د.خاطر الشافعي يكتب : مصر ولدت فبدأ التاريخ ..!
بقلم : د.خاطر الشافعي
نحن شعب محتك بالحضارة أخذًا و عطاءًا ..
التاريخ المصري عند الدنيا علم يدرسونه لأولادهم إسمه (علم المصريات ) ، والماضي المصري جزء من تراث الإنسانية ، وكما تقول الأستاذة أميمة جابرعدد الطبيبات و المعلمات و المهندسات و العالمات لدينا يفوق عدد شعوب كاملة ..
ضاربون نحن في العمق التاريخي ..
ملكات حكمن في وقتٍ لم ترْ غالب الدول النور ..
نجيد هضم المعتدين .. يدخلنا الهكسوس ، نطردهم ..ننشئ إمبراطورية ، يحتلنا الرومان ، نبلعهم و نهضمهم فيصبحوا مصريين .. ننهزم و ننتكس ، ننتصر و نحرر ..
الإرهاب المعنوي والفكري والمادي يضربنا ، نقوي و لا نضعف ..
أسودنا إن زأرت أصمت أعداءنا ..
إن مات لنا شهيد يولد لنا مليون بطل ..
نحن المصريين قيمتنا في أنفسنا منذ آلاف السنين ..
عندما كان شكسبير ﻓﻰ إﻧﺠﻠﺘﺮا ﯾﻜﺘﺐ ﻣﺴﺮﺣﯿﺎﺗﻪ ﺷﻌﺮًا لم ﺗﻜﻦ أﻣﺮﯾﻜﺎ ﻗﺪ وﻟﺪت ﺑﻌد
ﻣﻊ أن ﺷﻜﺴﺒﯿﺮ ﯾﻌﺪوﻧﻪ ﻓﻰ ﺗﺎرﯾﺦ اﻷدب ﺷﺎﻋﺮاً ﻣﻦ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺪﯾﺚ ..
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻰ أوﻓﯿﻨﺪ ﯾﻜﺘﺐ ﺷﻌﺮﻩ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﺑﻌﺪ ﺷﯿﺌﺎً إﺳﻤﻪ إﻧﺠﻠﺘﺮا ..
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﯿﻮﻧﺎﻧﻰ ﻫﻮﻣﯿﺮوس ﯾﻨﻈﻢ ﻣﻠﺤﻤﺘﻪ اﻹﻟﯿﺎذة ﻛﺎﻧﺖ اﻷﻣﺔ اﻟﺮوﻣﺎﻧﯿﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺎزاﻟﺖ ﻓﻰ ﺟﻮف اﻟﻌﺪم ..
حينها ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺮ ﻗﺪ أﻣﻀﺖ ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺨﻬﺎ أرﺑﻌﯿﻦ ﻗﺮﻧﺎً ﺗُﻨﺸﻰء أدﺑًﺎ وﺷﻌﺮًا وفكرًا ..
عندما كان العالم يسكن الجحور و ينامون فى العراء كان أجدادنا يسكنون القصور ، ويبنون المعابد من الذهب و الفضة ..
مصر الأرض الوحيدة التي تجلي الله عليها و تكلم فيها ..
و الدولة الوحيدة التي ذكرت في القرآن صراحة هي مصر ..
و الدولة التي قرن إسمها في القرآن بالأمن و الأمان هي مصر ..
و الدولة التي إقترن إسمها بخزائن الأرض في القرآن هي مصر ..
و الدولة التي إقترن إسمها و شعبها بمباركة الله في الإنجيل هي مصر ..
والدولة التي علمت العالم الكتابة هي مصر ..
والدولة التي نشأ من أهلها سيدنا إدريس أول من خط بالقلم في التاريخ هي مصر ..
والدولة التي لجأ إليها سيدنا إبراهيم من ظلم أهله هي مصر ..
والدولة التي لجأ إليها سيدنا يعقوب وأخوات سيدنا يوسف من المجاعة هي مصر ..
والدولة التي لجأت إليها السيدة العذراء و سيدنا المسيح عليه السلام هي مصر ..
والدولة التي لجأ إليها آل بيت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بعد مطاردتهم هي مصر، حتي أن السيدة زينب رضى الله عنها دعت لمصر و شعبها الدعاء الشهير " يا أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله ، وآويتمونا آواكم الله ، وأعنتمونا أعانكم الله ، وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا " ..
والسيدة هاجر المصرية خرج من رحمها سيدنا إسماعيل أبو العرب جميعًا ..
والدولة التي أوصي بها وبأهلها خيرًا سيدنا محمد هي مصر ..
فليعلم الجميع أن مصر لاتنحني إنكسارًا أبدًا ، بل فقط لتربط حذاءها لتهوي به على رأس من يريد كسرها ..
نعم إنها أم البلاد وغوث العباد كما قال سيدنا نوح ..
سيأتي اليوم الذي نروي فيه ماذا فعل كل منا في موقعه ، وكيف حمل كل منا أمانته وأدى دوره ..
مصر ولدت فبدأ التاريخ .!


















