصم يطلبون منه رأسه وقد حملوا الرسول مالا وفير ، وأمروه أن يبذله لهم لقاء رأس عاصم .

ولما قام الهذليون ليفصلوا جسد عاصم عن رأسه ، فإذا بأسراب من النحل والزنابير قد حطت عليه ، وأحاطت به من كل جانب ،فكانوا كلما أرادوا الإقتراب منه، طارت الأسراب في وجوههم ، ولدغتهم في عيونهم وجباههم وكل موضع من أجسادهم ودفعتهم عنه ، فلما يأسوا قالوا : ننتظر حتى يحل الظلام فينفض عنه هذه السراب ، فما كاد الليل يقبل ، حتى تلبدت السماء بالغيوم الكثيفة ، وأرعد الجو وانهمر المطر انهمارا لم يشهد له المعمرون مثيلا منذ وجدوا على تلك الآرض ، وسرعان ما امتلأت الأودية بالمياه ، واكتسح المنطقة سيل عظيم ، فلما كان الصباح ، قامت هذيل تبحث عن عاصم في كل مكان فلم تقف له على أثر ، ذلك أن السيل أخذه بعيدا عنهم . فاستجاب الله عز وجل لدعوة عاصم ،فحمى جسده الطاهر من أن يمثل به ، وصان رأسه الكريمة من أن يشرب فيها الخمر .

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 05:18 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17